اعلنت الامم المتحدة ان فيضانات في منطقة حدودية في كوريا الشمالية ادت الى مقتل 133 شخصا على الاقل وفقدان 395 آخرين وتدمير منازل آلاف السكان بينما تحدثت بيونغ يانغ عن "صعوبات كبيرة" في تلك المنطقة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة (اوشا) نقلا عن ارقام كورية شمالية رسمية ان حوالى 107 آلاف شخص اضطروا لاخلاء منازلهم بسبب فيضان نهر تومين الذي يشكل جزء منه الحدود بين كوريا الشمالية والصين وجزء آخر الحدود بين كوريا الشمالية وروسيا.
ووصفت وسائل الاعلام الكورية الشمالية الامطار الغزيرة التي ادت الى الفيضانات في المنطقة الشمالية الشرقية المتاخمة للصين وروسيا، بانها الاسوأ منذ عقود، مشيرة الى انها تسبب صعوبات جمة للسكان.
واعلنت وكالة الانباء الكورية الشمالية عن "اعادة توجيه جميع الجهود نحو بناء المساكن لتأمين مأوى دافىء للاشخاص الذين تضرروا من الفيضانات"، في حملة تستمر مئتي يوم.
ولأن البنى التحتية والمرافق الملائمة غير متوافرة، تتأثر كوريا الشمالية كثيرا بالكوارث الطبيعية، ولاسيما الفيضانات الناجمة عن انحسار الغابات على التلال.
وصيف 2012، اسفرت فيضانات وانزلاقات للتربة على اثر امطار غزيرة عن سقوط 169 قتيلا و400 مفقود. كما ادت الى تهجير اكثر من 212 الف شخص واتلاف 650 كلم مربع من الاراضي المزروعة، كما ذكرت وسائل الاعلام الرسمية الكورية الشمالية.
وتخصص كوريا الشمالية الجزء الاكبر من موارد الدولة لبرنامجيها النووي والبالستي اللذين تؤكد بيونغ يانغ انهما يهدفان الى ردع اي عدوان اميركي.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في بيانه ان الفيضانات الحقت اضرارا في اكثر من 35 الف منزل دمر 69 بالمئة منها، حسب بيان الامم المتحدة الذي صدر الاحد ووزع الاثنين. كما تضرر 8700 مبنى بسبب ارتفاع مستوى المياه الناجم عن امطار غزيرة.
واوضح البيان ان المياه غطت حوالى 16 الف هكتارا من الاراضي الزراعية موضحا ان 140 الف شخص يحتاجون الى مساعدة عاجلة.
وتابع المصدر نفسه ان مجموعة من وكالات الامم المتحدة ومنظمات غير حكومية دولية وللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الصليب الاحمر الكورية الشمالية زارت اجزاء من المنطقة التي ضربتها الفيضانات الاسبوع الماضي لتقييم الاحتياجات.
واضافت ان هذه الوكالات ارسلت مواد اغاثية من مخزوناتها الى كوريا الشمالية مثل الاغذية والخيام ومعدات الطبخ وتنقية المياه ومواد صحية.
وتعمل الحكومة الكورية الشمالية على اعادة فتح الطرق بسرعة وتقوم بتوزيع مواد للاغاثة والبناء. واولويتها هي بناء عشرين الف منزل بحلول الاول من تشرين الاول/اكتوبر قبل بدء فصل الشتاء القاسي في شبه الجزيرة الكورية.
- من الفيضانات الى "عالم سحري" -
اشادت وسائل الاعلام الكورية الشمالية بتحرك حزب العمال الحاكم في مواجهة الكارثة في اقليم هامجيونغ الشمالي.
وكتبت صحيفة "رودونغ سينمون" الناطقة باسم الحزب الحاكم الاثنين ان الهدف هو "تحويل المنطقة الى عالم سحري في عصر حزب العمال خلال عام واحد بجهود الوحدة العظيمة بين الجيش والشعب".
واضافت ان "الحزب ينظر بطريقة مسؤولة الى العمل على الاهتمام بحياة الناس ويعتبر انه اهم قضية وواجب وقدم باستمرار قصصا اسطورية عن حبه للشعب".
ويتألف الجزء الاكبر من كوريا الشمالية من تلال وجبال لكن سفوحها شهدت انحسارا في الغابات في اطار جهود للحصول على وقود او لتحويلها الى حقول للارز. وهذا ما يسمح لمياه الامطار بالتدفق بسرعة بلا عوائق.
وكانت فيضانات وامطار غزيرة ادت الى مجاعة حصدت من 1994-1998 مئات الاف الضحايا. ومما ادى الى تفاقم الوضع سوء الادارة الاقتصادية وتوقف الدعم السوفياتي.
وقالت منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) في نيسان/ابريل انها تتوقع ان يتفاقم النقص الحاد في المواد الغذائية في كوريا الشمالية نظرا لتراجع المخزونات العام الماضي وهذا العام حيث "افادت تقديرات ان معظم العائلات تعاني من نقص في استهلاك المواد الغذائية او تكاد تصل الى العتبة المحددة".
من جهته، يعد مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بعد اجرائها تجربة نووية الجمعة.
أرسل تعليقك