دبي - محمود عيسي
أكّد عبدالعزيز النومان، الأمين العام لمجلس الشارقة الرياضي، أن المجلس يتطلّع إلى إيقاف الهدر المالي في أندية الإمارة الباسمة، المشاركة في بطولات الدرجة الأولى لكرة القدم، الذي تتسبب فيه التعاقدات مع اللاعبين الأجانب، مشيرا إلى ضرورة تقليص عددهم في دوري الهواة، وصولاً إلى استبدالهم باللاعبين أبناء المواطنات ومواليد الدولة وحملة المراسيم، على حدّ تعبيره.
وقال النومان، خلال حوار له مع "الإمارات اليوم": "يكفينا ما تم إهداره من أموال طائلة خلال الأعوام الماضية، وهناك وسائل عديدة لتطوير اللاعب المحلي، غير احتكاكه باللاعبين الأجانب في دوري الدرجة الأولى، سنقوم بها في الوقت المناسب"، مضيفا أن "الهدف الرئيس هو الوصول إلى هدف عدم التعاقد مع لاعبين أجانب في المواسم المقبلة".
وتحدّث النومان عن الأهداف الاستراتيجية التي يعمل عليها المجلس، كدعم الألعاب الفردية ومشروع البطل الأولمبي ودعم الإداريين المواطنين، وتمكين أعضاء مجلس الإدارات وموضوعات أخرى.
وبشأن تبنّي سر مجلس الشارقة الرياضي فكرة تقليص عدد اللاعبين الأجانب في دوري الدرجة الأولى، قال إنه لا يوجد سرّ محدّد، سوى الإسهام في تطوير الرياضة الإماراتية، وواجبنا في مجلس الشارقة الرياضي لا يقتصر على تحويل الميزانيات إلى الأندية التي تعمل تحت مظلته فقط، بل العمل على تقديم المشورة الفنية لها، ومن أجل ذلك تعاقدنا مع خبراء يدرسون واقع حال الأندية للنهوض بها في الكثير من المجالات، وانطلاقاً من ذلك درسنا سلبيات وجود ثلاثة محترفين أجانب في الدرجة الأولى.
وأوضح الأمين العام لمجلس الشارقة الرياضي: "هنالك اتفاق مع رئيس اتحاد كرة القدم مروان بن غليطة، بأن يتم تقليص عدد المحترفين الأجانب في الدرجة الأولى بشكل تدريجي، من ثلاثة إلى اثنين، وتاليا إلى لاعب واحد، وصولا إلى خلو أندية الدرجة الأولى من المحترفين الأجانب، ونحن موعودون من رئيس اتحاد الكرة بتنفيذ هذا الاتفاق، بحيث يكون البديل اللاعبين أبناء المواطنات ومواليد الدولة وحملة المراسيم".
وعن الفائدة وراء تقليص عدد اللاعبين الأجانب في دوري الدرجة الأولى، قال الأمين العام لمجلس الشارقة الرياضي: "إيقاف الهدر المالي لاستثمار الأموال في مجالات أفضل، إذ لدينا تقارير تؤكد أن 45 إلى 60% من الميزانيات تهدر على اللاعب الأجنبي في الدرجة الأولى، من خلال التعاقدات قبل بداية الموسم، وفي فترة الانتقالات الشتوية، وهو مبلغ كبير، ومن دون جدوى، لذا فإن عملية تقليص الأموال المصروفة على الأجانب، يمكن استثمارها في أمور أخرى مثل توسيع القاعدة، وزيادة عدد الأندية".
وبيّن عبدالعزيز النومان قائلا إنه يكفي ما تم إهداره من أموال طائلة خلال الأعوام الماضية، وهنالك وسائل عديدة لتطوير اللاعب المحلي، غير احتكاكه باللاعبين الأجانب في دوري الدرجة الأولى، يمكننا أن نلجأ إليها، وسنقوم بذلك في الوقت المناسب، ولكن في الوقت الحاضر علينا مسؤولية الحفاظ على هذه الأموال، لكي يستفيد منها اللاعبون المواطنون، والمقيمون، في الأندية، لتطوير المستوى الفني بما يخدم الكرة الإماراتية ورفع مستواها ومستوى أداء اللاعبين.
وعن دور مجلس الشارقة الرياضي في تطوير الألعاب الفردية كمشروع للفوز بالميداليات الأولمبية، أوضح قائلا: "منذ توليت منصب الأمين العام لمجلس الشارقة الرياضي، قبل عامين تقريبا، كان هاجسنا هو كيفية النهوض بواقع الألعاب الفردية، وكانت أولى المبادرات، تشكيل نادي الشارقة لرياضة الدفاع عن النفس، الذي تمارس فيه أربع رياضات، هي الكاراتيه والجودو والتايكواندو والجوجيتسو، وعدد اللاعبين المسجلين فيه بلغ 1471 لاعبا ولاعبة، منهم 500 في التايكواندو والكاراتيه، وتم رفده بالخبرات والإمكانات ليكون بمثابة مركز عالمي رياضي، إضافة إلى أن المجلس أشهر خمسة فرق للشطرنج في الأندية، ودعم وأشهر ستة فرق للدراجات الهوائية، وخمسة لممارسة الرماية، ومثلها في القوس والسهم، إضافة إلى أنه خلال مايو المقبل سيشهر فريقين لممارسة ألعاب القوى في كل من نادي الشارقة فرع الحزانة، ونادي اتحاد كلباء.
وأكد أن مشروع البطل الأولمبي انطلق العمل به منذ عام ونصف العام تقريبا، وتم انتخاب 17 رياضيا ورياضية، ممن هم في مقتبل العمر، وخمسة من الكبار، هم: أربعة لاعبين في التايكواندو، وأربعة لاعبين موهوبين في الرماية الأولمبية بنادي الذيد، واثنان في الجودو بنادي اتحاد كلباء، وأربعة في التجديف الحر بنادي الحمرية، وأربعة في القوس والسهم في نادي المدام، ولاعبتان في سلاح الشيش بنادي سيدات الشارقة، واثنان في فئة أصحاب الهمم، يتبناهم مجلس الشارقة الرياضي، وسيتم تنظيم معسكر خارجي لهم في القرية العالمية في برشلونة، خلال الفترة المقبلة، للوقوف على المستوى الذي وصلوا إليه والإمكانات الفنية التي بلغوها تأهبا لمراحل أخرى من الإعداد والتأهيل للبطولات المستقبلية.
وعن توقّعاته بشأن فوز الإمارات بميدالية أولمبية انطلاقا من مشروع البطل الأولمبي، الذي يشرف عليه مجلس الشارقة الرياضي، قال إن هناك فرقا بين تجهيز بطل أولمبي للوصول للأولمبياد، وأن تفوز بميدالية أولمبية، إذ إن مشروع إعداد البطل الأولمبي يحتاج إلى مدة زمنية تتراوح بين أربع وثماني سنوات، أما الفوز بميدالية أولمبية، برأيي، فيحتاج إلى بين ثماني و12 عاما، لكن دعني أوضح أن اللاعب عبدالله المازمي، فاز بالميدالية البرونزية في بطولة العالم للناشئين بالتايكواندو في 2017، وأن ثلاثة من لاعبي فريق نادي الشارقة فازوا بميداليات مميزة في بطولة الفجيرة الدولية للتايكواندو، وهي بطولة كبيرة بمكانتها الفنية.
أرسل تعليقك