أبو ظبي ـ صوت الامارات
أكدت شركة مصدر أن تقنيات تحلية المياه بالطاقة المتجددة تساهم بشكل فاعل في تلبية الاحتياجات المائية لكاليفورنيا في الولايات المتحدة والتخفيف من حدة الجفاف الذي تعانيه الولاية. وتشارك مصدر في المؤتمر الدولي السنوي لتحلية المياه بالطاقة الشمسية الذي يقام على مدى ستة أيام في سان دييغو بكاليفورنيا، خلال الفترة من 30 آب/ أغسطس إلى 4 أيلول/ سبتمبر الحالي، حيث تتولى إدارة العديد من ورش العمل التي تقام على هامش المؤتمر الذي يستقطب آلاف المتخصصين في تكنولوجيا المياه.
وتخطط كاليفورنيا، التي يسكنها 1.4 مليون نسمة، وتعد ثامن أكبر مدينة في الولايات المتحدة، للتصدي لتحديات المياه التي تواجهها بإنشاء محطة لتحلية المياه بتكلفة مليار دولار. ومن المقرر أن تدخل المحطة حيز التشغيل الكامل في وقت لاحق العام الحالي. وتدرس البلديات في جميع أنحاء ولاية كاليفورنيا إمكانية إنشاء ما لا يقل عن 15 محطة تحلية لمواجهة تحديات الجفاف الذي تعاني منه الولاية منذ ثلاث سنوات.
وباستثناء محطة سان دييغو، لا تزال محطات تحلية المياه في الولاية في مرحلة التخطيط نظراً للمخاوف المالية والبيئية التي أعاقت تنفيذ هذه المشاريع منذ أن تمت مناقشة أول مشروع مقترح في فترة السبعينيات. إلا أن المحطة التجريبية لتحلية المياه بالطاقة المتجددة في غنتوت بأبوظبي، يمكن أن تقدم حلولاً فعالة وطويلة الأجل لبلديات ولاية كاليفورنيا المهددة بسبب نقص المياه. ويتم إنشاء محطة تحلية المياه بالطاقة المتجددة في غنتوت بإمارة أبوظبي من خلال شراكة بين «مصدر» وأربع شركات رائدة في التكنولوجيا النظيفة، هي أبينجوا الإسبانية، والشركتان الفرنسيتان فيوليا أند سويس، وتريفي سيستمز من كاليفونيا.
وقال الدكتور أحمد عبدالله بالهول، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر» إنه عندما يتعلق الأمر بالأمن المائي، تمثل تجربة الإمارات والإنجازات المتميزة التي حققتها في مجال الأمن المائي مثالاً يحتذى به على الصعيد العالمي. ونجحت الإمارات في تحويل التحديات التي واجهتها إلى فرص مثمرة وتمكنت من الحفاظ على زخم النمو الاقتصادي على مدى العقود الماضية بعد أن جعلت التنمية المستدامة إحدى أولوياتها بعيدة المدى. وفي الحقيقة، فإن المناخ الصحراوي القاسي لمنطقة الخليج التي تصل درجة الحرارة فيها إلى أكثر من 50 درجة مئوية في فصل الصيف، يشكل مصدر إلهام ومحفزاً للابتكار والاستثمار في حلول جديدة لتحلية المياه.
وكانت مصدر قد طرحت مناقصة لإنشاء المحطة وتلقت آنذاك 180 عطاءً، وجاء اختيار الشركات الأربع نظراً لتميزها من حيث الابتكار والريادة في قطاع تحلية المياه العالمي. وأطلقت الشركات الأربع - أو شارفت على الانتهاء - من إنشاء محطات اختبار لتطوير وتطبيق تقنيات متطورة لتحلية المياه على مدى 18 شهراً، حيث ستعمل خلال هذا الوقت على تقييم تلك التقنيات وتحديد أكثرها كفاءة.
وستقوم المحطات الأربع باختبار أحدث الابتكارات التقنية في مجال تحلية المياه بالأغشية، مثل تقنيات التناضح العكسي، والتناضح الأمامي التي تعد أكثر كفاءة من عمليات التحلية الحرارية التي تستخدم عادةً في قطاع تحلية المياه العالمي. وفي المرحلة الثانية، سيتم تشغيل المحطات على نطاق أوسع باستخدام الطاقة المتجددة وصولاً إلى مرحلة التشغيل التجاري بحلول العام 2020. وفي حال تشغيلها بالطاقة الإنتاجية الكاملة، ستوفر محطة التحلية 1500 متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يومياً وهي كافية لتلبية احتياجات ما يقرب من 500 منزل.
أرسل تعليقك