أبو ظبي - سعيد المهيري
غادرت جماهير العين مدرجات ستاد هزاع بن زايد مساء يوم الخميس الماضي، وسط شعور عميق بـ"الخيبة والحسرة"، بعد أن تعثر الزعيم في دار الزين، وخالف كل التوقعات، وخسر أمام ضيفه دبا الفجيرة 1 - 2، في الجولة 18 لدوري الخليج العربي، ما أفقده ثلاث نقاط مهمة كان في أمس الحاجة إليها، حتى يستطيع المحافظة على فارق النقاط الذي يفصل بينه وبين الجزيرة صاحب الصدارة الذي يتربع على القمة وحيدًا، وأيضًا الوصل والأهلي، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي سفن الأمة العيناوية، ليبقى فريقها على وشك رمي قفاز التحدي، والخروج من مضمار المنافسة، إذا تعثر مرة أخرى في مقبل الأيام، وفي المقابل واصل الجزيرة مشوار الانتصارات، من دون أن يسمح لمنافسيه بالاقتراب منه.
ومن ناحية حسابية، يمكن القول إن العين ما زال في صلب المنافسة، إلا أن تحقيق أحلامه وبلوغ تطلعاته وطموحاته المرسومة، والتي ينتظرها جمهوره وعشاقه ومحبوه، ليست بيده، وإنما أصبحت بيد غيره، خاصة "فخر أبوظبي" الذي تغلب على الزعيم في الجولة الثامنة لمؤجلة، على استاد هزاع بن زايد، وسوف يستضيفه على ستاد محمد بن زايد في الجولة 21 يوم 8 آذار/مارس المقبل، كما أن دخول العين بقوة في الصراع على لقب بطولة دوري الخليج العربي، يتطلب أن يخسر الجزيرة والوصل والأهلي، في عدد من الجولات المقبلة، شريطة أن يحقق "البنفسج" الفوز في جميع مبارياته المقبلة.
الغريب في أمر العين أنه فقد 10 نقاط بالتمام والكمال من فرق المراكز المتأخرة في قائمة الترتيب، وهي دبا الفجيرة والإمارات وبني ياس "نقطتين"، وأضاع "النواخذة" خمس نقاط على "الزعيم" بالتعادل معه 2 - 2، في لقاء الذهاب على ستاد الفجيرة، في الجولة الخامسة، وتغلبه عليه بهدفين مقابل هدف أمس الأول، كما نال الإمارات من العين ثلاث نقاط، إثر الفوز عليه في رأس الخيمة بنتيجة 3 - 2، في الجولة الخامسة عشرة، بينما أضاع عليه بني ياس نقطتين عقب تعادل الفريقين بهدف لكل منهما على ستاد الشامخة في أولى جولات الدور الثاني.
وبالعودة إلى لقاءات العين ودبا الفجيرة في دوري الخليج العربي، خلال عهد الاحتراف، يتضح أن الفريقين تقابلا ست مرات، حقق العين فيها ثلاثة انتصارات، ودبا الفجيرة انتصارين، والتعادل مرة واحدة 2 - 2، وفاز العين على منافسه في موسم 2012- 2013 في مباراة الإياب بنتيجة 5 - 1، وفي موسم 2015- 2016 بهدف في مباراتي الذهاب والإياب، وفاز النواخذة على الزعيم بهدف في ذهاب موسم 2012- 2013، وكرر فوزه للمرة الثانية مساء أمس الأول، بينما حضر التعادل 2 - 2 في ذهاب الموسم الحالي، وفي مجموع اللقاءات بين الفريقين سجل العين 10 أهداف، بينما كان نصيب مهاجمي دبا الفجيرة 6 أهداف.
ومن جانبه، أبدى مدرب العين، زوران ماميتش في حديثه، خلال المؤتمر الصحافي التقييمي عقب المباراة، استغرابه من الحكم الذي كان يمنح أكثر من دقيقة كاملة للاعبي الفريقين، قبل أن يتم تنفيذ أي ركلة حرة، مؤكدًا أن هذه ليست كرة قدم، مشيرًا إلى أنها المرة الأولى والأخيرة التي يتحدث فيها عن الحكام، وقال إن العين لم يكن شرسًا من الناحية الهجومية، ما اضطره لتوجيه الكوري الجنوبي لي ميونغ للتقدم إلى الأمام ومساعدة المهاجمين.
وأوضح أن من أسباب هبوط مستوى أداء ناصر الشمراني تراجعه إلى الوراء وخروجه من منطقة الجزاء، واللعب على الأطراف، ما أبعده عن التسجيل، وقال: "لا أستطيع الحديث كثيرًا عن الشمراني، لأنني لم أكن مسؤولًا عن الفريق من قبل، ما عدا في الأيام القليلة الماضية، وهو بكل تأكيد ما زال بعيدًا عن مستواه من الناحيتين الفنية والبدنية".
وحول دخول الفريق في المنافسة مرة أخرى، قال: "ليس لدي حلول سحرية، ولكن علينا أن نقوم بواجبنا في الجولات المقبلة، وأن ننتظر نتائج الآخرين، خاصة نتائج فريق الجزيرة حتى نتمكن من الدخول في صلب المنافسة، مؤكدًا في نهاية حديثه أنهم يفتقدون خدمات الكولومبي دانيلو أسبريلا بسبب الإصابة، مشيرًا إلى أنه لاعب متميز، وينتظر عودته قريبًا للمشاركة مع الفريق.
ومن ناحية أخرى، أكد باولو كاميلي مدرب دبا الفجيرة أنهم سوف يقاتلون بقوة في الجولات المتبقية من دوري الخليج العربي، حتى يستطيعوا أن يجمعوا أكبر عدد من النقاط، والتي ستعينهم على تحاشي الهبوط إلى دوري المظاليم، فقال إنهم يعملون كأسرة واحدة من لاعبين وجهاز فني وإداري، مشيرًا إلى أن مجلس الإدارة يوفر البيئة المتميزة للاعبين، ويحدثهم ويشجعهم دائمًا على الأداء الطيب وتحقيق النتائج الإيجابية.
من جانبه، اعترف عضو مجلس إدارة شركة نادي العين لكرة القدم، مشرف الفريق الأول والرديف، محمد عبيد حماد بأن الدوري ابتعد بالفعل عن الزعيم، مؤكدًا أن الأمور تصبح أكثر صعوبة، كلما خسر الفريق على ملعبه، إلا أن العين ما زال في المنافسة من الناحية الحسابية، ولكن يتوجب عليه مراجعة حساباته، وقال: إن الزعيم لم يكن في مستواه المعهود، خلال الشوط الأول أمام دبا الفجيرة، ولكنه قدم ما عليه في الشوط الثاني، وهذه حال كرة القدم.
وأضاف: "سجل دبا الفجيرة هدفيه من كرتين ثابتتين، وهناك شك في أن أحدهما جاء من تسلل واضح، بينما كان العين الأكثر سيطرة على مجريات اللعب، والأكثر استحواذًا على الكرة في منطقة المنافس، وضاعت له أكثر من فرصة، خاصة تلك التي اصطدمت بالقائم، علاوة على أن الحكم صرف للعين ركلة جزاء كانت متعمدة وواضحة، وأعتقد أنها أثرت على نتيجة المباراة، وفي رأيي أن العين لا يستحق الخسارة، استناداً إلى ما قدمه في اللقاء".
وبسؤاله عن الكيفية التي تساعدهم على الخروج من آثار هذه الخسارة، خاصة أن الفريق مقبل على مباراة مهمة أمام الشباب في الجولة 19، من دوري الخليج العربي تقام يوم الأربعاء المقبل، ومن بعدها مواجهة ذوب آهن أصفهان الإيراني، في دوري أندية آسيا المقررة 21 شباط/فبراير الجاري، قال حماد: "هذه حال كرة القدم، وأكيد الكل يحزن للخسارة، وضياع فرصة تقليص النقاط، أو المحافظة على الفارق، ونحن لم تخدمنا الظروف، ولكن لا بد أن نعد أنفسنا لمباراة الشباب التي يخوضها الفريق، وهو يعاني كالعادة من النقص، بغياب بعض العناصر للإصابة، بجانب إسماعيل أحمد للإيقاف بعد نيله أمس الإنذار الثالث، والعين يعاني من الإصابات والإنذارات في هذا الموسم، ما جعل فرصة الفوز ببطولة الدوري تتقلص".
أرسل تعليقك