دبي - محمود عيسي
تضع ألعاب القوى، آمالاً كبيرة على تحقيق عداءتي المنتخب الوطني الأول علياء محمد سعيد، وإلهام بيتي، إنجازًا أولمبيًا جديدًا للإمارات، عندما تشاركان في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في ريو دي جانيرو في البرازيل، خاصة وأن الاتحاد الإماراتي للقوى، واللجنة الأولمبية الوطنية، لم يدخرا جهدًا في تجهيز وإعداد العداءتين لهذا الحدث التاريخي الذي يتكرر كل 4 سنوات فقط، ووفرا لهما كل الإمكانيات وخطط التحضير، ومنها التدريب على جبال ووسط غابات إثيوبيا لفترات طويلة من المعسكرات الخارجية، إلى جانب الكثير من البطولات والتدريبات في معسكرات متنوعة أوروبية وآسيوية.
وتعد مشاركة علياء وإلهام، هي التاسعة لألعاب القوى في الدورات الأولمبية، والأكبر في تاريخ أم الألعاب بالتأهل المباشر، على اعتبار أن العداءتين، تأهلتا للمشاركة عبر تحقيق المستوى المطلوب دولياً وأولمبياً، ولم يكن عن طريق بطاقات الدعوة الخاصة. والتي كانت تشارك بها ألعاب القوى الإماراتية من قبل، وتحديداً منذ دورة عام 1984 في لوس أنجلوس، ووقتها شاركت الإمارات، بثمانية لاعبين ألعاب القوى بدون تأهيل.
تعتبر عداءتا المنتخب الوطني، في أفضل حالتيهما الفنية، وهما بحاجة فقط إلى التوفيق، إذ تملك العداءة علياء محمد سعيد، زمناً مميزاً في سباق 10 آلاف متر جري، وقدره 31.10 دقيقة، وهو ما يضعها ضمن قائمة أفضل 8 عداءات في هذا السباق بدورة ريو.. وبالتالي يقربها من الوصول إلى النهائيات، والفوز بميدالية، بينما زمن إلهام بيتي 4.03.70 دقائق في 1500 متر جري، وهو ما يضعها أيضاً ضمن الثمانية الأوائل، مع العلم أنها حققت المركز الثالث في السباق الأخير الذي شاركت فيه ضمن اللقاء الدولي ببرشلونة، ونالت الميدالية البرونزية، بعد منافسة شرسة مع 17 مشاركة، وقطعت مسافة السباق في زمن قدره 4.06.84 دقائق. إلا أنه بلغة ألعاب القوى، عندما تصل إلى نهائيات سباق المسافات الطويلة والمتوسط، يمكن توقع كل شئ على صعيد النتائج، وتبقى كل الاحتمالات واردة، فمثلاً في الأولمبياد الأخيرة بلندن عام 2012، حققت العداءة التركية أسلي شاكر البتكين، الميدالية الذهبية بزمن 4.10 دقائق في سباق 1500 متر جري، قبل أن تسحب منها الميدالية بسبب تعاطيها للمنشطات.. ورقمها يعد في هذا السباق، بطيئاً ولكنها فازت وقتها، لأن الألعاب الأولمبية والعالم في السباقات المتوسطة والطويلة، تعتمد على التكتيك، بمعنى أن من يتحمل أكثر الجري مع المجموعة، تكون فرصته أفضل في الفوز.
مرت علياء وإلهام، بثلاث مراحل من التحضيرات الجادة الأخيرة لدورة الألعاب الأولمبية، بداية من يناير الماضي، عندما خضعتا للمرحلة الأولى من التجهيز، بإجراء جراحة طبية لكل منهما، على يد طبيب فرنسي في فرنسا، لعلاج التهاب أوتار القدم، وهي إصابة معتادة لعدائي المسافات المتوسطة والطويلة، وخضعتا بعدها لفترة علاج تأهيلي لمدة 45 يوماً. وتضمن التدريب الخفيف لكل منهما، ثم كانت المرحلة الثانية بالتدريب في مرتفعات وجبال وغابات إثيوبيا بداية من نهاية فبراير الماضي، ولمدة شهرين، تحت إشراف مدرب إثيوبي، وشاركتا خلالها في مجموعة من البطولات القوية في اختراق الضاحية. والعالم للصالات في بورتلاند بأميركا، ووصلتا إلى المرحلة الثالثة من خطة الإعداد في إبريل الماضي، بالمشاركة في بطولة كل أسبوع تقريباً حتى يوم الخميس الماضي، لتكون محطتهما الأخيرة دورة الألعاب الأولمبية بالبرازيل، تحت قيادة المدرب الصومالي الأصل الأميركي الجنسية جامع آدم.
ودخلت عداءة المنتخب الوطني، إلهام بيتي، في سباق مع الزمن، للحاق بالمشاركة في سباق 1500 متر جري، بدورة الألعاب الأولمبية بالبرازيل، بعد تجدد إصابتها بتمزق في العضلة الخلفية وهناك تفاؤل بإمكانية لحاق العداءة بالدورة على اعتبار أن مسابقات ألعاب القوى ستكون في الختام.
وتتواجد العداءة علياء محمد سعيد، ضمن قائمة أفضل العداءات في تاريخ سباق 10 آلاف متر جري، بزمنها الحالي وقدره 31.10 دقيقة، والغريب أن تلك القائمة تضم عداءات توقفن عن الجري منذ عام 2000، وهو ما يزيد من فرصة عداءة الإمارات، بتحقيق إنجاز أولمبي جديد للإمارات.
أرسل تعليقك