يكتنف الغموض “الإداري” مستقبل نادي التعاون السعودي، وذلك بعد استقالة سليمان العمري رئيس المجلس التنفيذي، وعبد العزيز الحميد عضو المجلس الذي قدم استقالته في فترة سابقة من الموسم الماضي، إذ لم يتبق في منصبه سوى علي التويجري رئيس هيئة أعضاء الشرف وعضو المجلس.
واقترنت النجاحات التعاونية السابقة بالمجلس التنفيذي، الذي يعتبر السلطة الأعلى في الهرم الإداري، والداعم الأول للإدارات المتلاحقة، من خلال الدعم المالي والتكفل بصفقات اللاعبين الأجانب والمحليين والأجهزة الفنية، ومكافآت الفوز والمعسكرات الداخلية والخارجية.
وجاءت استقالة العمري غير المتوقعة بعد تتويج فريقه ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للمرة الأولى في تاريخه، بعد 10 سنوات من الدعم المالي الضخم، الذي كان خلف تحقيق التعاون تطلعات عشاقه ومحبيه، والسياسة الإدارية المتزنة، التي رسمها رئيس المجلس التنفيذي لمسيرة ناديه للوصول لمنصات التتويج ومزاحمة الأندية الكبيرة على جميع الألقاب، وذلك بالتعاقد مع الأجهزة الفنية الطموحة واللاعبين الأجانب القادرين على صنع الفارق الفني، واقتناص أفضل الصفقات المحلية من اللاعبين الشبان، وفق احتياجات الفريق دون الدخول في مزايدات مع الأندية الأخرى.
ويمثل المجلس التنفيذي بنادي التعاون علامة فارقة بين الأندية الأخرى، ومضربًا للمثل في الإدارة الاحترافية التي اتبعت سياسة التصويت بالأغلبية على القرارات المتعلقة بمستقبل الفريق الأول، سواء فيما يتعلق بمصير الأجهزة الفنية والإدارية، حتى التعاقد مع اللاعبين المحليين والأجانب، وفق الميزانية المالية المرصودة قبل بداية الموسم، ومدى حاجة الفريق لتدعيم المراكز التي تحتاج لاستقطاب لاعب أساسي أو بديل، وهو ما سهل استمرار صرف الرواتب الشهرية لجميع اللاعبين والجهازين الفني والإداري دون تأخير.
ويعتبر سليمان العمري، رئيس المجلس التنفيذي الأسبق، الأب الروحي لجميع التعاونيين، ويتفق عليه الجميع دون استثناء، كونه أحد أبناء النادي، وأبرز داعميه في السنوات العشر الأخيرة؛ حيث صعد معه الفريق للدوري السعودي للمحترفين بعد موسم واحد من استحداث المجلس التنفيذي، وواصل العمل برفقة أعضاء المجلس حتى زاحم الأندية الكبيرة على المقعد المؤهل لدوري أبطال آسيا، واحتل الفريق القصيمي الطموح المركز الرابع على سلم الترتيب، في موسم 2016، وشارك للمرة الأولى في تاريخ أندية المنطقة في البطولة القارية، كإنجاز تاريخي يحسب للمجلس التنفيذي وإدارة النادي.
ولم يتوقف طموح رئيس المجلس التنفيذي عند المشاركة في بطولة القارة الصفراء، وواصل العمل ومن معه لصناعة فريق قادر على كتابة تاريخ جديد في الرياضة السعودية باعتلاء منصات التتويج، ومزاحمة الأندية الكبيرة على المراكز المتقدمة في الدوري، كخطوة أولى يعقبها طموح تجيير أولى بطولات الدوري في خزائن “السكري”، فكان نتاج العمل الاحترافي الممتد منذ سنوات طويلة، مصافحة خادم الحرمين الشريفين، والتتويج بأغلى البطولات المحلية كأول إنجاز في تاريخ ناديهم بين الأندية الكبيرة، بعد تغلبهم في المباراة النهائية على الاتحاد الذي يفوقهم بالتاريخ والبطولات.
شخصية الفريق البطل التي صنعها التعاونيون لفريقهم، بعد الفوز ببطولة كأس الملك، قادتهم للسير بكل ثقة نحو كسر كل الأرقام السابقة في بطولة الدوري السعودي للمحترفين، بالوصول للمركز الثالث على سلم الترتيب، كأفضل مركز من بين المواسم الـ12 التي شارك فيها التعاون في دوري الكبار، وتحقيق 56 نقطة، وهو أعلى معدل نقطي تحصل عليه التعاون في مسيرته الرياضية، إلى جانب وقوف الكاميروني توامبا مهاجم الفريق في وصافة ترتيب هدافي المسابقة، وفوز البرتغالي بيدرو إيمانويل مدرب الفريق بجائزة أفضل مدرب في الموسم الماضي.
البيئة الصحية التي صنعها التعاونيون في ناديهم، كانت خلف اكتشاف كثير من المواهب، وكان آخرها متعب المفرج المدافع الشاب المعار من نادي الهلال؛ حيث فاز المفرج بعد مشاركته مع “السكري” في الموسم الماضي بأفضل لاعب واعد، ويرجع المفرج هذا النجاح للبيئة التعاونية التي كانت خلف تألقه اللافت، كما أعاد التعاونيون اكتشاف كثير من اللاعبين، يتقدمهم طلال عبسي قائد الفريق، الذي كان في فترة سابقة مع الاتحاد، لكنه وجد ضالته في الأسرة التعاونية، وكان رده قاسيًا على ناديه السابق، بعدما سجل هدف التعديل، واعتلى منصة التتويج لرفع أول كأس في تاريخ النادي.
وكذلك هو الحال لإبراهيم الزبيدي، الظهير الأيسر الذي تم اختياره في أكثر من 4 مناسبات كأفضل ظهير في الموسم الماضي ضمن تشكيلة الأسبوع، ويعتبر الزبيدي من أكثر اللاعبين المحليين صناعة للفرص بصناعة 5 أهداف، وسجل في مسابقة الدوري هدفًا وحيدًا، وفي مسابقة الكأس يمتلك هدفين، وصنع مثلهما، وهو ما ينطبق على ريان الموسى المنتقل من نادي الأهلي حيث أسهم الموسى في كثير من الانتصارات التعاونية، وعلى الرغم من الإصابة التي لحقت به في الموسم الماضي، فإن عودته كانت مميزة في المباريات الحاسمة.
وتبدو المكتسبات التعاونية في السنوات الأربع الماضية، مهددة بالانهيار بعد سقوط حجر الزاوية، المتمثل في استقالة سليمان العمري رئيس المجلس التنفيذي الذي يعتبر بمثابة الأوكسجين الذي يتنفسه التعاونيون، وربان السفينة الصفراء، إذ يبقى السؤال العريض لدى التعاونيين؛ هل يصمد محمد القاسم في الموسم المقبل دون وجود رئيس المجلس التنفيذي وأعضائه، ويحافظ على المنجزات التعاونية، ويدير ظهره لجميع العروض المغرية للتنازل عن نجوم الفريق بملايين الريالات، ويستمر في مشروع الفريق، الباحث عن منصات التتويج وكتابة اسمه بين الأندية الكبيرة، أم يرضخ للإغراءات المالية، ويعيد فريقه لأندية الوسط.
وقــــــــــــــد يهمك أيــــــــضًأ :
رقم إيجابي لعبد الفتاح آدم مع التعاون
طبيب التعاون السعودي يعيد هيلدون للتدريبات الجماعية
أرسل تعليقك