بعد فوزه الرائع وبجدارة بلقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم للمرة الأولى منذ 30 عاما، يستطيع ليفربول الآن التوقف عن حالة الشك والعودة إلى الثقة بنفسه وبقدراته على حصد الألقاب الكبيرة خاصة مع الأرقام القياسية التي شهدتها مسيرته نحو منصة التتويج باللقب المحلي في الموسم الحالي.وقاد الألماني يورجن كلوب المدير الفني لليفربول فريقه إلى استعادة اللقب الغائب عن خزانة "الريدز" منذ ثلاثة عقود بعدما حسم الفريق اللقب مساء أمس الخميس قبل سبع مراحل كاملة من نهاية المسابقة ليكون إنجازا رائعا للفريق ومدربه الألماني.
وانتظر ليفربول أكثر من 11 ألف يوم خاض خلالها 1149 مباراة منذ آخر لقب سابق له في الدوري الإنجليزي.ومع فوز الفريق باللقب مساء أمس، أضاء استاد "آنفيلد" باللون الأحمر، لون قميص الفريق ، كما تجمع آلاف المشجعين خارج الاستاد للاحتفال بإنجاز الفريق. وسحق ليفربول فريق كريستال بالاس برباعية نظيفة أمس الأول الأربعاء ثم فاز تشيلسي على مانشستر سيتي 2 / 1 مساء أمس الخميس ليحسم اللقب رسميا لليفربول الذي يتصدر جدول المسابقة بفارق 23 نقطة عن مانشستر سيتي الذي خاض فعاليات الموسم الحالي للدفاع عن لقب البطولة.
وخلال المراحل السبعة المتبقية، ستكون هناك 21 نقطة فقط متاحة، لن يستطيع من خلالها مانشستر سيتي اللحاق بليفربول حتى وإن فاز بجميع مبارياته وخسر ليفربول جميع مبارياته المتبقية.
وقال كلوب بعد احتفال فريقه بشكل خاص في فندق الإقامة :"لم أنتظر 30 عاما. توليت تدريب ليفربول قبل أربعة أعوام ونصف العام، ولكنه إنجاز حقيقي... إنه أكثر كثيرا مما رأيته ممكنا. الفوز بلقب البطولة مع هذا الفريق ، أمر رائع لا يمكن تصديقه بسهولة".
وعندما تولى كلوب تدريب الفريق في 2015، كان ليفربول في المركز العاشر بجدول الدوري الإنجليزي.
وخلال أول مؤتمر صحفي له بعد تولي المهمة، قال كلوب :"علينا أن نتحول من مشككين إلى واثقين". وتلقى اللاعبون هذه الرسالة بشكل جيد وقوي وبدأوا في السير على هذا الطريق.
وأشاد جوردان هندرسون قائد الفريق بمدربه قائلا :"شعرت من اليوم الأول لقدومه من هذا الباب أنه نجح في تغيير كل شيء، واتبعناه جميعا... كان الأمر خاصا للغاية، وأتمنى أن نظل متعطشين ونسعى لتحقيق المزيد".
واللقب هو التاسع عشر للفريق في تاريخ مشاركاته بالدوري الإنجليزي لكنه لقب استئنائي وتاريخي للفريق لأنه الأول في نظام البطولة الحالي (بريمييرليج) الذي بدأ منذ موسم 1922 / 1993 .
وكان آخر لقب سابق لليفربول في الدوري الإنجليزي عام 1990 تحت قيادة اللاعب السابق كيني دالجليش.
وخلال ذلك الوقت (العقود الثلاثة الماضية)، أحرز ليفربول، الذي لا يزال حاملا للقب دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، اثنين من ألقابه الستة في دوري الأبطال إضافة لفوزه بمجموعة من الألقاب الأخرى ولكن استعصى عليه لقب الدوري الإنجليزي حتى حالفه التوفيق في الموسم الحالي.
ولازمت كلمة واحدة مطاردة ليفربول للقب أغنى دوري كرة قدم في العالم. هذه الكلمة هي "تقريبا". ففي الموسم الماضي، اقترب الفريق بشدة من منصة التتويج بعد تحقيق رصيد قياسي للنادي بلغ 97 نقطة، ولكنه رأى منافسه مانشستر سيتي يخطف اللقب في المرحلة الأخيرة من المسابقة برصيد 98 نقطة.
وقال المصري محمد صلاح ، نجم الفريق وهدافه الذي سجل له 21 هدفا في الموسم الحالي :"ربما كانت لدينا الفرصة للفوز باللقب في العام الماضي، ولكن مانشستر سيتي أدى بشكل جيد فعليا وفاز باللقب. حان وقتنا للفوز باللقب، وكان أمرا رائعا".
وأظهر تحطيم الأرقام القياسية فريق ليفربول بأنه النادي الأبرز، ليس فقط في إنجلترا ، ولكن في مناطق أخرى بالعالم.
وخلال أول 21 مباراة بالدوري هذا الموسم، حقق لاعبو ليفربول رقما قياسيا أوروبيا لأفضل بداية لأي فريق على الإطلاق في أي من بطولات الدوري المحلية الخمسة الكبيرة بأوروبا حيث حصد الفريق 61 نقطة من 63 نقطة متاحة.
وتمدد هذا الرقم القياسي ليصبح 79 نقطة من 81 نقطة متاحة في أول 27 مباراة بالموسم ، وكان ها ضمن 44 مباراة متتالية عبر الموسمين الماضي والحالي نجح خالها الفريق في الحفاظ على سجله خاليا من الهزائم قبل أن يكسر واتفورد هذا السجل الرائع بالفوز على ليفربول 3 / صفر في فبراير الماضي.
ورغم هذا، ظل مسلسل حفاظ ليفربول على سجله خاليا من الهزائم هو ثاني أطول مسلسل من المباريات المتتالية بدون هزيمة لأي فريق في الدوري الإنجليزي حيث يتفوق عليه أرسنال فقط والذي حافظ على سجله خاليا من الهزائم في 49 مباراة متتالية بين عامي 2003 و2004 .
وحطم ليفربول أيضا الرقم القياسي لعدد النقاط التي يحرزها أي فريق في 38 مباراة متتالية بالدوري الإنجليزي عبر موسمين حيث حصد 104 نقاط.
وبعد فترة التوقف لثلاثة شهور بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد ، جاء التعادل السلبي لليفربول مع جاره إيفرتون مع استئناف المسابقة في يونيو الحالي ليثير التساؤلات حول قدرة ليفربول على الاستمرار بنفس المستوى المتميز الذي كان عليه قبل فترة التوقف.
ولكن ليفربول حقق فوزا كبيرا 4 / صفر على كريستال بالاس أمس الأول الأربعاء ليمدد الرقم القياسي له في عدد الانتصارات المتتالية على ملعبه إلى 23 انتصارا. وقد يصبح ليفربول مع نهاية الموسم الحالي هو الفريق الوحيد في تاريخ المسابقة الذي يحقق الفوز في جميع المباريات الـ19 التي يخوضها على ملعبه بالدوري.
ويتصدر ليفربول جدول المسابقة حاليا برصيد 86 نقطة وتتبقى في الموسم الحالي سبع مراحل ما يعني أن ليفربول يمكنه تحقيق رقم قياسي آوروبي آخر هذا الموسم ، فهل يحصد ليفربول الرقم السحري 107 ؟!
وكان أكبر عدد من النقاط أحرزه أي فريق في موسم واحد بالدوري المحلي في بلاده بأوروبا هو 106 نقاط حصدها سلتيك مع تتويجه بلقب الدوري الاسكتلندي في موسم 2016 / 2017 .
ولكن ليفربول يمكنه تحطيم هذا الرقم وحصد 107 نقاط إذا حقق الفوز في جميع المباريات السبعة المتبقية له في الدوري الإنجليزي هذا الموسم والتي سيخوض أولها في المرحلة المقبلة أمام مانشستر سيتي.
وقبل هذه المواجهة ، يمكن لليفربول أن يستمتع بلحظة حاسمة تاريخية وأن يستعد لإنهاء حملة لا مثيل لها في تاريخ مشاركاته بالدوري الإنجليزي.
قد يهمك أيضًا:
ماركو رويس يؤكد المشاركة في تدريبات بروسيا دورتموند عقب الإصابة
باريس سان جيرمان يُعلن إصابة أفراد مِن النادي بـ"كورونا"
أرسل تعليقك