لا تزال المفاوضات مستمرة لاختيار مدرب يتولى قيادة منتخبنا الوطني، غير أن اتحاد الكرة، وبعد ما يزيد على الشهر، عقب استقالة المهندس مهدي علي بعد خسارة "الأبيض" أمام اليابان وأستراليا ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى "مونديال روسيا 2018"، وبالتالي احتلال المركز الرابع في المجموعة الثانية بـ9 نقاط، يواصل التفاوض مع مرشحين لاختيار أحدهما لقيادة المنتخب.
ويتقدم السباق "مؤقتاً" وحتى الآن، الكولومبي رويدا، مدرب أتلتيكو ناسيونال، إلى جانب الأرجنتيني باوزا مدرب "التانجو" المقال، والذي يعد خياراً متاحاً وقوياً أمام الاتحاد الذي يفتح خطين للتفاوض مع المدربين بالفعل حالياً، وينتظر أن يحسم ملف المدرب خلال أيام قليلة، وتحديداً نهاية الأسبوع الجاري.
ولكن هل تعتبر المدرسة اللاتينية وتحديداً الأرجنتينية أو الكولومبية، هي خيار مناسب لقيادة منتخبنا الوطني، خاصة أن المدرب الجديد سيكلف التخطيط للمنافسة على لقب كأس آسيا "الإمارات 2019"، وهو ما كشفت عنه مصادر رسمية في اتحاد الكرة، حول وجود أسباب عدة قوية، كفيلة بأن تقنع لجنة المنتخبات برئاسة مروان بن غليطة، بالاتجاه إلى المدرسة اللاتينية في التدريب، لتكون هي المسؤولة عن مسيرة المنتخب، ووضع خطط التطوير للمنافسة بقوة على كأس آسيا 2019، والسعي لإحياء الأمل في المنافسة على مشوار التأهل إلى "مونديال موسكو"، في ظل وجود فرصة لا تزال قائمة للمنتخب، وإن كانت ضعيفة، في ظل حصول "الأبيض" على 9 نقاط حتى الآن في التصفيات.
وذكرت المصادر إن هناك 4 أسباب وراء قصر التفاوض على مدرب أرجنتيني وآخر كولومبي، واستبعاد المدرسة الأوروبية من السباق، أبرزها يتعلق بأن المدرسة الأرجنتينية هي الأفضل في العالم حالياً من واقع النتائج المتميزة للمدربين الأرجنتينيين حتى في الدوريات الأوروبية، وقارياً وعالمياً، بل وحتى في دورينا، الذي شهد تفوق الأرجنتيني رودولفو أروابارينا مدرب الوصل، وقدم وجهاً مشرقاً لتلك المدرسة التي أثبتت نجاحها مع لاعبي دورينا، بل إن نجاح مدرب "الفهود"، سبب في قناعة عدد لا بأس به من أعضاء لجنة المنتخبات بالمدرسة اللاتينية بشكل عام والأرجنتينية على وجه التحديد، حيث تم ترشيح باوزا، إلى جانب بيكرمان، وبعض الأسماء الأخرى التي تعود للمدرسة الأرجنتينية مثل سابيلا وغيره.
ولفتت المصادر إلى أن الكولومبي راويدا الذي يتفاوض معه الاتحاد أيضاً، يعد أقرب المدربين إلى المدرسة الأرجنتينية، لأن الكرة الكولومبية قريبة الشبه في التدريب من المدرسة الأرجنتينية وتمتاز بالسمات اللاتينية التي تعتمد المهارة الفردية واللعب الجماعي أسلوباً لها، والاعتماد على الابتكار الفني الفردي داخل الملعب.
والسبب الثاني وراء اختيار المدرسة اللاتينية، والتركيز على الأرجنتين وكولومبيا، يعود إلى تميز المدرب الأرجنتيني بالقدرة على التكيف والتأقلم مع ظروف أي فريق يتولى قيادته، فضلاً عن قوة الشخصية في التعامل مع اللاعبين، وفي الوقت نفسه القرب منهم والاهتمام بالجوانب النفسية والفنية معاً، وثالث الأسباب يكمن في فلسفة التدريب وطريقة اللعب، حيث تعتمد الكرة اللاتينية في أغلب مدارسها على طريقة 4-3-3 بشقيها الدفاعي والهجومي، إلى جانب 4-4-2 أيضاً بتشكيلاتها كافة، ويمنح التنوع الفني الثري لتلك المدرسة، إيجابيات عدة، يمكنها أن تصل إلى تأقلم جيد مع طبيعة أداء لاعبي دورينا.
وحصرت لجنة المنتخبات السبب الرابع، في الاهتمام بالروح القتالية وإشعال الحماس دوماً في نفوس اللاعبين، وهي من العوامل التي يتميز بها مدربو أميركا اللاتينية بشكل عام والمدرسة الأرجنتينية تحديداً.
ولا زالت مفاوضات الاتحاد جارية مع الكولومبي رويدا، الذي طلب الوصول إلى الدولة بعد أسبوعين من الآن، بينما تمسك اتحاد الكرة بضرورة حضوره آخر الأسبوع الجاري للتفاوض والتوقيع، أما الأرجنتيني باوزا، فوافق بالفعل على شروط الاتحاد، ولكن حسم ملف مدرب المنتخب لن يخرج بعيداً عن أحد المدربين، رويدا وباوزا، وهو ما تكشف عنه الأيام المقبلة، وتحديداً قبل نهاية الأسبوع الجاري، ورغم ذلك فإن المفاجآت واردة وفق المصادر الرسمية في اتحاد الكرة.
وأيد عدد من الخبراء ووكلاء المدربين المعروفين، ضرورة التعاقد مع مدرب ينتمي إلى المدرسة اللاتينية وتحديداً الأرجنتينية لمنتخبنا الوطني، وعلى رأسهم وكيل المدربين بيدرو بينتو، شريك الوكيل الأشهر في العالم خورخي مينديز، ووكيل الإسباني كيكي فلوريس مدرب الأهلي والعين الأسبق. وأكد بينتو أن المدرب الأرجنتيني يحقق نجاحات في كل دوريات العالم بما فيها أوروبا، كما يحقق النجاح مع المنتخبات الوطنية التي يقودها، نظراً لخبرات ومهارة المدربين في أميركا اللاتينية بشكل عام، وقال: المدرب الأرجنتيني أصبح خياراً مفضلاً لأندية عدة في أوروبا حالياً، من واقع معرفتي بالكرة الإماراتية، أرى أن المدرب اللاتيني خيار مناسب، كما أنه خيار مناسب لأندية ومنتخبات المنطقة الخليجية بشكل عام من واقع النتائج.
ويرى هيرانزو جوميز وكيل مدربين أرجنتيني سبق له العمل في الدوريات السعودية والقطرية، أن المدرب الأرجنتيني قادر على تحقيق النجاح في المنطقة، ومع منتخب الإمارات، وقال: اللاعب الإماراتي يعتمد على المهارة الفردية، وكرة القدم الإماراتية بشكل عام تميل إلى الفنيات وجماليات اللعب، وهي عوامل تساعد المدرب الأرجنتيني أو اللاتيني على النجاح هنا.
وتحدث هيرانزو عن قدرات باوزا المرشح لتولي قيادة منتخبنا، ولفت إلى أنه يملك قدرات تدريبية هائلة، وحقق نجاحات كبيرة مع أندية لاتينية عدة، قادها إلى منصات التتويج، مشيراً إلى أن عدم نجاحه مع منتخب الأرجنتين ليس مقياساً لقدراته، في ظل الظروف الصعبة التي تولى فيها المنتخب، وعدم قدرة أي مدرب آخر على تحقيق البصمة المتوقعة مع الجيل الحالي من لاعبي الكرة الأرجنتينية. وقال: تدريب "التانجو" أمر صعب للغاية، في ظل اتحاد كرة لديه مشكلات إدارية هائلة، وإعلام لا يرضى بأي شيء، وانتقاد دائم للمنتخب واللاعبين، فضلاً عن عدم تقديم عدد كبير من اللاعبين الدوليين للأداء والمستوى المنتظر منهم.
وأكد محمد العامري المدير التنفيذي لنادي الوصل، أن نجاحات رودولفو في قيادة "الفهود"، أثبتت صحة رؤية مجلس الإدارة، بالتمسك بالمدرسة اللاتينية بشكل عام والأرجنتينية على وجه التحديد خلال السنوات القليلة الماضية مع الفريق. وقال: رودولفو يملك قدرات تدريبية مميزة، ويتمتع بقوة الشخصية، والقرب من اللاعبين في الوقت نفسه، كما أن صغر سنه جعله قريباً بالفعل من كل لاعب، فضلاً عن قدرته على التكيف مع ظروف الفريق وصناعة النجوم من العناصر المتاحة أمامه، وهي أمور تصب في مصلحة تلك المدرسة التدريبية.
وانتقد العامري عدم حسم اتحاد الكرة لملف مدرب المنتخب حتى الآن، في ظل اقتراب موعد مباراة تايلاند، حيث كان يجب حسم هذا الملف قبل 3 أسابيع على الأقل، ليتمكن المدرب من متابعة مباريات الدوري ومشاهدة اللاعبين، وهو ما لم يتحقق، ويعد أمراً سلبياً، ويكشف سلبية الاتحاد في تعامله مع هذا الملف.
أرسل تعليقك