واشنطن - صوت الامارات
تخطط «أيه تي آند تي»، أكبر شركة اتصالات في العالم من حيث القيمة السوقية، لاستثمار 10 مليارات دولار خلال العام الجاري في بيع خدماتها للأعمال حول العالم، في الوقت الذي تسعى فيه للابتعاد عن سباق كسب مستخدمي الهواتف المحمولة المحموم في الولايات المتحدة الأميركية.
ومنذ استحواذها على دايرك تي في، المجموعة المتخصصة في القنوات الفضائية مقابل 49,5 مليار دولار في العام الماضي، حاولت «أيه تي آند تي» إعداد نفسها كشركة تركز على نشاط برامج التلفزيون المدفوعة وخدمات الأعمال التجارية، بدلاً من السوق اللاسلكية للمستهلك التي تستعر فيها حروب الأسعار.
وأعلنت الشركة أن استثمار 10 مليارات دولار، التي تشكل نصف ميزانية استثماراتها، سيتم إنفاقها في سلسلة من المشاريع الجديدة التي تتضمن شبكة ألياف في المكسيك وإنترنت الأشياء.
وتعتبر «أيه تي آند تي»، أكبر شركة من حيث الإنفاق الرأسمالي في أميركا، حيث بلغ حجم استثماراتها في الفترة بين 2012 إلى 2014، نحو 62 مليار دولار، مقارنة مع 46 مليار دولار لشركة فيرزون العاملة أيضاً في مجال الاتصالات ونحو 36 مليار دولار لشركة النفط أكسون موبيل.
ويقول ستيف ماك جاو، مدير التسويق في القسم التجاري لشركة «أيه تي آند تي»: «لم نفصح طيلة السنوات الماضية عن تفاصيل استثماراتنا، إلا أننا عندما نتحدث عن مصروفات رأس المال المتوقعة في حدود 22 مليار دولار، يذهب نصف هذا المبلغ في توفير الحلول المتكاملة للأعمال التجارية حول العالم».
وأضاف أن عملاء «أيه تي آند تي»، يتضمنون ما يقارب الشركات الألف الكبيرة كافة المدرجة في مجلة فورشن الأميركية وما يقارب 60% من المدرجين في مؤشر «فاينانشيال تايمز 100».
وترغب الشركة في زيادة تركيز عملائها على برامج التلفزيون المدفوعة وعلى أقسام حلول الأعمال، التي تشكل نحو 75% من إيراداتها، بدلاً من على فئة مستخدمي الهواتف المحمولة، التي بدأت تفقد عملائها وسط حرب أسعار محتدمة أشعلتها «تي موبايل» وشركة سبرنت.
وفقدت «أيه تي آند تي»، خلال الربع الأخير من السنة الماضية، نحو 256 ألفاً من عملاء الدفع الآجل، الذين يحاسبون على الخدمات المقدمة لهم على نحو شهرين والذين يشكلون أكبر مصادر دخل شركات الاتصالات في العالم.
وفي غضون ذلك، تمكنت تي موبايل من إضافة، 917 ألفاً خلال الفترة ذاتها، بينما أضاقت كل من فيرزون وسبرنت، 449 ألفاً ونحو 366 ألفاً على التوالي.
وذكر فيفك ستالام، المحلل في مؤسسة نيو ستريت البحثية، أنه وبصرف النظر عن استحواذ أيه تي آند تي، على دايرك تي في واستثمارها في الحلول المتكاملة للشركات، لا زالت الشركة تعتمد على مشتركي الهواتف النقالة لنحو 65% من أرباحها التشغيلية.
ويقول: «لا تزال شركات الاتصالات اللاسلكية في أميركا تحقق الفائدة وتتميز بقوة المنافسة، في وقت تعمل فيه سبرنت وتي موبايل، على خفض الأسعار وزيادة الحصص السوقية».
أرسل تعليقك