دبي – صوت الإمارات
أعرب رياضيون عن قلقهم من إرهاق لاعبي المنتخب الإماراتي، قبل المباراة المرتقبة أمام مضيفه الياباني في الأول من الشهر المقبل، في بداية مشواره ضمن مباريات المجموعة الثانية في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018، لاسيما أن مجموع ساعات رحلات السفر للاعبين الدوليين، سواء مع المنتخب، أو مع فريقي العين والنصر في دوري أبطال آسيا للأندية، بلغت حتى موعد لقاء الساموراي 71 ساعة منذ حزيران/يونيو الماضي، مشيرين إلى أهمية أن يعمل الجهاز الفني لإزالة أي نوع من الإرهاق على اللاعبين، حتى لا يؤثر ذلك بصورة سلبية في أدائهم، سواء في مباراة اليابان، أو المباراة المقبلة أيضاً مع استراليا في أبوظبي في السادس من سبتمبر المقبل، فيما يرى البعض الآخر أن مسألة السفر ساعات طويلة تعدّ مسألة طبيعية بالنسبة للاعب، حال خضع للراحة الكافية قبل أي مباراة.
وأضافوا "رغم أن رحلات السفر الطويلة التي واجهها اللاعبون كانت على فترات متباعدة وليست متصلة، فإنه يجب أن يتم تحضير اللاعبين بشكل جيد قبل كل مباراة، وإزالة أي نوع من الإرهاق قد يتعرضون له جرّاء السفر الطويل، خصوصاً أن مباراتي العين والنصر الأخيرتين في دوري أبطال آسيا للأندية، تزامنت مع قرب مباراة المنتخب الأولى مع اليابان، كما أنه كان يجب على الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن يراعي مسألة تزامن مواعيد مباريات دوري أبطال آسيا للأندية مع تصفيات كأس العالم".
ويخوض لاعبو المنتخب أهم مرحلة في الموسم الجديد، بدخولهم غمار أقوى البطولات والتحديات مع بداية الموسم، التي تتزامن مع انطلاقته مشاركة العين والنصر في ربع نهائي دوري أبطال آسيا، بينما سيكون الحدث الأهم هو انطلاق المرحلة الثالثة من تصفيات المونديال في سبتمبر المقبل، إذ بلغ عدد الساعات التي استقل خلالها اللاعبون رحلات الطيران إلى 71 ساعة منذ شهر حزيران/يونيو الماضي وحتى شهر سبتمبر المقبل، وهو ما يقارب ثلاثة أيام متصلة.
وتأتي بداية الرحلات المكوكية التي قطعها "الأبيض" مع خوض دورة تايلاند الودية، التي أقيمت في يونيو الماضي، ولم يشارك فيها المنتخب بالتشكيلة الأساسية، وإنما ضمت بعض الأسماء، قبل أن يبدأ المنتخب معسكراً طويلاً في إسبانيا امتد لنحو شهر، وعاد بعدها إلى الدولة، ثم منها إلى معسكر آخر في الصين، الذي سينتقل منه مباشرة إلى اليابان استعداداً لمواجهة "الساموراي" في الجولة الأولى من تصفيات المونديال، قبل أن يعود "الأبيض" إلى الدولة في آخر رحلات الطيران لمواجهة أستراليا في أبوظبي ضمن مباريات الجولة الثانية، بينما يتخلل هذه الرحلات رحلتان إضافيتان للاعبي نادي العين، الذين يشكلون العدد الأكبر للفريق مع لاعبي النادي الأهلي، إذ يسافر لاعبو «الزعيم» من الإمارات إلى طشقند في أوزباكستان، قبل أن يتوجهوا منها إلى الصين للالتحاق بالمعسكر الإعدادي لمباراة اليابان.
وتابع اللاعب الدولي السابق عبدالرحمن محمد، أن لاعبي المنتخب قطعوا ساعات طويلة في السفر خلال الفترة الماضية، لكنها لم تكن متصلة، وإنما على فترات متباعدة، سواء خلال معسكرات المنتخب، أو لاعبي العين والنصر، خلال ارتباطاتهم مع فريقيهم في دوري أبطال آسيا للآندية، لكن رغم ذلك، فإننا نأمل ألا يؤثر هذا الأمر بصورة سلبية في اللاعبين، خصوصاً قبل مباراتهم المرتقبة مع المنتخب أمام اليابان في بداية مشواره في هذه التصفيات، لاسيما أن هذه المباراة تعدّ مهمة جداً بالنسبة للمنتخب، ويسعى من خلالها إلى تحقيق نتيجة إيجابية، ومسألة إزالة الإرهاق عن لاعبي المنتخب، تتوقف على كيفية التعامل معها من قبل مُعد اللياقة البدنية".
وأوضح أن "لاعبي النصر سالم صالح وخالد جلال، سيلتحقان بالمنتخب بعد رحلة طويلة من قطر إلى الصين، وذلك بعد خوضهما مبارة النصر مع الجيش القطري، أمس، ولكن لديهما فرصة ستة أيام للحصول على راحة قبل مباراة المنتخب مع اليابان، وفارق التوقيت في السفر أحياناً من الممكن أن يكون عاملاً مساعداً للمنتخب"
واعتبر المعلق الرياضي في قناة أبوظبي الرياضية، علي حميد، أن "مسألة تعرض لاعبي المنتخب للإرهاق جرّاء رحلات السفر الطويلة، يتحملها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، نظراً لتزامن روزنامة مباريات دوري أبطال آسيا للأندية مع تصفيات كأس العالم 2018 في روسيا، خصوصاً قرب المسافة الزمنية بين مباراتي العين والنصر الأخيرتين في الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا أمام لوكوموتيف الأوزبكي، والجيش القطري، مع مباراة المنتخب المرتقبة مع اليابان في تصفيات كأس العالم". وأضاف حميد أن "المشكلة التي يمكن أن يواجهها المنتخب ليست في السفر وعملية الإرهاق التي يمكن أن يتعرض لها اللاعبون، خصوصاً أن رحلات السفر تكون على فترات متباعدة وليست دفعة واحدة، وإنما عملية استشفاء اللاعبين من الإصابات، ولذلك فإن كل هذه الأمور تلعب دوراً كبيراً على جاهزية اللاعبين من الجوانب كافة".
وتابع "موضوع تزامن روزنامة دوري أبطال آسيا مع تصفيات كأس العالم فرض على المنتخب، وكان يجب على الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن يتحسب هذا الأمر، وأن يراعي هذه المسألة، من خلال أن تكون هناك فترة راحة للاعبين، تجنباً لتعرضهم لأي نوع من الإرهاق، وكذلك الإصابات".
أما اللاعب الدولي السابق خليل غانم، فقال "صحيح أن السفر ساعات طويلة متواصلة مرهق، لكن هناك فترة راحة يرجع بعدها اللاعب إلى حالته الطبيعية في اليوم الثاني" وأضاف " أن مسألة السفر ساعات طويلة للاعبين تعدّ في تقديري أمراً طبيعياً، لكن من الممكن أن تؤثر بصورة سلبية في اللاعب في حينه، وليس بعد أن يخلد للراحة الكافية".
وأشار خليل إلى أنه "يجب ألا نبدأ في وضع الأعذار للاعبين من الآن قبل أن تبدأ التصفيات بشكل رسمي، لافتاً إلى أن لاعبي الدوري السعودي، مثلاً، يسافرون فترات طويلة في رحلات داخلية في المدن السعودية لخوض مباريات فرقهم في الدوري السعودي، ورغم ذلك لم يتأثروا بهذه المسألة".
أرسل تعليقك