نجح فريق الجزيرة في الجولة 24 لتتويج مشواره وانتزاع اللقب، ذلك المشوار الحافل بنتائج وأداء متميزين طوال الموسم، واستطاع "فخر أبوظبي" إعلان تتويجه بشكل احتفالي ونتيجة كبيرة بفوز مستحق على حتا بخماسية رائعة، بصم بها أبناء المدرب الهولندي تين كات على تفوقهم طوال الموسم، وحصلوا على النقطة 62 بفارق 10 نقاط عن الأهلي أقرب المنافسين، الذي بالرغم من إصراره لجولات على المنافسة للنهاية إلا أنه يبدو وقد سلم قبل اللقاء باستحالة ملاحقة الجزيرة فتعادل أمام الشارقة، وبات مركز الثاني مهدداً في ظل ملاحقة الوصل 51 نقطة، وأيضا العين 49 نقطة للوصافة.
وقدّم الجزيرة في الجولة 24، أداء مبهراً، ولم يستطع حتا إحراج البطل، الذي كان مصراً وعازماً من بداية المباراة على إعلان تتويجه باللقب، ورغم صمود الإعصار طوال الشوط الأول وتسجيل "فخر أبوظبي" لهدف وحيد للنجم علي مبخوت، إلا أن شوط المباراة الثاني كان احتفالية جزراوية، وسجل 4 أهداف في مرمى حتا آخرها بتوقيع الهداف الكبير علي مبخوت من ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة، ليسجل مبخوت هاتريك آخر يضاف لسلسلته التاريخية هذا الموسم مع الهاتريك ويصل إلى الهدف الـ31، متقدماً على أقرب منافسيه على
لقب هداف الدوري بتسعة أهداف وهو البرازيلي فابيو دي ليما هداف الوصل صاحب الـ24 هدفاً، ورغم كون لقاء الجزيرة البطل عامراً بالأهداف ولكن أيضا كان هناك لقاء عامر بالأهداف وهو يعد الأفضل بين لقاءات الجولة 24.. إنه الكلاسيكو التاريخي بين العين والوحدة، المباراة التي كانت عن جدارة أفضل مباريات الجولة 24 من عمر دوري الخليج العربي.
ورغم كون المباراة فيها الكثير من السلبيات في شوطها الأول ولاشئ فيه يذكر إلا أن الروح القتالية في الشوط الثاني، والأهداف الخمسة التي حضرت في هذا الشوط، غيرت من مسيرة اللقاء، بعد تقدم بهدفين للعين في نصف ساعة من عمر الشوط، وفي ظل لعب العنابي بعشرة لاعبين نتيجة طرد لاعبه محمد المنهالي في الدقيقة 73.
ودخل العين في الشوط الثاني بشكل مغاير سجل هدفين عن طريق اسبريلا وأضاع الكثير من الفرص السهلة، وبعد أن اطمأن البنفسجي للنتيجة أراح بعض اللاعبين، أما الوحدة فبدأ بشن الهجمات عن طريق خليل ابراهيم من الجهة اليمنى مستغلا ضعف الجهة اليسرى التي يلعب فيها خالد عبد الرحمن، وبالفعل رجع الوحدة للمباراة بتسجيله هدفين وذلك بفضل التغييرات التي تحسب لأغيري بإخراج تيغالي وإسماعيل مطر ودخول خليل ابراهيم ومحمد العكبري، وتألق فالديفيا من الوحدة بتسجيله الهدف الثاني، واستطاع أصحاب السعادة العودة للمباراة، وإحراز هدفين جعلا الصراع ساخناً في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، غير أن ناصر الشمراني لاعب العين، استطاع إنهاء رحلة العنابي بتسجيل هدف قاتل في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع جلب به الانتصار للزعيم في النفس الأخير من المباراة.
ويحسب لأغيري مدرب الوحدة محاولته وإعادته لفريقه من الخسارة للتعادل، كما يحسب على زوران ماميتش إخراجه للنجم أسبريللا صاحب هدفي العين، ولكن محاولة ماميتش الدفع بالشباب وتجديد دماء الفريق تغفر له فقدانه التقدم بهدفين، خاصة مع اقتناص المباراة ونقاطها في الثواني الأخيرة.
وينافس فريق العين عبر السنوات الماضية على لقب الدوري بمجموعة من اللاعبين قاربت أعمارهم 30 سنة، وبالتالي فلابد من إحلال وتبديل بشكل ممنهج وبهدوء دون أن يفقد الفريق شخصيته، ودون أن يحدث خلل في بناء الزعيم، وهذا ما يفعله المدرب بإعطاء الفرصة للاعبين الصغار للتعود على المنافسة واكتساب خبرة المباريات، وهو أمر يحسب لإدارة الفريق بإقناع الجهاز الفني في هذا الوقت بأهمية ذلك وتأثيره على استمرارية البنفسجي في المنافسة على الألقاب في السنوات المقبلة.
وسعى "الفرسان" بقوة من بداية الموسم للملاحقة والحفاظ على لقب الدوري بتقديم مستويات جيدة في الكثير من مباريات الدوري، ولكن في لقاء الفريق أمام الشارقة لم يقدم فريق الأهلي أداء مقنعاً وكانت الأفضلية للشارقة الذي كان الأكثر تركيزاً وسعياً لتحقيق نتيجة إيجابية.
واستطاع الملك من خلال التحركات الجيدة لأدريان في وسط الملعب بالتعاون مع ريفاس، الذي بدأ في الآونة الأخيرة استعادة مستواه، تسجيل الأهداف، وسجل هدفين أحدهما من عرضية والثاني من ضربة جزاء، مجمل المباراة والسيناريو الذي خرجت عليه يؤكد بوضوح أن تركيز فريق الأهلي بدأ ينصب على البطولة الآسيوية، بعد أن فقد لقب الدوري، ولكن لا بد من ألا ينسى الفرسان أن هناك صراعاً آخر على المركز الثاني، الذي يتربص له الوصل والعين لاقتناصه.
ولا يزال فريق الوصل ملاحقاً لوصافة الدوري خلف الجزيرة البطل، والأهلي صاحب المركز الثاني، ونجح الإمبراطور في الوصول إلى النقطة 51، بفارق نقطة وحيدة عن الأهلي الوصيف الحالي للبطل، ولعب فريق الوصل بنفس الأسلوب الذي اعتاد عليه في الجولات الأخيرة، وهو الضغط من البداية لاستخلاص هدف في مباراته أمام دبا الفجيرة، ولكنه اصطدم بفريق يلعب بأسلوب دفاعي جيد منظم، حيث لم يحصل على فرصة مؤكدة إلا بعد 40 دقيقة كاملة من بداية المباراة، تلك الفرصة عن طريق فابيو ليما الذي استغل كرة عرضية من أحمد الشامسي لعبها برأسه مسجلاً الهدف الأول.
واستمر فريق دبا بالتحفظ الدفاعي ساعياً لتسجيل هدف من المرتدات، ولكنه فشل في حين سجل الوصل عن طريق كايو الهدف الثاني من تسديدة متقنة من خارج المنطقة، أنهى بها أمل دبا في اقتناص أي نقطة من المباراة، ويعد لقاء الشباب والظفرة أحد أكثر مباريات الجولة 24 مللاً، خاصة في شوط اللقاء الأول، وكل من الفريقين هدفه عدم الخسارة، فظهر التكتل من كليهما دون تقديم لمحات هجومية تذكر، وإن كان الشباب نسبياً ظهر أفضل من الظفرة خاصة في الشوط الثاني.
ولعب فريق الشباب بتشكيلة شاب بعض من عناصرها الاضطرارية في ظل غياب بعض الأساسيين مثل لوفانور ونانا بوكو إضافة إلى محمد مرزوق، وبرز بشكل لافت سعد خميس سعد بالتحركات الإيجابية وسجل هدفاً من تمريرة راشد عيسى في الدقيقة 14، وكان هدف سعد الشيء الوحيد الذي يمكن تذكره عن الشوط الأول، وربما عن المباراة في مجملها، والتي كانت عبارة عن حالة ملل في الأداء والإيقاع، ولكن بصفة عامة فالجوارح كان أكثر سعياً للفوز فتحقق له ما أراد بينما حاول الظفرة عدم الخسارة.. وخسر!
ويعد سعد خميس، لاعب الشباب أفضل نجوم الجولة 24 من دوري الخليج العربي، من المواطنين، بتسجيله هدف فوز فريقه على الظفرة، وكونه الأفضل في تشكيل الخطورة على مدافعي المنافس بتحركاته الجيدة، وجرأته على مرمى فارس الغربية، والتي أربكت حسابات مدرب الفريق الظفراوي وحدت من ميله للهجمات المرتدة، بسبب تحركات سعد الدائمة وتمويله للهجمات بشكل متميز، سواء من العمق أو من الجانب الأيسر لدفاعات فارس الغربية، ويستحق سعد لقب أفضل اللاعبين المواطنين في الجولة 24، وهو في عمر 22 عاما ينتظره الكثير ونتوقع له مستقبلا باهرا إذا استمر في العمل على قدراته وتنميتها، وسيكون له شأن في دعم منتخبنا بالمواهب الهجومية الواعدة، بالرغم من انطباع الاستياء الذي خرجنا به من مباراة الإمارات واتحاد كلباء بسبب كثرة الأخطاء الفردية من كل من الفريقين، ولكن بصفة عامة ظهر فريق الإمارات أفضل حالاً من كلباء.
وتمكن "الصقور" بفضل النجم المغربي باتنا، من حسم السيطرة في وسط الملعب واللعب على نقاط الضعف في فريق كلباء، وظهر واضحاً أن هناك تفوق كبير من الناحية التكتيكية للصقور باللعب على الجهة اليمنى للنمور، واستطاع الصقور من خلال ذلك التفوق تسجيل هدفين في الشوط الأول عن طريق مراد باتنا وعثمان سو، وفي الشوط الثاني لم يكن لفريق كلباء ما يخسره فبدأ بهجوم ضاغط على الإمارات، واستطاع في الدقائق الأولى الحصول على ركلة جزاء سجل منها سياو.
واستمرت الأخطاء الدفاعية من الفريقين، ولكن تفوّق الإمارات في الدقائق الأخيرة التي سجل فيها مراد باتنا الهدف الثالث من ضربة جزاء، وهو فوز مستحق للإمارات، يبقيه في دائرة الصراع على البقاء ويقوي من آماله للنجاة من الهبوط.
أرسل تعليقك