نال احترام الجميع، بما يقدمه مع حتا هذا الموسم بدوري الخليج العربي، بدليل أن «الإعصار» يحتل المركز التاسع، حتى الجولة السابعة، وله 8 نقاط متساوياً مع عجمان والوصل، وتفصله نقطتان عن الوحدة السادس، ويقدم الفريق عروضاً رائعاً، وينتهج أسلوباً هجومياً، بل أنه أحرج «الكبار»، ومنهم على سبيل المثال الشارقة بطل الدوري، عندما تقدم حتا بهدفين، قبل أن يعود «الملك» بالتعادل في الوقت القاتل، وهو الوحيد الذي جرد حامل اللقب من نقطتين حتى الآن!، وتعد نتائج «الإعصار» في الدوري أفضل مقارنة من مشاركته الثانية في الموسم قبل الماضي 2017 - 2018، عندما اكتفى بحصد 4 نقاط فقط حتى الجولة السابعة!
إنه اليوناني كريستوس كونتيس مدرب حتا الذي نجا من الموت، إثر إصابته بنوبة قلبية في أغسطس 2011، عندما كان لاعباً في أبويل اليوناني، ويقود «الإعصار» ببصمة فنية رائعة، نال بها إشادة المحللين.
ويؤكد كونتريس أن حتا يجب أن يكون جريئاً في الملعب من خلال الأداء الهجومي الذي يمنحه فرصة حصد المزيد من النقاط.
واعترف كونتيس «44 عاماً» بأن «الأزمة القلبية» التي استدعت إجراء «القسطرة» وراء قرار الاعتزال، رغم أنه كان يبلغ حينها 36 عاماً، مؤكداً أنه عانى قبلها، لأن مسؤولي الفريق اليوناني قاموا بتخفيض راتبه، بحجة أنه لا يمكن أن يقدم الكثير للنادي، الأمر الذي تسبب له في ضغوط عدة، حتى تعرض للإصابة بـ «نوبة قلبية»، بعد مشاركته مع أبويل في تمهيدي أبطال أوروبا 2011.
وأشار كونتيس إلى أنه عمل مساعداً للصربي إيفان يوفانوفيتش مدرب النصر السابق، وتدرب تحت قيادته في أبويل لمدة 6 مواسم، طلب منه الانضمام إليه في الجهاز الفني، بعد يوم من «القسطرة» رغم أنه يعرف الخلاف مع إدارة النادي حول المخصصات المالية، ولهذا يرى أن يوفانوفيتش محطة مهمة في حياته المهنية لاعباً ومدرباً.
وشدد كونتيس على ثقته في إمكانات حتا لمواجهة التحدي»، وقال إن الفريق يملك «النفس الطويل» لتثبيت أقدامه في «المحترفين»، من خلال العطاء الإيجابي والجهود المشتركة، والواقع يؤكد أن الفريق يمكن أن يحقق هذا الهدف بمضاعفة الجهود.
وأضاف أن المرحلة الماضية أثبتت أنه لا مستحيل في كرة القدم، طالما أن الإرادة متوافرة لدى الجميع بالرغبة في الوصول إلى الهدف المنشود والتركيز العالي، والاستعداد الجيد لكل ما يمكن أن يمنحهم فرصة التطور الفني، وهو الأمر الذي نعمل على تحقيقه في الوقت الحالي، استكمالاً للجهود المبذولة في السابق، من خلال التجمع الداخلي والمعسكر الخارجي، ويجب أن يكون لدينا الحافز، لتأكيد ما يمكن أن يعزز تطلعاتنا.
وأشار كونتيس إلى أنه لا يخشى الإقالة على خلفية ما شهدته الساحة مؤخراً، بالاستغناء عن بعض المدربين في وقت مبكر من الموسم، موضحاً أن الصحيح هو البحث عن الوسائل التي تمنح المدربين فرصة تقديم الإضافة الفنية، لأن كل مدرب يعمل ويبحث عن الأفضل، تقديراً للواقع المرتبط بوظيفته وليس العكس، خصوصاً إذا كان يعمل للمرة الأولى مثلاً في الدولة، والمؤكد يكون أنه بحاجة للوقت حتى يستطيع أن يقدم المطلوب منه في الوقت المناسب، مؤكداً أن عمل أي مدرب ومصيره مرتبط بالنتائج التي لا تأتي حسب ما يتمنى الجميع، رغم أن المستوى الفني في بعض المباريات لا يعبر عن النتائج.
وكشف كونتيس عن استراتيجيتهم في الموسم الحالي، وقال إنه يعد الفريق للفوز في كل المباريات، وليس للخسارة أو التعادل، وبالتالي كان يمكن أن يضع 10 لاعبين أو «حافلة» كبيرة أمام المرمى، لو فكر في التعادل أمام العين والشارقة على سبيل المثال، بل لجأ إلى طريقته المحببة بالهجوم.
وذكر مدرب حتا أنه لا يفكر بطريقة الفرق الصغيرة التي تلعب للتعادل، لأن الجرأة الهجومية هي السمة المميزة للفريق في المرحلة الماضية، ومن شأنها أن تمنحهم فرصة إظهار الشخصية القوية التي يمكن أن يعول عليها «الإعصار» في المباريات للمنافسة على حصد النقاط.
وعبر المدرب عن شعوره فخره بالعمل مع يوفانوفيتش لمدة 6 سنوات في النصر وأبويل، إلى جانب 5 سنوات لاعباً معه في الفريق اليوناني، وقال إنه يدين بالكثير لهذا المدرب الذي منحه الثقة لتخطي أصعب الظروف عندما كان لاعباً، ثم التقدير ذاته بعد بداية المسيرة المهنية مدرباً، في ظل الأجواء الصعبة، بعد إجراء «قسطرة القلب».
لقاء صعب أمام الجزيرة
توقع كونتيس مواجهة صعبة أمام الجزيرة، في الجولة الثامنة لدوري الخليج العربي، في ظل السباق المشتعل لحصد النقاط، وقال إن اللاعبين يفكرون في الفوز على «فخر أبوظبي»، وتأكيد قدرتهم على مواجهة التحدي الذي ينتظرهم في جميع مباريات الموسم، موضحاً أن الملعب يحدد التفوق وليس التكهنات المسبقة، وفي حتا هناك مجموعة من اللاعبين بطموح الفوز والمنافسة على النتائج الإيجابية.
الإشادة بالجماهير
حرص مدرب حتا على الإشادة بجمهور النادي الذي حضر بكثافة إلى المدرجات لدعم ومؤازرة الفريق خلال الفترة الماضية، وقال إن ذلك أحد المؤشرات الإيجابية التي تمنح اللاعبين الدافع القوي للمنافسة بقوة، مشيراً إلى أنه يتابع ردة فعل الجماهير في المباريات التي شهدت الأداء القوي، وحتى عندما تحضر النتائج السلبية، في بعض اللقاءات فإن الجماهير تحفز اللاعبين لتجاوز التحدي الذي ينتظرهم.
اللوائح تحدد المشاركة
أوضح كونتيس أن اللوائح الخاصة بمشاركة المقيمين، في دوري الخليج العربي، تحدد مصير بعض اللاعبين، في التشكيلة الأساسية، بالنسبة للثلاثي وليد سراج وعبدالله خميس وفيكتور نوانيري، مؤكداً أن كل لاعب يمكن أن يحصل على فرصة المشاركة في المباريات، حسب الظروف ووضع الفريق، والحاجة إلى لاعب بمواصفات خاصة، ويمكنه أن يصنع الفارق.
وأشار إلى أنه يحرص على مبدأ الدفع بجميع اللاعبين، لاختبار جاهزيتهم، وأيضاً تجهيز أكبر عدد منهم، مما يجعل الخيارات متاحة بالنسبة للجهاز الفني، ومساعدة «الإعصار» في بلوغ أهدافه بحصد النتائج الجيدة واحتلال مركز يليق بقيمة ومكانة النادي.
أجواء التسامح
أشار كونتيس إلى الأجواء الجميلة بمدينة حتا، والتي تمنح الإحساس بالراحة والسعادة لكل الزائرين، في جميع الأوقات والمناسبات، وقال إن هناك العديد من الأماكن الرائعة بالدولة، وتعكس الصورة الجميلة التي تحظى بالتقدير والإعجاب من الجميع.
وأكد المدرب أن حتا بمعالمها الرائعة، قادرة على جذب مختلف الفئات للاستمتاع بما توفره، بما في ذلك أجواء الحب والتسامح والاحترام في الإمارات التي تحتضن الجميع بمشاعر دافئة.
اللاعبون يملكون روح التحدي
كشف مدرب حتا أن اللاعبين الذين تضمهم قائمة «الإعصار» حالياً، يملكون الروح العالية والإصرار على التغيير الإيجابي، من خلال الحرص على المشاركة في التدريبات، وتنفيذ تعليمات الجهاز الفني، موضحاً أن كل لاعب يحرص على أداء واجبه داخل «المستطيل الأخضر»، عن طريق بذل أقصى الجهد في التدريبات والمباريات، حتى يحقق الفريق الفوز وحصد النقاط، رغم المنافسة من الفرق الأخرى الساعية إلى الهدف ذاته.
الاتجاه الصحيح بـ «الأسرة الواحدة»
أبدى كونتيس امتنانه لجهود علي البدواوي رئيس مجلس إدارة حتا وشركة كرة القدم، وعلي عبدالله البدواوي المدير التنفيذي، وقال إن أجواء «العائلة الواحدة»، تعمل في الاتجاه الصحيح، لتحفيز اللاعبين ومنحهم فرصة إظهار أفضل ما لديهم لمصلحة «الإعصار»
قد يهمك أيضا :
حسن إسماعيل يحاضر في دورة مدربي حراس المرمى
218 هدفاً في 7 جولات يعدّ مؤشرًا لضعف الدفاع في المنتخب الإماراتي
أرسل تعليقك