القاهرة - صوت الامارات
تضررت عائدات الأندية الرياضية في كل الرياضات في العالم، بشكل كبير وواضح، جراء توقف النشاط بسبب انتشار فيروس كورونا، وهو ما أثر بشكل كبير على ميزانيتها، إذ أعلنت بعضها خسائر تفوق 200 مليار، وهي أرقام قياسية لم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.ومن بين أهم عائدات هذه الأندية، الأموال التي تجنيها من النقل التلفزيوني، خاصة أندية كرة القدم وكرة السلة، والتي وصلت إلى أرقام قياسية قبل ظهور فيروس كورونا، إذ بات الدوري الإنجليزي مثلا يسوق سنويا بقيمة مالية بلغت أكثر من مليار ونصف مليار دولار، وهي عائدات تعود بالنفع الكبير على الأندية، التي باتت تمتلك استقلالية مالية وقدرة على دخول سوق الانتقالات بشكل قوي، بل بات الإعلام الأوربي يضرب بالأندية الإنجليزية المثل الأعلى في التدبير المالي والتسويق، غير أن كورونا غير كل شيء.
الضربة القاضية
حذرت أندية أوربية لكرة القدم، من إفلاسها خلال السنوات الثلاث المقبلة، إذا لم تتدخل الدولة لإنقاذها، عبر برامج لتقديم الدعم المالي. ويتعلق الأمر اليوم بفرق بفرنسا وبلجيكا وهولندا، التي تعتبر أقل استقلالية ماليا، عكس الأندية الإنجليزية والإسبانية.وحتى في «لا ليغا»، فإن بعض الأندية أعلنت أنها ستخسر مئات الملايير بسبب توقف النشاط، وتقلص عائدات التلفزيون في المواسم المقبلة، ناهيك عن استمرار غياب الجمهور عن الملاعب، والذي تعتبر عائداته هو الآخر مهمة جدا.وأعلنت إدارة برشلونة أخيرا، أن الخسائر المرتبطة بوباء كورونا، فاقت 200 مليار، بسبب تراجع مبيعات الأقمصة وغياب الجماهير عن الملاعب، مع توقع خسائر أكبر الموسم المقبل، بعد تقلص عائدات النقل التلفزيوني بسبب الجائحة.ولن تكون فرق أخرى في منأى من هذه الأزمة الخانقة، غير المسبوقة، إذ ستعاني بدورها من تداعيات مالية خطيرة، تهدد وجودها، خاصة الفرق الصغيرة، والتي تسير بميزانيات عادية.وسبق لمحللين رياضيين بفرنسا وإسبانيا، التحذير من انقراض فرق، باتت على حافة الإفلاس، مطالبين بتدخل عاجل لإنقاذها، خاصة أن بعض المستشهرين الذين عانوا بدورهم من الأزمة المالية، سيطالبون بفسخ العقود المبرمة مع هذه الأندية.
قنوات تعاني في صمت
للعودة للسبب الحقيقي وراء تقلص عائدات النقل التلفزيوني في المواسم المقبلة، يجب إلقاء نظرة على حال المجموعات الإعلامية الكبرى، التي تحتكر نقل أكبر وأشهر الدوريات العالمية على طول السنة.ففي بريطانيا تعاني «سكاي سبورت» و»بي تي سبورت» مثلا، من أزمة مالية خانقة، بعد تضرر عائداتها هي الأخرى من الإشهار في الفترة السابقة.
وتوقعت الصحف البريطانية أن تقلص هذه القنوات من بثها للدوريات الكبرى في أوربا، لتفسح المجال أمام قنوات أخرى، وهو ما يعني تقاسم الأرباح، وتقلص المنح المالية المقدمة للأندية.
وتعيش جل القنوات في باقي دول العالم الأزمة نفسها، مثل مجموعة «كنال بليس» الفرنسية و»بي إن سبورت» القطرية العربية، ومن المقرر أن يحدث ذلك زلزالا في مجال النقل التلفزيوني الرياضي في العالم، بدخول مجموعات إعلامية أخرى، كانت تعتبر في الأمس القريب منافستها لهذه القنوات «حلما»، بسبب قدراتها المالية الضخمة.وتؤثر سقطة القنوات العالمية، مباشرة على الأندية، التي تتسلم سنويا عائدات تلفزيونية بالملايير. ولن تكتفي هذه القنوات بتقليص منح النقل التلفزيوني، وإنما ستتنازل عن نقل بطولات ومنافسات عالمية شهيرة، وهو ما سيجعل من الأزمة أكبر وأعمق.
أندية كبيرة في ورطة
قال كارل هينز رومينيغي ، المدير العام لبايرن ميوينخ الألماني، والذي يعتبر من بين الفرق الأغنى في العالم، إن ناديه جهز خطة تقشف للموسم المقبل، لتفادي الانهيار.واعترف رومينيغي في حوار سابق لصحيفة «فرانس فوتبول» الفرنسية، أن الأندية لن تشعر فعليا بالأزمة إلا في بداية الموسم المقبل، إذ ستتقلص مداخيلها الأكثر أهمية، وهي مداخيل البث التلفزيوني واشتراكات الجماهير وعقود الاستشهار، وتعتبر ضربة قاضية للأندية كلها، وليس للفرق الكبرى فقط.وحذر المسؤول البافاري من إفلاس أندية جراء تداعيات هذه الأزمة، التي وصفها بالأكبر في تاريخ أندية كرة القدم، مبرزا أن عليها نهج خطة تقشفية صارمة من أجل ضمان البقاء على قيد الحياة.وقال رومينيغي إن سوق الانتقالات ستتأثر بشكل كبير، إذ لن تصرف أندية أموالا طائلة على اللاعبين كما كانت تفعل في السنوات السابقة، متوقعا أن تستمر الأزمة ثلاثة مواسم مقبلة.بدوره، أكد جون ميشال أولاس، رئيس ليون الفرنسي، إن وضعية الأندية الكبرى في أوربا ستكون سيئة، لكن ليس مثل الأندية الفرنسية والبلجيكية والهولندية، وباقي الدوريات الأقل متابعة في أوربا، إذ حذر من إمكانية إفلاس بعضها.وطالب أولاس بتدخل عاجل للجنة الرياضية بالاتحاد الأوربي، لكي يتم تقديم الدعم للأندية الرياضية، رغم انتقاد البعض لهذه العملية، من بينهم أرسن فينغر المدرب الفرنسي السابق لأرسنال.واعتبر فينغر أن استقلال الأندية بات أمرا ضروريا اليوم، إذ من غير المعقول أن تطلب الأندية في 2020 دعما ماليا من الحكومات، مبرزا أن إنجلترا مثال يحتذى به في استقلالية الأندية وقوتها المالية.
قد يهمك ايضا :
استعدادات لعودة التدريبات في ميادين الرماية بالدولة ترقبا لاستئناف النشاط الدولي
لمحبي التزلج والرياضات الشتوية"ألبرتا" الكندية
أرسل تعليقك