هو أحد الأبنية العريقة الشاهدة على تاريخ مصر الحديث، منذ حكم اسرة محمد على لمصر، وحتى الآن، يحتوى على تراث وتاريخ مصر فى صور مختلفة بداخله تتجسد فى العديد من التحف والوثائق الهامة فى تارخ الدولة المصرية. حيث كان أبناء وأحفاد الخديوي "إسماعيل"، الذين حكموا مصر من بعده مولعين بوضع لمساتهم على قصر عابدين، وعمل الإضافات التى تناسب ميول وعصر كل منهم.
ومن ذلك ما قام به الملك فؤاد الأول ابن "إسماعيل"، والذي حكم مصر فى الفترة من عام 1917 إلى 1936م- بتخصيص بعض قاعات القصر لإعداد متحف لعرض مقتنيات الأسرة من أسلحة وذخائر وأوسمة ونياشين وغيرها، ثم قام ابنه الملك فاروق الأول الذى حكم مصر من عام 1937 إلى عام 1952 باستكمال المتحف وإضافة الكثير من المقتنيات، خاصة فى الأسلحة بأنواعها، وألحق بالمتحف مكتبة متخصصة فى هذا المجال.
وفى عهد الرئيس الأسبق "محمد حسنى مبارك" عاد الاهتمام لهذا القصر العظيم، فتم ترميمه ترميمًا معماريًا وفنيًا شاملًا، وشملت هذه الأعمال تطوير وتحديث متحف الأسلحة بإعادة تنسيقه وعرض محتوياته بأحدث أساليب العرض مع إضافة قاعة إلى المتحف خصصت لعرض الأسلحة المختلفة التى تلقاها "مبارك" من جهات مختلفة.
كما يحتوى المتحف على 5 متاحف بداخله وهى كالتالي:
1-المتحف الحربي
بما شمله من تطوير وما يحويه من مقتنيات، أصبح من المتاحف القليلة المتخصصة فى هذا المجال على المستوى العالمي، ضم قاعات هذا القسم مجموعات نادرة من الأسلحة البيضا ، أخرجتها أيدى صناع مهرة من بلاد العالم الاسلامى وأوروبا ، من عصور مختلفة: ساحة المدافع، قسم الأسلحة النارية، قسم المقتنيات الملكي،
2- متحف السلام
يقع هذا المتحف في خط الزيارة بعد متحف الأوسمة والنياشين والمقتنيات الملكية الخاصة، وهو أحد المتاحف التي أنشئت ضمن خطة ترميم وتطوير قصر عابدين، وخصص هذا المتحف لعرض بعض الهدايا والمقتنيات التي تلقاها الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك من الملوك و رؤساء الدول و كبار ضيوف الدولة، و هكذا الهدايا التى تلقاها في المناسبات الوطنية من جميع أجهزة الدولة وعلي رأسها الاحتفالات بانتصار أكتوبر 1973 .
ويعـرض بالمتحـف مبايعـات مـرسلة للـرئيس السابق مـبارك مـن أفــراد ومنظمات بالجهات المختلفة من أنحاء الجمهورية كتبت تأييدًا له لسياسة السلام التي يتبعها من أجل مصر ومنطقة الشرق الأوسط وبالتالي للعالم أجمع ، ولذلك سمي هذا المتحف بمتحف السلام
3- متحف مقتنيات أسرة "محمد على باشا"
ويحوى العديد من الأوسمة والنياشين الخاصة بالأسرة الملكية، وأدوات وأوانى من الفضة والكريستال والبلور الملون وغيرها من التحف النادرة، بعضها صنع في مصر واغلبها مصنوع في أوروبا وأسيا وأفريقيا والأمريكتين، وأغلب هذه الأوسمة والنياشين تمنح لمن يؤدون للبلاد خدمات جليلة تميزًا لهم عن غيرهم ، كما إنها تمنح للملوك والرؤساء والشخصيات التي لها مواقف تخدم قضايا الوطن .
4- متحف الوثائق التاريخية
ويضم مجموعة من الوثائق النادرة تشمل بعض الفرمانات و الوثائق التي تحكي تطور أحداث مصر السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية منذ تولى محمد علي باشا الحكم سنة 1805، وحتى نهاية حكم فاروق الاول عام 1952م,
5- متحف الفضيات
أضيف هذا المتحف لمتاحف قصر عابدين عند إعادة افتتاحه في 17/10/1998، وكان الغرض منه عرض مقتنيات الأسرة المالكة من الفضة والصيني والكريستال والجاليهات داخل المتحف منذ عهد الخديوي إسماعيل، وحتى عهد الملك فاروق الأول أخر ملوك مصر.
ويعرض بهذا القسم أهم المقتنيات وأكثرها تنوعًا وجميعها مصنوع من الفضة، وهي عبارة عن أدوات وأواني وتحف تستخدم في تناول الأطعمة والمشروبات في الحفلات والولائم التي كانت تقام في المناسبات المختلفة الخاصة بملوك وأمراء أسرة محمد علي باشا، وبه
قسم الصيني، وقسم الكريستال، وقسم الجالية.
وهكذا أصبح قصر عابدين مجمع للمتاحف المتنوعة تم ربطها بخط زيارة واحد يمر من خلاله الزائر بحدائق القصر مما يتيح للزائر المتعة الثقافية والترفيهية معًا.
ويتم الآن تجديد متحف قصر عابدين، وسيتم إعادة افتتاحه مرة أخري للجمهور، ليكون الفرصة لمتابعة تاريخ مصر الحديث عن قرب، ومشاهدة تحف أثرية تعود أعمارها لقرون.
أرسل تعليقك