يعقد ريال مدريد الإسباني آمالاً كبيرة على عودة نجمه وهدافه الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو لبلوغ المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عندما يستضيف مانشستر سيتي الإنجليزي اليوم على ملعب «سانتياجو برنابيو» في مدريد في إياب الدور نصف النهائي.
وغاب رونالدو الهداف التاريخي للمسابقة «93 هدفاً» وفي نسختها الحالية «16 هدفاً» رونالدو عن مباراة الذهاب الثلاثاء الماضي بسبب الإصابة في فخذه والتي تعرض لها في مباراة في الدوري المحلي أمام فياريال، فعجز النادي الملكي عن التسجيل في مرمى مضيفه مانشستر سيتي، وبات مطالبا بالفوز لحجز بطاقته إلى النهائي الرابع عشر في تاريخه في المسابقة التي يحمل الرقم القياسي في عدد الألقاب بها «10 آخرها عام 2014».
وكان رونالدو الشغل الشاغل في الآونة الأخيرة لجماهير النادي الملكي التي تمني النفس بتعافي نجمها لحاجة النادي لخدماته، خصوصا أمام مانشستر سيتي لحجز بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية للمسابقة الوحيدة التي يمكن أن ينقذ بها موسمه.
وعلى الرغم من أن ريال مدريد نجح في الفوز في مباراتيه المحليتين في غياب رونالدو «أمام مضيفيه رايو فايكانو 3-2 وريال سوسيداد 1-صفر»، بيد أنه عانى الأمرين، واحتاج إلى تألق نجمه الآخر الويلزي جاريث بايل لكسب نقاط المباراتين «سجل 3 أهداف في المباراتين»).
وانقذ رونالدو ريال مدريد من الخروج من المسابقة بثلاثية رائعة في إياب ربع النهائي في مرمى فولفسبورج الألماني «صفر-2 ذهاباً و3-صفر إياباً» رفعت رصيده إلى 16 هدفا في 10 مباريات.
وإذا تأكدت جاهزيته، فان رونالدو الذي يملك فرصة معادلة أو تحطيم الرقم القياسي في عدد الأهداف في نسخة واحدة، والذي يوجد بحوزته وسجله موسم 2013-2014، عندما سجل 17 هدفا، سيكون سلاحاً فتاكاً أمام سيتي إلى جانب الويلزي بايل الذي قام بدور المنقذ في ظل غياب البرتغالي والفرنسي كريم بنزيمة المصاب بدوره في فخذه.
وأوضح ريال مدريد أن بنزيمة ركض بمفرده في الملعب في الحصة التدريبية. ويبدو انه أيضا في طريقه للشفاء، ولكن جاهزيته قبل قمة اليوم غير مؤكدة.
والأكيد أن النادي الملكي الذي لم يغب عن نصف النهائي منذ موسم 2010-2011 «عادل رقم مواطنه برشلونة»، بحاجة إلى خدمات ثلاثيه الـ «بي بي سي» لإيقاف مغامرة مانشستر سيتي الساعي إلى بلوغ النهائي الأول في تاريخه، بعدما حقق هذا الموسم إنجازين تاريخيين تمثلا في بلوغه ربع ونصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
والتقى ريال مع سيتي 3 مرات أوروبياً حتى الآن، ففاز «الملكي» مرة وتعادلا مرتين. وكانت المواجهتان الأوليان في دور المجموعات لدوري الأبطال 2013 ففاز ريال ذهاباً 3-2 على أرضه عندما سجل رونالدو الهدف الثالث في الوقت القاتل، ثم تعادلا إيابا 1-1 في مانشستر.
ولم يكن موسم النادي الملكي مثالياً، فقد خرج مبكرا من مسابقة كأس إسبانيا نتيجة خطأ اداري بإشراك لاعب غير مؤهل، ويحتل المركز الثالث في الدوري بفارق نقطة عن غريمه برشلونة المتصدر وحامل اللقب، قبل مرحلتين من نهاية الدوري المحلي، علما أنه كان متخلفاً بفارق 12 نقطة قبل 4 مراحل.
وأطاحت البداية السيئة للفريق الملكي مدربه رافايل بينتيز، وجاءت بنجمه السابق الفرنسي زين الدين زيدان، الذي حقق فوزاً معنوياً على أرض برشلونة في الكلاسيكو 2-1، بعد سقوطه الرهيب ذهاباً برباعية في «برنابيو».
وعاد ريال مدريد إلى التوهج بقيادة مديره الفني الجديد الفرنسي زين الدين زيدان الطامح إلى لقبه الأول في مسيرته التدريبية والثاني له في المسابقة القارية العريقة بعد الأول كلاعب مع الميرينجي عام 2002، علما أنه خسر مباراتين نهائيتين عامي 1997 و1998 بألوان يوفنتوس أمام بروسيا دورتموند الألماني وريال مدريد بالذات.
واكد زيدان ثقته في لاعبيه وقدرتهم على تخطي دور الأربعة، وقال: «نلعب على ارضنا وأمام جماهيرنا، وهذا حافز مهم لنا لتحقيق الفوز».
وأضاف: «لن تكون مهمتنا سهلة، خصوصا أننا عدنا بتعادل سلبي من خارج القواعد وبالتالي يتعين علينا تفادي اهتزاز شباكنا، لكن ذلك سيجبرنا إلى تسجيل هدف إضافي بالنظر إلى قاعدة الهدف خارج القواعد».
وتابع: «نأمل أن تكون صفوفنا مكتملة، وأن نواصل تألقنا في المسابقة ونحجز بطاقتنا إلى ميلانو في إشارة الى ملعب سان سيرو الذي سيستضيف النهائي في 28 مايو المقبل».
من جهته، يبحث مانشستر سيتي عن تكرار إنجاز يوفنتوس الإيطالي الموسم الماضي عندما فاجأ الجميع ببلوغه النهائي على حساب ريال مدريد قبل أن يخسر أمام برشلونة.
وأطاح مانشستر سيتي باريس سان جيرمان الفرنسي القوي «2-2 ذهاباً و1-صفر إياباً»، فبلغ نصف نهائي بطولة أوروبية لأول مرة منذ موسم 1970-1971 في كأس الكؤوس الأوروبية.
واستعاد مانشستر سيتي توازنه في الآونة الأخيرة، خصوصا بعد عودة لاعبيه المصابين خصوصا البلجيكي كيفن دي بروين، ومواطنه قطب الدفاع وقائد الفريق فنست كومباني ورحيم سترلينج، بيد أنه تعرض لانتكاسة في مباراة الذهاب بإصابة صانع ألعابه الدولي الإسباني دافيد سيلفا الذي يحوم الشك حول مشاركته.
ويدخل مانشستر سيتي المباراة بمعنويات مهزوزة نسبياً عقب خسارته أمام ساوثمبتون 2-4 السبت الماضي، رغم اختلاف المسابقة القارية عن المنافسة المحلية بحسب مدربه التشيلي مانويل بيلجريني الذي اشرف على ريال في موسم 2009-2010، قبل أن يقال من منصبه، علما أنه سيترك منصبه أيضا للإسباني جوسيب جوارديولا مدرب بايرن ميونيخ الحالي، اعتباراً من الصيف المقبل.
وأوضح بيلجريني انه يدرك صعوبة مهمة فريقه أمام ريال مدريد، قائلاً: لكن كل شيء ممكن في كرة القدم، والتعادل الذي حققناه ذهاباً يمنح الفريقين فرصا متساوية في بلوغ النهائي».
ويعول بيلجريني على عودة لاعب وسطه الدولي العاجي يايا توريه، عقب تعافيه من الإصابة، بالإضافة إلى الهداف «القاتل» الدولي الأرجنتيني سيرجيو أجويرو من اجل استغلال الهجمات المرتدة، وتوجيه الضربة القاضية للنادي الملكي، حيث يمثل العبور للمباراة النهائية بصمة الختام.
أرسل تعليقك