كتب الجزائري جمال بلماضي، في عشرة أشهر فقط، تاريخا من ذهب في عالم التدريب، بعدما قاد منتخب بلاده إلى الفوز بواحدة من أصعب البطولات وأكثرها إثارة ليفرض نفسه ضمن أفضل المدربين في العالم.
وقاد بلماضي منتخب بلاده إلى الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية خلال النسخة التي استضافتها مصر منتصف العام الحالي ليكون الثاني فقط للمنتخب الجزائري في تاريخ البطولة وهو الأول للفريق المعروف بلقب (الخضر) خارج ملعبه حيث توج الفريق بلقبه الوحيد السابق في البطولة عندما استضافت بلاده نسخة 1990.
ومع فوزه مع الخضر باللقب القاري هذا العام، أثبت بلماضي عمليا أنه "سبيشيال وان" الكرة الجزائرية والأفريقية حيث حقق بلماضي النجاح في كل محطة تدريبية له وهو نفس الشيء الذي استحق من خلاله البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني السابق لريال مدريد الإسباني وبورتو البرتغالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي وإنتر ميلان الإيطالي لقب "سبيشيال وان" على مدار سنوات قبل أن يجافيه النجاح مؤخرا.
وقد يهمك أيضاً :
بوليسيتش يدخل الدوري الألماني رسميًا عبر بوابة تشيلسي
يوفنتوس يتنافس مع بايرن ميونخ لاقتناص لاعب تشيلسي
كانت قيادة بلماضي للمنتخب الجزائري من أهم المحطات في مسيرته التدريبية الحافلة رغم أنه لا يزال في الثالثة والأربعين من عمره.
ورغم وجود العديد من النجوم البارزين في صفوف المنتخب الجزائري فشل الفريق في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا تحت قيادة المدرب رابح ماجر أسطورة كرة القدم الجزائري.
وربما كان عدم الاستقرار في الإدارة الفني للفريق هو السبب الرئيسي وراء التراجع الحاد في مستوى الفريق على مدار التي أعقبت تأهله للدور الثاني في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل تحت قيادة مديره الفني الأسبق البوسني وحيد خليلودزيتش، ولهذا كان الاتحاد الجزائري للعبة مطالبا بعد رحيل ماجر عن قيادة الفريق بالتعاقد مع مدرب يتسم بالواقعية والحماس والاهتمام بالناحية العملية أكثر من السعي وراء مدرب من أصحاب الأسماء الرنانة في عالم الكرة الأوروبية.
وقع الاختيار على بلماضي ليتولى المسؤولية بناء على السمعة الطيبة التي حققها خلال مسيرته التدريبية السابقة والتي كانت كلها مع كرة القدم القطرية، وربما كان اقتصار تجاربه السابقة على الكرة القطرية فقط هو السبب وراء بعض الانتقادات التي نالها مع بداية توليه المسؤولية في المنتخب الجزائري إضافة إلى صغر سنه حيث كان وقتها في الثانية والأربعين من عمره، لكن بلماضي رد عمليا على كل هذه الانتقادات وأكد بما لا يدع مجالا للشك أنه كان الاختيار الأصلح بعدما لعب الدور الرئيسي في فوز الخضر باللقب الأفريقي في القاهرة رغم قوة المنافسة والمواجهة الصعبة مع المنتخب السنغالي مرتين في البطولة حيث التقى نفس الفريق في مجموعته بالدور الأول ثم في المباراة النهائية.ر والرغبة في إثبات الذات.
كان بلماضي تولى تدريب الفريق في أغسطس 2018 وقاده ببراعة إلى كأس أمم أفريقيا ثم بدأ رحلة البحث عن اللقب القاري بعد عشرة أشهر فقط من بدء مهمته مع الفريق.
وخلال مسيرته في البطولة، التزم بلماضي بالجدية والإصرار والتواضع وهي العناصر الأساسية التي كونت شخصيته التدريبية منذ سنوات وجعلته يحقق النجاح مع كل فريق تولى تدريبه حتى الآن.
والحقيقة أن بلماضي لم يحظ بنفس القدر من الإنجازات خلال مسيرته كلاعب مع المنتخب الجزائري حيث خاض نحو 20 مباراة فقط مع الفريق في الفترة من 2000 إلى 2004 ولكنه قدم خلال عشرة أشهر على مقعد المدير الفني للفريق ما صنع تاريخا باسمه مع الخضر ليصبح "سبيشيال وان" الكرة الجزائرية والأفريقية.
وكانت ضربة البداية في مسيرة بلماضي التدريبية من خلال فريق لخويا القطري في عام 2010 وقاد الفريق للقب الدوري القطري في موسمين متتاليين لينتقل في نهاية 2013 إلى قيادة المنتخب الثاني لقطر ليقدم للفريق نجوما بارزين ثل بوعلام خوخي وكريم بوضياف.
وقاد بلماضي الفريق إلى الفوز بلقب كأس أمم غرب آسيا 2014 في قطر قبل أن تسند إليه مهمة تدريب المنتخب الأول في مارس 2014 .
وقبل نهاية العام نفسه، قاد بلماضي الفريق إلى الفوز بلقب كأس الخليج (خليجي 22) في السعودية بالتغلب على المنتخب السعودي في عقر داره في المباراة النهائية، لكن خروج الفريق من الدور الأول في بطولة كأس آسيا التي استضافتها أستراليا مطلع عام 2015 ، أطاح بالمدرب الجزائري من قيادة الفريق ليعود بعدها إلى تدريب فريقه السابق لخويا الذي تغير اسمه إلى الدحيل بعد دمج لخويا والجيش في فريق واحد.
وقاد بلماضي الدحيل للفوز بلقب الدوري القطري لموسمين متتاليين إضافة للقبين في كأس أمير قطر ولقب واحد في كأس قطر.
ومع فوزه بلقب كأس أفريقيا 2019، كان هذا اللقب بمثابة "جوهرة التاج" في مسيرة بلماضي التدريبية حتى الآن، ومن بين 21 مباراة قاد فيها بلماضي الفريق منذ توليه المسؤولية كانت منها 16 مباراة في 2019.
وخلال هذه المباريات الـ16، وكان من بينها بالطبع مباريات الفريق في كأس الأمم الأفريقية، حقق الفريق الفوز في 13 مباراة وتعادل في ثلاث مباريات فقط ليكون 2019 عاما استثنائيا في مسيرة بلماضي التدريبية.
أرسل تعليقك