تأهل الجزيرة إلى نهائي بطولة كأس رئيس الدولة، للمرة الرابعة في تاريخه، وذلك بتغلبه على الأهلي 3-2 في المباراة التي جمعت بينهما مساء أمس على استاد خليفة بن زايد بمدينة العين في نصف نهائي البطولة، ليواجه في النهائي الفائز من مباراة العين وبني ياس التي تقام اليوم.
بادر علي مبخوت بالتسجيل للجزيرة في الدقيقة 16، قبل أن يعادل موسى سو النتيجة للأهلي بركلة جزاء في الدقيقة 28، قبل أن يعود مبخوت لوضع الجزيرة في الصدارة مرة أخرى بإحرازه الهدف الثاني في الدقيقة 37، وفي الشوط الثاني زاد مبخوت النتيجة بالهدف الثالث «الهاتريك» في الدقيقة 56، قبل أن يقلص سو الفارق بهدفه الثاني في الدقيقة 88.
استحق الجزيرة التأهل إلى النهائي بجدارة، حيث كان الأفضل أداء، والأكثر سيطرة وانسجاماً وتفاهماً بين لاعبيه، وظهر واضحاً من البداية أن «فخر أبوظبي» في قمة التركيز، وأيضاً التصميم على تحقيق هدفه والتأهل إلى المباراة النهائية لكأس صاحب السمو رئيس الدولة، بينما ظهر الأهلي بعيداً تماماً عن مستواه المعروف، وغاب الانسجام والانضباط عن لاعبيه خاصة في خط الدفاع، وسمح لشباكه باستقبال 3 أهداف، وهي أكبر خسارة للأهلي هذا الموسم بعد خسارته أمام العين في الدور الأول لدوري الخليج العربي بثلاثة أهداف نظيفة، وبمرور الوقت لم يتدارك الأهلي أخطاءه ويتحسن أداءه وواصل تراجعه أمام إصرار وحماس ورغبة الجزيرة للوصول إلى نهائي الكأس الغالية.
جاءت البداية هادئه من كلا الفريقين مع محاولات هجوم «استثنائية» تحمل في فحواها بعض رسائل التهديد للطرف الأخر بالقدرة على الوصول إلى المنطقة الخطرة، ووضح أن التحدي الأكبر في وسط الملعب بين لاعبين أصحاب خبرة وحنكة في هذه المنطقة التي تقبض على سير المباراة.
وظهر التفاهم واضحاً بين ثنائي الجزيرة الهجومي علي مبخوت وتياجو نيفيز، في حين كان التعاون المثمر بين الثنائي أحمد خليل وموسى سو ليس على نفس الدرجة من التأثير. وفي أول تهديد للمرمى الأحمر وبلعبه «هات وخد» بين نيفيز ومبخوت يتوغل الأخير داخل منطقة الجزاء منفرداً، إلا أن الخروج السريع من ماجد ناصر حارس الأهلي واستخلاصه الكرة دون ارتكاب أخطاء تحول دون أول تهديد من الجزيرة بعد مرور 5 دقائق فقط.
حاول الأهلي الرد على هذه «الرسالة» إلا أن وسائل التفاهم بين مهاجميه افتقدت للفعالية والتركيز، ووضح اعتماد الجزيرة على الكرات الثابتة حول منطقة جزاء الأهلي في ظل إجادة كل من نيفيز ومبخوت التسديد القوي المؤثر.
وضع علي مبخوت بصمته بحضوره القوي داخل منطقة جزاء الأهلي، وفي قيادته لأكثر من هجمة مؤثرة للجزيرة، وفي إحدى الفرص الواعدة تعرض للعرقلة على حدود منطقة الجزاء والتي يتصدى لها نيفيز، ويسددها صاروخية ترتد من حارس الأهلي ماجد ناصر لتجد القناص مبخوت الذي يسددها في سقف المرمى بمهارة، محرزا هدف التقدم لـ«فخر أبوظبي» في الدقيقة 15.
الهدف المبكر منح الجزيرة الثقة اللازمة للعب بشكل إيجابي، ومؤثر و كانت له الأفضلية وسط الملعب، في الوقت الذي تسبب في بعض الارتباك في صفوف الأهلي وفقدان للتوازن خاصة على الصعيد الدفاعي، ويحاول سياو تخفيف الضغط من على فريقه بتسديدة ضعيفة بجوار القائم الأيمن لمرمى خصيف.
وكاد مبخوت أن يزيد من غلته في الشباك الحمراء بتسديدة قوية تخرج بجوار القائم الأيمن لماجد ناصر، لكنها أفزعت قلوب لاعبي الأهلي وجماهيره قبل مرور 20 دقيقة من أحداث الشوط الأول.
عاد سياو وأهدى أحمد خليل تمريرة مميزة داخل منطقة جزاء الجزيرة، وسددها الثاني بقوة لكن علي خصيف كان لها بالمرصاد وأبعد الكرة إلى ركنية في الدقيقة 23 قبل أن يعود، ويبعد الكرة مرة أخرى من الركنية من فوق رأس خليل.
ركلة جزاء
وفي وسط مرحلة الشد والجذب والتفوق النسبي للجزيرة ينجح أحمد خليل في الحصول على ركلة جزاء للأهلي، مستغلا اشتراك مدافع الجزيرة سلطان السويدي معه داخل منطقة الجزاء، ليحتسبها حكم اللقاء عادل النقبي ركلة جزاء، ينبري لها موسى سو، ويسددها على يسار خصيف، محرزاً هدف التعادل للأهلي في الدقيقة 28.
لم يثبط هذا الهدف من عزيمة لاعبي الجزيرة الأفضل في الملعب والأكثر تفاهماً وانسجاماً وسيطرة على مجريات اللقاء، وكانت هناك محاولات على استحياء من قبل لاعبي الأهلي اتسمت بالفردية، عكس الجمل الفنية التي فرضت نفسها على هجمات الجزيرة واعتمادهم الواضح على الركلات الحرة حول منطقة جزاء الأهلي، ووجود ثغرة واضحة بين قلبي دفاع «الفرسان»، وعدم انضباط بعض اللاعبين بواجبات مراكزهم خاصة في النواح الدفاعية. وعاد «المتألق» علي مبخوت ليؤكد أنه نجم الشوط الأول بجدارة بعدما ارتقى بجدارة إلى عرضية الكوري جونجو بارك من ركلة حرة، ويودعها بجدارة على يمين ماجد ناصر، محرزا الهدف الثاني له وللجزيرة في الدقيقة 37.
أضاف هذا الهدف المزيد من الثقة والحماس والتركيز والحيوية لفريق الجزيرة قبل نهاية الشوط الأول وواصل سيطرته على اللقاء، ومن هجمة خطرة توغل علي مبخوت من ناحية اليمين وراوغ وليد عباس وسدد بقوة لكن ماجد ناصر كان في المكان المناسب وأخرج الكرة إلى ركنية بصعوبة في الدقيقة 40.
ووسط تفوق الجزيرة، حاول كل من أحمد خليل وموسى سو تخفيف الضغط على فريقهما وقادا هجمتين متتاليتين على مرمى الجزيرة في الأول وصلت الكرة إلى سو لكنه سدد بغرابة فوق المرمى، وفي الثانية لعب خليل الكرة خليفة مزدوجة لكنها ذهبت بعيدة عن المرمى.
شوط الإثارة والأهداف
اختلف الأمر مع بداية الشوط الثاني، وظهر تحسن أداء الأهلي كثيرا خاصة بعد التغيير الذي أجراه كوزمين بنزول حبيب الفردان بدلا من خميس إسماعيل في وسط الملعب، واستعاد الأهلي كثيرا من انضباطه ونشاطه على الصعيد الهجومي، وبدا التركيز على الجبهات الهجومية على وجه أوضح بعدما كان الاعتماد على محاولات الاختراق من العمق المكتظ بالمدافعين.
وتشكل الكرات العرضية للأهلي تهديداً واضحاً للمرة الأولى على مرمى علي خصيف حارس الجزيرة، ومن إحداها يمرر سو نموذجية لسياو الذي يودعها الشباك قبل أن يلغي الحكم الهدف لتسلل المهاجم البرازيلي.
ووسط السيطرة الحمراء، يعود الثلاثي المتألق نيفيز وبارك ومبخوت إلى تهديد مرمى الأهلي بقوة ة ومن 3 تمريرات متقنة وسط حالة توهان من مدافعي الأهلي لتصل للنجم مبخوت الذي يسددها لحظة خروج ماجد ناصر إلى الشباك محرزا «الهاتريك»، والثلاثية للجزيرة في الدقيقة 56 مقربا فريقه من التأهل إلى المباراة النهائية.
وحاول الأهلي أن يكثف من هجومه على أمل إلحاق المباراة قبل فوات الأوان، ويسدد سياو بقوة من داخل منطقة الجزاء لكن علي خصيف حارس الجزيرة تصدى لها بثبات وسط تحفز من مهاجمي الأهلي المترقبين لأي هفوة، وبعدها تسديدة رأسية من سالمين خميس لكنها تضل طريق المرمى.
يسيطر بعض التوتر على أجواء اللقاء بعد احتكاك غير مبرر بين علي مبخوت وسالمين خميس، ينتهي ببطاقة صفراء لمهاجم الجزيرة، ويتراجع أداء الجزيرة قليلا حفاظا على تفوقهم، في ظل مغامرة الأهلي بسحب الظهير الأيسر عبد العزيز صنقور وإشراك إسماعيل الحمادي، ويرد تين كات مدرب الجزيرة بالدفع بلاعب وسط مهاجم هو خلفان مبارك بدلا من يعقوب الحوسني في محاولة لاستغلال المساحات المتوقعة في دفاعات الأهلي.
استحوذ الأهلي على الكرة بشكل أكبر خلال الربع ساعة الأخيرة من اللقاء، وحاصر مرمى علي خصيف من كل الاتجاهات في ظل أداء متوازن من لاعبي الجزيرة وتمركز صحيح من المدافعين، بل ومحاولات لاستغلال المساحات الواسعة في دفاعات الأهلي المندفع نحو الهجوم.
ونجح سو في تقليص الفارق في وقت صعب بالدقيقة 88 مستغلا تمريرة إسماعيل الحمادي داخل منطقة جزاء الجزيرة في مواجهة المرمى ليودعها المرمى وسط اعتراض لاعبي الجزيرة، باعتبار أن المهاجم السنغالي كان متسللا.
ويستمر الحصار الأهلاوي على مرمى الجزيرة، ويضغط بقوة محاولا إدراك التعادل في اللحظات الأخيرة لكن الوقت يمر دون جديد ليحسم «فخر أبوظبي» مقعده في المباراة النهائية لأغلى الكؤوس.
أرسل تعليقك