أعلنت دولة الامارات عن سلسة من المبادرات التي تهدف إلى تسريع نشر الطاقة النظيفة دعما منها لأجندة المنظمة الرامية الى مضاعفة الحصة العالمية للطاقة المتجددة مع حلول عام 2030 وذلك في إطار مشاركتها في المنتدى السنوي الثاني الذي ترعاه الأمم المتحدة تحت عنوان "طاقة مستدامة للجميع".
وتشمل المبادرات التي أطلقتها الدولة عددا من السياسات والاجراءات الداخلية مثل رفع مستويات الإنتاج المنشودة للطاقة المتجددة في دبي الى ثلاثة أضعافها فضلا عن جملة من المبادرات التي تعنى بتمكين النساء وتسمية فائزين جدد لجائزة زايد لطاقة المستقبل وتوسيع نطاق برنامج المساعدات بمجال الطاقة المتجددة الذي تجاوزت قيمة منحه الخاصة بالدول النامية الـ 750 مليون دولار منذ عام 2013.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة رئيس مجلس إدارة "مصدر" عضو اللجنة الاستشارية لمبادرة الطاقة المستدامة للجميع إن العمل على ضمان مصادر مستدامة للطاقة يعد واحدا من السمات الأساسية المميزة للسياسة الخارجية لدولة الإمارات وذلك انطلاقا من التزامها بتطوير ونشر حلول ومشاريع الطاقة المتجددة محليا وفي مختلف أنحاء العالم.. ويتماشى هذا الالتزام مع رؤية القيادة بضرورة ضمان أمن الطاقة والعمل لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والحد من تداعيات تغير المناخ.
وأضاف أن دولة الإمارات تمتلك موارد وفيرة من الموارد الهيدروكربونية.. والتزاما منها بمسؤولياتها كمزود رئيسي للطاقة تسعى لتعزيز أمن الطاقة العالمي من خلال تنويع مزيج الطاقة ليشمل الطاقة المتجددة ونسعى لتحقيق ذلك من خلال التعاون وتوحيد الجهود مع الأصدقاء الذين يشاركوننا هذه الرؤية بمن فيهم مبادرة الطاقة المستدامة للجميع.
كما كشفت دولة الإمارات عن التزامات جديدة ضمن نشاطات صندوق أبوظبي للتنمية وبالشراكة مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا" فضلا عن 11 مشروعا تندرج ضمن صندوق الشراكات لدولة الإمارات مع دول المحيط الهادئ والذي تصل قيمتها إلى 50 مليون دولار.
وأعلنت الإمارات عن الانتهاء من تنفيذ بعض التزاماتها الأخرى مثل انشاء مزرعة الرياح في سيشيل ومشاريع الطاقة في أفغانستان ومحطة الطاقة الشمسية في موريتانيا التي تشكل نحو 10 في المائة من قدرة البلاد التوليدية.
وفي هذا الصدد قالت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة سعادة لانا نسيبة إن مسألة الطاقة المستدامة أمر لا جدال فيه إذ تشكل حلقة الوصل بين ثلاث قمم ستعقدها الأمم المتحدة هذا العام هي قمة التمويل من أجل التنمية و أجندة ما بعد 2015 ومؤتمر الأطراف في باريس" COP21 " .. وأضافت أن مسألة نشر الطاقة المتجددة يشكل واحدا من أكثر المواضيع المؤثرة التي تتطلب اهتمام المانحين وإصلاحات محلية.
كانت الإمارات قد تمكنت من خلال نهج سياساتها الواضحة من تحقيق انجاز عالمي في مجال خفض تكلفة الطاقة الشمسية بمقدار 5.84 سنت للكيلووات/ ساعة أي أقل من تكلفة الغاز الطبيعي.
وقد شجع هذا الإنجاز السلطات في دبي على رفع الطاقة المتجددة لمستويات الإنتاج المنشودة الى ثلاثة اضعاف لتصل الى 15 في المائة مع حلول 2030 وفي خطوة تستهدف الاسواق تم الإعلان عن عطاءات لمشاريع في الطاقة الشمسية تصل لألف ميغاوات في الوقت الذي تصل قدرة المنطقة الخليج على انتاج الطاقة المتجددة لأقل من 200 ميغاوات.
وتعد هذه الخطوة مكملة للتوسيع المضطرد الذي تنتهجه دولة الإمارات و"مصدر" في مجال استثمار الطاقة النظيفة في الأسواق الخارجية مثل بريطانيا والأردن فضلا عن تقديم الطاقة المتجددة الى المنطقة كنهج وفكر من خلال ريادتها في انشاء أول محطة شمسية في عام 2009.
واستعرضت "مصدر" خلال المنتدى مبادرتها في مجال تعزيز دور النساء في مجالات الطاقة المستدامة والبيئة والطاقة المتجددة التي أطلقتها في يناير الماضي بحضور 30 ألف شخصية ضمن أسبوع الطاقة المستدامة في أبوظبي.
وتتيح المبادرة تسليط الضوء على النساء القياديات عبر اشراكهن في الفعاليات العالمية التي تعنى بمجال تكنلوجيا الطاقة النظيفة والابداع فضلا عن تشجيع استقطاب المزيد النساء لهذه المجالات.
كما أعلنت "مصدر" خلال المنتدى عن الفائزين الجدد بجائزة زايد لطاقة المستقبل وهي إحدى الجوائز الرائدة في مجال الطاقة النظيفة والمستدامة التي تصل قيمتها لأربعة ملايين دولار سنويا.
أرسل تعليقك