دبي ـ صوت الإمارات
إنّها هبة من اللّه عندما يُنعم عليك بحماة لا تتدخّل بحياتك وتهتمّ فقط بشؤونها الخاصة، ولكن في الواقع هذه النعمة نادرة جدًا. إن كنت على وشك الزواج أو قد تزوّجت فعلاً من شخصين، أي زوجك وأمّه، فليس أمرًا غريبًا بالنسبة لك أن يسود هذه العلاقة جوّ من الاحباط والتنافس وإن طال هذا الوضع قد يؤدي الى دمار زواجك. في الواقع، يصعب التأقلم مع الحماة ولكن الخطوة الأولى تكمن في فهم السبب الأساسيّ لتصرّفاتها واستيعابه. قد تجدين أنّ الحماة المتسلّطة والغيورة هي عادةً المهيمنة في علاقتها مع زوجها. لذا ستميل أيضًا الى الهيمنة والتحكمّ بحياة أولادها كما فعلت مع زوجها، وستعتبر كلّ امرأة تتزوج من ولدها كمنافسة لها. ستتنافس معك كي تبقى هي المسيطرة على ابنها. وإن قمت بممارسة ضغط على زوجك كي يضع حدًّا لأمّه ستجعلين الوضع أسوأ بكثير؛ لأنّه سيجد صعوبة في الوقوف ضدّ المرأة التّي منحته الحياة والحماية طوال هذه السنوات إلاّ أنّ فرصك لجعله يضع حدًّا لتصرّفات أمّه ستزيد إذا قمت بتطبيق الخطوات التالية:
تقبّلي حماتك كما هي: حاولي أن تتقبلّي حماتك بدلاً من تغييرها من خلال استيعاب تصرّفاتها وشخصيتها. إنّ قاومتها ستصبح أكثر عدائية تجاهك ولكن إن قمت بتقبّل بعضًا من تصرّفاتها ستهدأ لأنّها لن تشعر بعد الآن بالحاجة الى مهاجمتك وسيخفّ تدخّلها في حياتك. لكن هذا لا يعني أن تسمحي لها بأن تتحكمّ بزمام الأمور بل فقط لا تشعريها أنّك أخذت مكانها في حياة ابنها.
أطلبي مشورتها: حاولي التغلبّ عليها في ملعبها الخاصّ. قبل أن تتدخّل في أمورك، أطلبي نصيحتها في مسألة بسيطة قد لا تمانعين أن تأخذي رأيها فيها. في هذه الحالة، لن تجد سببًا أو لن تشعر بالحاجة الى التدخّل في حياتك بما أنّها لا تراك كمنافسة بل كصديقة.
أتركي السلطة لزوجك: يميل الرجل بطبيعته الى حماية النساء في عائلته والاهتمام بهنّ. إن قمت بالضغط عليه كي يضع حدًّا لأمّه فسيشعر أنّك المهيمنة والمتحكّمة في هذا الزواج وسيشعر أنه بحاجة الى حماية أمه لأنها هي من يتعّرض الى هجوم. أتركي السلطة له كونه رّب العائلة وسيبدأ على نحو غريزي بحماية زوجته من أي شخص يشكّل تهديدًا لها حتى إن كانت أمه بذاتها.
لا تقارني نفسك بها: لا تقارني سلوكها بتصرفاتك. إنّك شخص مختلف عنها لذلك تتصرفين بطريقة أخرى. إن قالت حماتك إنّ طعامك مالح دائمًا فهي لا تقول هذا لأنّ طعامك مالح بل لأنّها تشعر أنها أقّل شأنًا منك بسبب معرفتها أنك تستطيعين تغذية ابنها تمامًا مثلها. فهذا يجعلها تشعر أنها مهملة ومنسية. بما أنك تعرفين أنّ حماتك ستنتقد طبخك دائمًا فيمكنك أن تردّي عليها بكلّ إيجابية مثلاً: "لا تقارني طبخي بطبخك لأنّ مذاقه لن يكون لذيذًا أبدًا كطبخك" حتى لو لم تعني ذلك فهذا سيرضيها وستشعر أنّ دورها مت زال مهمًا في حياة ابنها.
احترمي حماتك: يجب أن تظهري الاحترام لحماتك في كلّ الأوقات. فهي تكبرك سنًا وبمقام والديك، كما أن زوجك هو ابنها ويحتلّ مكانة خاصة في قلبها تمامًا مثل مكانة ابنك بالنسبة إليك. وإن أظهرتِ لها الاحترام فلن يكون لديها سبب لمهاجمتك وستشعر بالارتياح تجاهك.
ضعي حدودًا: يجب أن تضعي حدودًا لحماتك ولكن بطريقة ذكية ورقيقة. يمكنك أن تحققي ذلك من خلال شرح أسباب قرارك هذا ولماذا تقومين بتطبيقه على رغم معارضتها له. وعندما تشعر حماتك أنّ قرارك منطقي وليس هجوميًا ستتعلّم احترام هذه الحدود طالما أنك تقومين بتطبيقها بكلّ تهذيب واحترام.
تذكّري أنك ستصبحين في المستقبل القريب حماة لإحداهنّ. ولكي تساعدي نفسك على تفهم تصرفات حماتك، يجب أن تحاولي وضع نفسك مكانها ورؤية الأمور من منظارها في ما يتعلق بابنك. ستتعلمين أن لا يجدر بك أبدًا أن تدخلي في منافسة مع الأمّ لأن الخسارة شبه مضمونة. أيتها السيدات، أتمنى لكنّ حظًا موفقًا لأنكن بحاجة إليه !
أرسل تعليقك