أم القيوين - جمال أبو سمرا
أكد وكيل وزارة البيئة والمياه المساعد لقطاع الموارد المائية في الوكالة سلطان علوان أن مركز الشيخ خليفة للأبحاث البحرية يعمل على تغذية المحميات الطبيعية بالإصبعيات على امتداد سواحل الدولة لتنمية الثروة السمكية وذلك من خلال إجراء الدراسات والأبحاث والتجارب على الأنواع المحلية.
بالإضافة إلى تشجيع ودعم المزارع السمكية المحلية وتعزيز المخزون السمكي بطرح صغار الأسماك في الخيران ومواقع تكاثر الأسماك، مبيناً أن المشروع الذي تبلغ مساحته 7300 متر مربع والذي يتألف من مفقس واحد تم تشغيله نهاية العام الماضي، حيث يقوم بإنتاج يرقات وإصبعيات الأسماك الاقتصادية محلياً ومنها الهامور والسبيطي والشعم والقابط .
والتي سيتم إعادة طرحها في العديد من الخيران والمناطق البحرية المحمية بالدولة بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية بالدولة بحيث سيتم إنتاج حوالي 3.5 ملايين إصبعية من الأسماك في السنة الأولى و6.5 ملايين في السنة الثانية حتى يصل الإنتاج إلى حوالي 10 ملايين في السنة الثالثة من المشروع.
وأوضح سيسهم تشغيل المفقس في تعزيز وبناء القدرات والكوادر الوطنية في مجال استزراع وتربية الأحياء المائية، مبيناً أنه بموجب اتفاقية تم إبرامها من قبل سيتم عمل برنامج تدريبي لموظفي الوزارة حول إدارة وتشغيل المفقس، وتدريبهم على جميع مراحل الإنتاج المطلوبة مثل تقنيات إنتاج الأغذية الحية وصحة الأسماك.
وفرز ونقل وطرح الإصبعيات وأمهات الأسماك كما سيتم إجراء دراسة وإعداد خطة سنوية لتحديد المواقع والطرق المناسبة لطرح إصبعيات الأسماك في البيئة البحرية الأمر الذي سيشجع دخول القطاع الخاص في مجال الاستزراع السمكي بالدولة كوسيلة لزيادة الإنتاج وتخفيف جهد الصيد على المصائد الطبيعية.
ولفت إلى أن الإمارات قطعت شوطا كبيرا في مجال استزراع الأحياء المائية، عن طريق وضع الأسس الرئيسة لعمليات تربية وإنتاج الأحياء المائية، عبر وضع الاشتراطات اللازمة لتنمية الاستزراع المستدام.
حيث تم إنشاء مركز خليفة للأحياء البحرية والذي يعتبر من أهم المراكز على المستوى الإقليمي والمنطقة من حيث استخدام المعرفة الحديثة والتقنية المتطورة والابتكار والإبداع في مجال إجراء الدراسات والأبحاث المتعلقة بالبيئة البحرية، والذي سيقوم على تغذية المحميات الطبيعية بالإصبعيات على امتداد سواحل الدولة، من أجل حماية وتنمية الثروة السمكية، من خلال إجراء الدراسات والأبحاث والتجارب على الأنواع المحلية.
وأضاف: تأسست إدارة مركز أبحاث البيئة البحرية في أم القيوين في العام 1984 لتعزيز وتنمية الثروات المائية الحية، وتطوير الدراسات والأبحاث البحرية الرامية إلى حماية البيئة البحرية من التلوث والحفاظ على المخزون السمكي، حيث تقوم بعمل الدراسات البحثية في مجال البيئة البحرية والثروات المائية الحية.
وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية، وكذلك إجراء الدراسات والأبحاث المتعلقة بعلوم البحار البيولوجية والكيميائية والفيزيائية، هذا بالإضافة إلى مراقبة ملوثات البيئة البحرية بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة، حيث يتم نشر نتائج الأبحاث والدراسات للاستفادة من تطبيق نتائجها على مختلف المستويات.
وتابع: من الأنشطة التي تقوم بها إدارة مركز أبحاث البيئة البحرية في أم القيوين استزراع الشعاب المرجانية التي تعتبر من أهم الأنشطة التي تسهم في تحسين مستوى حماية المناطق الأحيائية والبيئات الهشة، حيث تنبع أهمية النشاط بكونه يأتي في إطار الجهود الرامية إلى تأهيل البيئات الهشة التي تعرضت في الماضي إلى العديد من الضغوط والتحديات الطبيعية والبشرية.
ونجح المركز في استزراع 24 نوعاً من الشعاب المرجانية باستخدام تقنيات حديثة لإكثار اكبر عدد ممكن تحت الظروف البيئية المناسبة، وتم اختيار 10 أنواع منها للتثبيت، حيث أثبتت معدلات نمو عالية ونفوق قليلة، فقد تم تثبيت نوعين في الساحل الشرقي للدولة بعدد 800 مستعمرة ويتم حالياً تثبيت 8 أنواع بأم القيوين والذي سيصل عددها إلى 2000 مستعمرة.
وذكر أن الدراسات التي تقوم بها الإدارة تتنوع لتعزيز الثروات السمكية ومنها دراسات بيولوجية لتحديد مواسم تكاثر الأسماك الاقتصادية لـ 22 نوعاً أهمها "بدح والصافي العربي والقابط والفسكر والهامور والشعرى وبياح وكنعد" ودراسة التنوع والكتلة الحيوية للهائمات النباتية بالمياه البحرية للدولة ودراسة لتأهيل.
وتثبيت الشعاب المرجانية بالمناطق الساحلية المتضررة ودراسة لتقييم تأثير معدات الصيد وأدوات الصيد على الأسماك "القراقير والضغوة" ودراسة معاينة انزال أسماك الكنعد بالدولة في الإضافة إلى طرح إصبعيات الأسماك الاقتصادية في المحميات والخيران البحرية.
وتعمل الإدارة على دعم المخزون السمكي في مياه الدولة من خلال استزراع وإنتاج عدد من الأسماك المحلية الاقتصادية مثل " الهامور والسبيطي والقابط والصافي والشعري والبياح والشعم والينم" وإطلاقها على سواحل الدولة في مناطق المحميات وانتشار أشجار القرم والخيران، حيث تم طرح 510 آلاف إصبعية خلال عام 2014.
كما ينتج المركز أسماك الهامور والصبيطي والصافي والشعري والشعم كما تم إجراء التجارب لإنتاج أنواع أخرى في السنوات الماضية كالقابط والينم والبياح، حيث تمر عملية إنتاج الإصبعيات بعدة مراحل أبرزها رعاية الأمهات من حيث التغذية وتوفير البيئة المناسبة بهدف إنتاج بيض، ثم مرحلة جمع البيض، توجد بأحواض رعاية الأمهات فتحة خاصة لتجميع البيض .
حيث يوضع بها شبك خاص ذو سعة فتحات 450 ميكروناً تسمح بجمع البيض والتخلص من الفضلات الذائبة مع الماء، ثم مرحلة فصل البيض المخصبة عن البيض غير المخصبة.
ويتم حساب البيض قبل نقلها لأحواض الفقس، ثم مرحلة نقل البيض المخصبة لأحواض الفقس وتبقى لمدة 18-24 ساعة للفقس، ثم يتم حساب عدد اليرقات ومن ثم تنقل لأحواض رعاية اليرقات، وتستمر بأحواض الرعاية لمدة 3 أشهر ثم يتم طرحها في المحميات ومناطق انتشار أشجار القرم والخيران.
أكد وكيل الوزارة المساعد لقطاع الموارد المائية في الوكالة في وزارة البيئة والمياه سلطان علوان أن وزارة البيئة والمياه تحرص على تشجيع مشاريع تعزيز المخزون السمكي، حيث تقوم بمراجعة نطاق التشريعات لتعديلها بما يتوافق مع التطلعات المستقبلية للاستثمار في هذا المجال، بالإضافة إلى إقامة الملتقيات والمعارض حول الاستثمار بمشاريع استزراع الأحياء المائية.
كما تعمل الوزارة على تشجيع الصيادين والمزارعين وهواة تربية الأسماك من خلال تقديم الاستشارة الفنية لهم وتزويدهم بالإصبعيات السمكية، وسنوياً يتم تقديم هذه الاستشارة لحوالي 100- 200 مستفيد وأكثر.
وأضاف أن الوزارة تحرص كذلك على تنظيم الملتقيات والمعارض حول الاستثمار بمشاريع استزراع الأحياء المائية، حيث يتم حالياً تنظيم ملتقى ومعرض "أكوا مي" وهو خاص بتربية الأحياء المائية من 16 إلى 18 آذار / مارس العام الجاري، وذلك تنفيذاً لاستراتيجية الوزارة في تعزيز الإدارة المتكاملة لاستدامة الموارد المائية وحماية وتنمية الثروات المائية الحية التي تعتبر من أولويات رؤية الإمارات 2021.
أرسل تعليقك