الشهية المفرطة على تناول الأسماك في هونغ كونغ تهدد المحيطات
آخر تحديث 21:11:18 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الشهية المفرطة على تناول الأسماك في هونغ كونغ تهدد المحيطات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الشهية المفرطة على تناول الأسماك في هونغ كونغ تهدد المحيطات

الشهية المفرطة على تناول الأسماك في هونغ كونغ تهدد المحيطات
هونغ كونغ - أ.ف.ب

يعشق الكثير من السياح والذواقة في هونغ كونغ تناول الاسماك وثمار البحر، لكن بسبب تقنيات الصيد غير المراعية للبيئة تزخر قوائم الطعام المحلية بالأنواع البحرية المهددة ما دفع بالناشطين البيئيين الى التحرك سعيا لتغيير العادات الغذائية السائدة.

وتعتبر هذه المستعمرة البريطانية السابقة ثاني اكثر المناطق استهلاكا للمنتجات البحرية في آسيا مع معدل 71,2 كليوغراما لكل نسمة سنويا، اي اكثر من اربعة اضعاف المعدل العالمي بحسب فرع هونغ كونغ في الصندوق العالمي للطبيعة.

وتنتشر الأسماك وسرطانات البحر والمحار بكثرة على قوائم الطعام في المطاعم الراقية. ونظرا للحاجة الى ان يكون الطعام طازجا بأكبر نسبة ممكنة، يختار الزبون السمكة التي يريد تناولها في وقت تكون لا تزال فيه حية وتسبح داخل حوض للاسماك.

وتضم قائمة الاطباق الاكثر استهلاكا في هونغ كونغ انواعا عديدة بينها السلطعون المشوي مع المعكرونة والكركند الحار مع صفار البيض المملح.

هذه المدينة التي تعد سبعة ملايين نسمة تعتبر واحدة من اكبر مستوردي المنتجات البحرية في العالم لأن مياه هذه المنطقة الخاضعة لحكم ذاتي والتي اعيدت الى سيادة الصين سنة 1997 افرغت من اسماكها منذ زمن طويل.

كما أن اكثر من 50 % من الاجناس التي تطهى في المطاعم التقليدية في هونغ كونغ مصدرها موارد "قليلة الاستدامة" بحسب "مؤشر احواض الاسماك" الصادر عن الصندوق العالمي للطبيعة.

ويقول مدير قسم الحفظ في الصندوق العالمي للطبيعة في هونغ كونغ غايفن ادواردز لوكالة فرانس برس ان "الصيد المفرط يؤدي الى انهيار المخزونات ويدفع بالكثير من الاجناس الى شفير الاندثار، لكن هذه الانواع لا تزال تقدم على قوائم الطعام".

ومن بين هذه الانواع المقدمة ثمة منتجات يتم الاستحصال عليها عبر وسائل مثيرة للجدل مثل الصيد بمادة السيانيد او الصيد المفرط وفق ادواردز.

ونشر الصندق العالمي للطبيعة اخيرا عبر الانترنت قائمة بالمنتجات المستدامة مطالبا المطاعم بالاكتفاء بتقديم انواع بحرية لا تهدد استمرار المحيطات.

الا ان تحقيق هذا الهدف لا تزال دونه عقبات.

تيد ماهيزاوا طالب ياباني في الثانية والعشرين من عمره يزور هونغ كونغ. وقد تناول لتوه طبقا من الاسماك في محلة ساي كونغ الساحلية المعروفة بمطاعمها المميزة.

ويقر ماهيزاوا بأنه يجهل مدى "الاستدامة" للاصناف المقدمة له خلال وجبة الطعام التي تشمل سمك الهامور المطهو على البخار والقريدس. ويقول "صحيح أننا نفضل الا نعرف الكثير عن الموضوع"، وذلك خلال جلوسه على بعد مترين من احواض اسماك تعج بالأسماك المرجانية وسرطانات البحر الحية.

كذلك تشير جانيس فونغ خلال انتظار تقديم الطعام لها في مقهى على قمة بيك التاريخية في هونغ كونغ الى ان قلة من المطاعم تطلع زبائنها على مصدر الاسماك المقدمة فيها. وتقول "اذا ما قصدنا مطعما فاخرا او متاجر متخصصة، سيفصحون ربما عن مصدر هذه الاسماك". لكنها تؤكد أنه "في حال قيل لي إنني اتناول صنفا مهددا فإنني سأتفادى ذلك".

والتزم المطعم بتوصيات الصندوق العالمي للطبيعة رافضا على سبيل المثال تقديم زعانف اسماك القرش ضمن اطباقه.

ويوضح الطاهي في المطعم وليام تشانغ لوكالة فرانس برس خلال انجازه طبقا من الرافيولي بثمار البحر "الناس لا يلاحظون بالضرورة الفرق اذا ما تجنبنا تقديم زعانف اسماك القرش في المقبلات".

ويعتبر ان الخطوة الأولى يجب أن تقوم بها المطاعم على طريق تغيير العادات الغذائية.

كما أن بعض المزودين العاملين في قطاع المطاعم يحاولون تغيير السلوكيات الخاطئة في هذا المجال.

ويأمل مارك كووك المصرفي السابق والعامل حاليا في مجال تربية اسماك الهامور، في المساهمة بالحد من تقديم الانواع المهددة. وقد منحت مزرعته في ين لونغ شمالي هونغ كونغ شعار "مؤسسة للاصناف المستدامة" من جانب الصندوق العالمي للطبيعة سنة 2013.

ويقول "لدينا حوالى 35 الف سمكة. حتى لو أكلناها كلها لن يكون لذلك تأثير على النظام البيئي لأن هذه الاسماك لم تكن يوما في المحيطات".

الا ان بعض اصحاب المطاعم يخشون تكبد خسائر في حال تعديلهم لقوائم الطعام المقدمة لديهم.

ويلفت نغ واي لون احد اصحاب مطعم شوين كي للاطباق البحرية في ساي كونغ الى ان "الكثير من زبائننا يقصدوننا من بر الصين الرئيسي ويطلبون امورا لم يعرفوها من قبل"، مضيفا "هم يحبون اختيار الاسماك الملونة (...) او الاسماك البرية بعد فترة وجيزة على صيدها".

ويشير ايضا الى ان تقديم مواد مستدامة سيتطلب من مطعمه الاستغناء عن 70 % من الاصناف الموجودة على قائمة الطعام.

لكن مع ذلك ثمة تقدم حاصل على هذا الصعيد وفق الناشطين البيئيين. "فقد أظهر استطلاع حديث للرأي أن 80 % من المستهلكين يرفضون شراء انواع غير مستدامة من الاسماك في حال كانوا على بينة من ذلك" وفق غايفن ادواردز.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشهية المفرطة على تناول الأسماك في هونغ كونغ تهدد المحيطات الشهية المفرطة على تناول الأسماك في هونغ كونغ تهدد المحيطات



GMT 02:18 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أمطارا غزيرة وعواصف في ولايات أميركية متأرجحة

GMT 02:16 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إندونيسيا تعلن إجلاء آلاف الأشخاص في أعقاب ثوران جبل ليوتوبي

GMT 02:06 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جوجل تعلن عن تحديث جديد لنموذج Gemini 1.5 Pro

GMT 02:05 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد الإصابات بفيروس غرب النيل في ألمانيا

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 19:50 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:14 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

موناكو يتعادل مع ريمس في الدوري الفرنسي

GMT 20:28 2018 السبت ,03 آذار/ مارس

طريقة تحضير سلطة البطاطا الحلوة

GMT 12:22 2013 السبت ,06 تموز / يوليو

الإنتاج الرقمي تخصص مطلوب في سوق العمل

GMT 05:24 2015 الأحد ,21 حزيران / يونيو

مشروع لحماية القمم الخلابة في جبال اسكتلندا

GMT 20:01 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

قصات شعر لعيد الأضحى 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates