افتتح وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، المؤتمر الدولي الثالث للأورام الذي يعقد في أبوظبي على مدار يومين، بمشاركة 35 متحدثاً من 15 دولة، مؤكدا اهتمام حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بتوفير الرعاية الصحية لاسيما أمراض السرطان والبحث بشكل دائم على أفضل الحلول للوقاية من هذه الأمراض أو الكشف المبكر عنها.
وحضر أكثر من 700 مشارك فعاليات المؤتمر الذي تنظمه مجموعة مستشفيات «في بي إس»، حيث جاء بعنوان «الارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية المُقدمة لمرضى السرطان عبر تعزيز مفهوم الوقاية والكشف المبكر»، حيث ركزت جلسات اليوم الأول من المؤتمر على مجالات البحث والتشخيص والوقاية والعلاج والتأهيل والرعاية الصحية.
ورحب الشيخ نهيان بالحضور، وقال في كلمته «إن حضور خبراء ومتحدثون في المؤتمر اليوم يعكس مدى الاهتمام بالبحث عن الجديد في مجال الوقاية والكشف المبكر لأمراض السرطان التي تنتشر في مختلف بلدان العالم وإن إحصاءات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن ثلث أمراض السرطان يمكن الوقاية منها».
وأضاف أن المؤتمر فرصة لتبادل المعرفة واستعراض أحدث الأبحاث والدراسات التي تمت على أمراض السرطان، مشيرا معاليه إلى أن ليس من مهمة المؤتمر أن يمتلك عصا سحرية لحل المشكلات بل الهدف هو التعرف بكل ما هو جديد والذي يمكن من خلاله خدمة المرضى وتوفير مستوى أفضل من الرعاية الصحية.
ولفت إلى أن النسخة الثانية من المؤتمر العام الماضي شهدت استعراض العديد من الدراسات التي تعد إضافة في علاج السرطانات، موضحا أنه من المتأمل أن نجد أبحاث مبتكرة عن علاجات جديدة أو اكتشافات حديثة في مجال الكشف المبكر عن السرطانات أو علاجها.
وقال الدكتور باري جيمس مارشال أستاذ الطب وعلم الأحياء الدقيقة في جامعة غرب أستراليا وسفير أستراليا الغربية لعلوم الحياة، الحاصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء الطبّ العام: «إن سرطان المعدة يحدث بسبب وجود أنواع معينة من البكتريا»«الهيلوكبكتر»«والتي تم الكشف عنها من خلال فحوصات المنظار الباطني خلال دراسات أجرتها جامعة ويسترن الأسترالية والتي تحتل المرتبة ال 88 عالميا، حيث كشفت هذه الفحوصات عن علاقة هذا النوع من البكتريا ونمو الخلايا السرطانية».
وأضاف أنه في الماضي كان من المعروف أن البكتيريا لا تنمو في المعدة حيث إن بها مواد حمضية إلا أن الفحوصات كشفت أن هذا النوع يعيش في هذا الوسط ويؤدي إلى الأورام السرطانية بالمعدة والذي يشمل أعراض مثل النزيف المعدي والذي يعد من الأمراض التي ترتفع تكاليف علاجها فعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة تكبدت 6 مليارات دولار لعلاج المصابين به«.
وأشار إلى أن العلماء في أوروبا قاموا بالعديد من الدراسات والأبحاث على بكتريا»الهيلوكبكتر«في عام 2012 والتي تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض بالجهاز الهضمي وعلى رأسها سرطان المعدة وأصبح كشف هذا النوع من البكتيريا ضرورة للكشف المبكر عن الأجزاء المصابة واستئصالها.
وقال الدكتور علي عبيد آل علي المدير التنفيذي:إن أهمية المؤتمر تكمن في استعراض الجديد في مجال الفحوصات للكشف المبكر عن السرطانات والتي تسهم بشكل كبير في ارتفاع نسب الشفاء لتقارب 100٪ في العديد من الحالات، مضيفاً أن الكشف المبكر يسهم أيضا في خفض التكاليف التي تتكبدها الحكومات حيث إن علاج حالات الإصابة بالأمراض السرطانية في المراحل الأولى تقل كثيرا في تكلفتها عن المراحل الثالثة والرابعة الأمر الذي يعد ميزة أخرى تضاف إلى ارتفاع نسب الشفاء.
وأشار إلى أن الجلسات العلمية للمؤتمر تركز على أنواع السرطانات الأكثر شيوعا في الإمارات وهي سرطان الثدي والقولون والرئتين علاوة على سرطان الغدة الدرقية والذي يعد من الأمراض المستحدثة ويجري عليها العديد من الأبحاث والدراسات عالميا.
اختتمت جلسات اليوم الأول من المؤتمر أمس، حيث استعرض المتحدثون موضوعات وأوراق عمل خلال الجلستين الأولى والثانية، وركزت فيها الدكتورة رولا شاهين من كندا، على سرطان الثدي وأهمية الفحوصات الدورية للماموجرام والجدل الدائر حول أهميته، علاوة على مناقشة الدكتور حمدي عبدالعظيم من مصر، الخسائر التي يتسبب فيها سرطان الثدي للمجتمع والحكومات.
أرسل تعليقك