دبي - صوت الامارات
بات ملعب بني ياس بالشامخة أول من أمس، مسرحًا للعديد من الأحداث المثيرة، حينما استضاف السماوي نظيره فريق حتا، ضمن منافسات الجولة الرابعة في دوري الخليج العربي، التي انتهت بفوز الإعصار 2-3 على السماوي صاحب الأرض والجماهير، الذي لم يتحرك من المركز 12، محرزًا نقطة وحيدة من أربع مباريات خاضهما في الدوري.
وعلى الرغم من استحواذ بني ياس خلال شوط المباراة الأول وأخذ زمام المبادرة في التسجيل، إلا أن فريق حتا استطاع أن يستغل الأخطاء في خط الدفاع ويستفيد من المساحات نتيجة الاندفاع الهجومي غير المحسوب ليتعادل في الدقيقة 75، قبل أن يضيف هدف الفوز في الوقت القاتل ق90، ويثبت للمباراة الثانية على التوالي أنه قادم بقوة بعد عدة نتائج لم ترض طموحات مشجعيه.
وكانت النتائج السلبية التي وقع فيها بني ياس "القشة" التي قسمت ظهر البعير، وعجلت بإقالة الارغواياني بابلو ريبيتو لسوء نتائجه في البطولة، لذا فقد جاء التعاقد مع المدرب البرتغالي جوزيه غوميز من أجل إنقاذ سفينة السماوي قبل فوات الأوان. والمدهش في مواجهات بني ياس خلال الجولات الأربع الماضية، أن اللاعبين يؤدون بشكل جيد، ويصنعون فرص التهديف، لكن الغريب أنها تهدر برعونة، مع ارتكاب مدافعيه أخطاء ساذجة سواء بارتكاب أخطاء ضد المنافس بارتكاب ركلات جزاء أو بضعف التصدي للمهاجمين وفي الحالتين تكون العواقب وخيمة على مرمى السماوي.
وأوضح المشرف الفني على فريق بني ياس، صبري عبدالله الكثيري أن إقالة الجهاز الفني بقيادة الأرغواياني بابلو ريبيتو، جاءت لسوء نتائج الفريق في الدوري، إضافة إلى فقد بطاقة التأهل في كأس الخليج العربي، لافتًا إلى أن الإدارة رأت سرعة التغيير لإنقاذ الفريق من تدهور نتائجه، لذلك فتحت خط مفاوضات مع المدرب البرتغالي جوزيه غوميز خلال الأيام القليلة الماضية لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة.
وأضاف: نشكر المدرب ريبيتو على الفترة القصيرة، التي قضاها مع الفريق، لكنه يتحمل مسؤولية تدهور نتائج الفريق، ومن المفترض أن يفرض شخصيته على اللاعبين، إضافة إلى تأخر المحترف الرابع والذي جاء بعد 4 جولات من بداية الدوري.
وشدد الكثيري، على أن نادي بني ياس لم يفرط في لاعبيه الذين انتقلوا إلى خوض تجربة احترافية مع أندية أخرى، مؤكدًا أن هؤلاء اللاعبين قد تغالوا في طلباتهم المادية برفع قيمة تجديد العقود، وقد حاولت الإدارة مرارًا وتكرارًا إقناعهم بطلب المعقول من الأجور لكن لم تفلح المحاولات، وما كان من النادي إلا أن سمح لهم بالانتقال إلى أندية أخرى، لأن هذه المتطلبات المادية خارج استطاعته.
وأضاف، عصر الاحتراف يفرض على النادي واللاعبين تحديات منها الاتفاق على الأمور المادية التي عادة تقف عائقًا أم استمرار اللاعبين مع أنديتهم، ومؤكدًا أن نادي بني ياس ظل يقدم المواهب الكروية للمنتخبات الوطنية، وأبوابه مفتوحة للجميع، وأن الإدارة لم تتجه إلى التفريط في أبنائه، لكنها رفع قيمة الأجور، التي كانت سببًا رئيسًا في عدم التجديد لهؤلاء اللاعبين.
وأشار المشرف الفني على فريق بني ياس، إلى أن بني ياس يمتلك مجموعة من الشباب صغار السن وهم مواهب كروية والنادي يمنحهم الفرصة لتجويد مستواهم الفني، كما أن أبواب النادي مشرعة أمام أبنائه والكوادر الفنية التي ترغب في الاستفادة من هذا الصرح الكروي الكبير، مؤكدًا كامل ثقته بالمجموعة الحالية بقيادة المدرب الجديد، وأن السماوي سيعود إلى مستواه الطبيعي.
وجاء رد صبري الكثيري على بعض الانتقادات التي طالت إدارة النادي مؤخرًا موجهة أصابع الاتهام بالتفريط في عدد من لاعبين الفريق بداعي أنهم ركائز قوية مثل الدولي عامر عبدالرحمن، وبندر الأحبابي المنتقلين إلى "العين"، وفواز عوانة "النصر"، ومحمد جابر "الأهلي"، في المقابل ضم السماوي الحارس أحمد ديدا من الأهلي، والبرازيلي باستوس من العين، وفيصل الخديم "دبا الفجيرة"، إضافة إلى 7 لاعبين شباب صغار السن من الوحدة أبرزهم عبدالله النوبي، وعامر عمر.
وأرجع الأورغواياني بابلو ريبيتو، سوء النتائج إلى ضعف الثقة لدى اللاعبين، الناتجة عن سوء النتائج، لافتًا إلى أن الخسارة أمام حتا قد أثرت بشكل كبير، على الرغم من تسيّد المباراة في أوقات متفرقة، والمبادرة بالتسجيل في شباك الخصم، لكن هذه الأفضلية لم نستطع الحفاظ عليها، والاستفادة منها.
وأضاف: خسرنا المواجهة بأيدينا وليس بأقدام المنافس، بعدما تقدمنا بهدفين وجاء التعادل من ركلة جزاء نتيجة خطأ فردي، وبصفة عامة النتائج لم تساعدنا وأدت إلى اهتزاز ثقة اللاعبين بأنفسهم، والثقة هي العامل الرئيس في منظومة كرة القدم، فالفريق أصبح يفتقد العودة وتعديل النتيجة لصالحه، وفي الوقت نفسه لا أستطيع أن أتحامل على اللاعبين فهم أدوا بشكل جيد خلال المواجهات الماضية، وكانوا ندًا قويًا للمنافسين، لكن افتقدنا اللمسة الأخيرة في ترجمة الفرص إلى أهداف.
وأوضح أن الإدارة لها الحق في إقالته، بناء على سوء النتائج، والمدرب دائمًا هو الذي يتحمل المسؤولية أولًا، وأضاف: يعرف الجميع أني استلمت مهمة تدريب بني ياس وأنا في المركز الثاني لكأس ليبرتادوريس، وحاولت أن أوظف كل إمكاناتي الفنية في خدمة الفريق بداية من المعسكر التدريبي، ومرورًا بمواجهات كأس الخليج، وأخيرًا الدوري، لكن ربما لم يتقبل اللاعبون فكري الكروي، وطريقة العمل التي نفذتها مع الجهاز المعاون.
وأكد الأورغواياني بابلو ريبيتو، مدرب بني ياس السابق، أنه لم يستطع علاج ظاهرة إهدار الفرص على مدار 4 جولات، إضافة إلى الأخطاء التي يرتكبها المدافعون، كما تقدم ريبيتو بالشكر إلى نادي بني ياس وجماهيره وأسرة النادي سواء لاعبين أو أجهزة فنية وإدارية، متمنيًا التوفيق للفريق، مؤكدًا أن البقاء أو الرحيل أمر واقع في عالم التدريب.
أرسل تعليقك