دبي - صوت الامارات
استعاد فريق الشارقة بريقه وأعاد إلى الأذهان ذكريات عصره الذهبي عندما كان صديقًا دائمًا للانتصارات ومنصات التتويج بفوز كبير على فريق حتا برباعية أول من أمس ضمن مواجهات الجولة الثانية من دوري الخليج العربي، مع تقديم عرض ممتع مسح به الصورة المهزوزة، والأداء الضعيف الذي ظهر به في الموسم الماضي وكان من الفرق التي صارعت الهبوط حتى الرمق الأخير من المسابقة ونجت في اللحظة صفر، ووصف الملك الشرقاوي بأنه مع الثنائي الأجنبي ادريان وسونغ غير، حيث كان أدريان قائد الفريق بمثابة كلمة السر ومفتاح التفوق أمام فريق حتا، وسجل هدفًا رائعًا ولم تخل بقية الأهداف من بصمته، خاصة الهدف الأول الذي سجله الكوري الجنوبي سونغ، وبالمقابل وضعت الخسارة برباعية حتا في موقف محرج أمام جماهيره التي كانت تطمح لأداء أفضل ونتائج جيدة بين كبار المحترفين.
وامتدح اليوناني دونيس مدرب فريق الشارقة أداء فريقه والمستويات الجيدة التي ظهر بها اللاعبون ومعربًا عن سعادته بالنتيجة الكبيرة التي تحققت بفضل ترابط الخطوط والعقلية الاحترافية التي تعامل بها لاعبو الفريق مع المباراة.
وأضاف دونيس قائلًا: المباراة كانت رائعة سجلنا مبكرًا والهدف السريع ساعدنا في إحكام سيطرتنا الكاملة على مجريات اللعب وتحكمنا في المباراة، وفي الشوط الثاني لعب الفريق بصورة ممتازة وخلق فرصًا عديدة وفي النهاية أنا سعيد للأداء، وعقلية اللاعبين، خصوصا في الشوط الثاني مع روح وردة فعل جيدة.
وأوضح دونيس: "أنا كمدرب أركز على أفضل ما عند لاعبي الفريق وأدريان يلعب أكثر في المركز رقم 10، وهو مثال رائع للاعب صانع الألعاب ونضطر أحيانًا إلى تحويل طريقة اللعب، لكن أفضل طريقة أراها الآن تناسب الفريق 4-3-1-2 في ظل وجود جمال وسونغ وأدريان".
وأكد دونيس إنه كمدرب لا يعامل اللاعبين حسب فئاتهم العمرية وقال: لا أفكر في الأسماء في حياتي التدريبية والعمر أيضا لا يهمني، واللاعب الذي عمره 37، ومن عمره 18 عندي سيان، والأمر الذي يحدد أحقية اللاعب بالمشاركة في المباراة من عدمها هو إثبات قدراته في التدريبات، ومن ثم الزج به في المواجهات الرسمية وأدائه من بعد يحدد مواصلته ضمن التشكيل الرسمي أو ابتعاده.
وثمن مدير فريق الشارقة أحمد مبارك الأداء الجيد والمستوى المتميز الذي ظهر به الفريق في هذا الموسم وليس مواجهات أول من أمس أمام فريق حتا فقط واصفًا المجموعة الحالية التي تشكل فريق الشارقة بالمجموعة المتناغمة تحت قيادة المدرب اليوناني دونيس، الذي نجح في تشكيلها منظومة متميزة برؤيته الفنية وتوظيفه للاعبين كل حسب قدراته، مشيرًا إلى أن الفوز الكبير الذي تحقق على فريق حتا، كان نتيجة لاحترام المنافس وعدم الاستهانة به، خاصة بعد ظهوره المشرف أمام فرق الوحدة.
وأوضح لاعب الشارقة محين خليفة أن الحماس ودافعية إثبات ذاته في الموسم الجديد وتقديم الأفضل مع فريقه أثمرت عن تسجيله الهدف الثالث والذي وصف بالقوي. وأبان محين بأن الروح التي دخل بها الفريق المباراة هي التي أعطتهم الأفضلية والتي ترجمت لهدفين في مستهل شوط اللعب الأول لافتًا إلى أهمية التسجيل وحصد النقاط في الدور الأول من دوري الخليج العربي ليدخل الفريق الدور الثاني وهو في افضل الظروف.
وأعرب لاعب الشارقة الشاب بلال يوسف عن شكره وتقديره لقائد الجهاز الفني للفريق اليوناني دونيس الذي منحه فرصة اللعب في هذا الموسم مع العناصر الأساسية، مؤكدًا أن عليه استثمارها وتقديم أفضل ما عنده لإقناع المدرب والجمهور بأنه يستحق هذه الفرصة، مشيرًا إلى التطلعات الكبيرة التي تسود القلعة البيضاء في ظهور قوي ومشرف، ومؤكدًا أن الرباعية فاتحة خير والقادم سيكون أفضل.
وعزا المدرب الوطني وليد عبيد مدرب فريق نادي حتا الخسارة الكبيرة التي تعرض لها فريقه أول من امس أمام فريق الشارقة إلى عدد من الأخطاء الجماعية، بجانب فرحة النتيجة الجيدة أمام فريق الوحدة، لكنه يتحمل المسؤولية كاملة. وأوضح أن الهدفين الأول والثاني نتجا عن أخطاء فردية وكان لهما آثار سلبية كبيرة على مسيرة الفريق في المباراة وأعطت فريق الشارقة الأفضلية لينجح فيما بعد في إضافة هدفين بجانب أن الفريق تأثر بنشوة النتيجة الجيدة التي حققها أمام فريق الوحدة في الجولة وهو إحساس اثر سلبا على اللاعبين أمام الشارقة.
وألمح وليد عبيد إلى تغيرات مرتقبة في صفوف الفريق خاصة اللاعبين الأجانب بقوله "نحن نتعامل كمجموعة والأجانب حسب إمكانات المنافس وظروف كل مباراة والتغيير وارد في الفترة المقبلة، وسنجلس مع اللاعبين، لنرى ماذا سيحدث في الفترة المقبلة".
ومن جانبه قال مدافع فريق حتا موسى حطب إن استقبال شباك فريقهم لهدفين في بداية المباراة أثر بصورة سلبية على تركيز اللاعبين وتسببت في تراجع الفريق وبالتالي حسم نتيجة المباراة لمصلحة الشارقة منذ الشوط الأول. وأوضح حطب قائلًا: "ونحن كلاعبين نتحمل الأخطاء التي حدثت في المباراة وأدت لهذه الخسارة لذلك نسعى لعدم تكرارها مجددا ومطالبا اللاعبين الأجانب في الفريق بمراجعة حساباتهم والعمل على تقديم الأفضل في المباريات المقبلة لأنهم يمثلون نصف الفريق"، مشيرا إلى أن كل اللاعبين الأجانب في الفرق الأخرى بدءًا من العين وحتى اصغر فريق في الدوري يصنعون الفارق في صفوف فرقهم، معتبرا أن اللاعبين الأجانب في الفريق لديهم الأفضل الذي يمكن أن يقدموه مع حتا.
وأضاف حطب: "عندنا ثقة كبيرة في فريقنا ونحن كلاعبين سواء كنا مواطنين أو أجانب، لابد من أن نجلس سويا ونعمل على مراجعة أسباب الخسارة خاصة أنها جاءت في الجولة الثانية للدوري حتى يتمكن الفريق من استعادة توازنه والعودة للمنافسة مجددًا وتعويض النقاط الثلاث التي خسرها أمام الشارقة". وأكد حطب على أهمية نسيان مباراة الشارقة والتفكير في الإعداد والتحضير الجيد للمباريات المقبلة والعمل على تحسين صورة الفريق خاصة، مؤكدا أن الفريق بحاجة للثقة وإلى التركيز الجيد من قبل جميع اللاعبين.
وعما إذا كان حتا الصاعد حديثا لدوري الأضواء بدأ مبكرا مشوار العودة لدوري الهواة أوضح "هذا الأمر غير وارد نظرا لكون الدوري لا يزال طويلًا، وأن إمكانية التعويض واردة خاصة أن الكل شاهد الصورة الجيدة التي ظهر بها الفريق في مباراته الأولى في الدوري أمام الوحدة وتعادله أمام فريق كبير مثل الوحدة". ونفى حطب أن يكون حتا استسلم للخسارة أمام الشارقة، معتبرا أن حتا لديه الأفضل الذي يمكن أن يقدمه خلال الجولات المقبلة.
وأعرب لاعب الشارقة الجديد الكوري الجنوبي سونغ عن سعادته الكبيرة بالاستقبال الرائع له في دوري الخليج العربي أمام حتا، حينما ابتسم له الحظ في أول لمسة له للكرة ونجح في التسجيل منها ويعتبره هدفا ترحيبيا ساهم الحظ فيه وتعاون زملاؤه في تسجيله في أول أربع دقائق. وثمن سونغ حلاوة الروح التي وجدها في فريق الشارقة، حيث تسود اللاعبين الجماعية وترابط الخطوط وهو الأمر الذي يجعل الفريق في أتم الجاهزية أثناء المباراة، إضافة لرؤية ثاقبة من المدرب اليوناني دونيس والذي وصفه بالخبير المتمكن، واعتبر أن ذلك السر وراء التفوق وخلطة تحقيق النتائج الطيبة، مؤكدا أن البداية الجيدة والاستقبال الرائع له من قبل الجماهير الشرقاوية ومجلس إدارة نادي الشارقة تعتبر حوافز لتقديم أفضل ما عنده في المواجهات المقبلة من دوري الخليج العربي وكافة البطولات التي يشارك فيها الفريق.
وقال لاعب حتا محمد مال الله: "إن كرة القدم نصر وخسارة ويوم لك ويوم عليك، وإذا لم تكن في يومك فستكون الخسارة من نصيبك، وهو ما حدث لهم في مواجهة أول من أمس أمام فريق الشارقة، حيث عبس لهم الحظ فكانت الخسارة من نصيبهم. نافيًا أن يكون الفريق جاء إلى المباراة بنشوة التعادل والأداء الجيد أمام فريق الوحدة، مشيرًا إلى أنهم عملوا على مواصلة عرضهم السابق لكن سوء طالع لازمهم.
وأضاف مال الله: إن الخسارة لن تثنيهم عن طموحاتهم بأن يكون الفريق فارس رهان في دوري الخليج العربي، وأن يكون له بصمة واضحة مع بقية الفرق، وسيعمل مع زملائه على معالجة الأخطاء في فترة التوقف المقبلة، وهي فرصة طيبة لمراجعة الحسابات بدقة والاستماع إلى توجيهات الجهاز الفني في هذا الأمر وتطبيقها في التدريبات لتكون العودة قوية.
أرسل تعليقك