لم تعلّق المخرجة ريما الرحباني على الأخبار التي انتشرت منذ أيام عن نيّة الفنان المعتزل فضل شاكر تسجيل ألبومٍ كاملٍ من أغاني السيّدة فيروز، إلا أنّها كتبت مساء أمس عبر حسابها الخاص على الفايسبوك، تحذيراً شديد اللهجة إلى كل من يحاول المسّ بإرث الفنانة الكبيرة من دون الحصول على موافقة خطيّة لأصحاب الحقوق.
وجاء في التحذير أن "إعادة أي عمل فنّي وإعادة التوزيع وإعادة التسجيل والإستغلال على الإنترنت و/أو عبر كافّة وسائل البث الى الجمهور مشروط بالموافقة الخطيّة المُسبقة لجميع أصحاب الحقوق".
وختمت ريما قائلة إنّ أيّة مخالفة لما سبق، سوف تعرّض مرتكبها للملاحقة القانونية.
بدا للوهلة الأولى أنّ ريما تردّ على التساؤلات حول نيّة فضل شاكر الغناء لفيروز، إلا أنّ المفاجأة كانت في أنّ ريما لم تكن تعلم بأنّ الفنان المعتزل يتّجه لغناء أغاني والدتها، ولم تقرأ ما كُتب في وسائل الإعلام عن الموضوع.
وعلّقت ريما على الأخبار المتداولة في جواب على سؤالنا حول حقيقة التعاون بالقول "من المؤسف أن نكون قد وصلنا إلى هنا. هذا ليس بلداً بل مزرعة. تعدٍ وتطاول وإفتراء على جميع الأصعدة بدون رادع ولا رقيب".
ويبدو أنّ الأمر أثار غضب ريما، خصوصاً أنّ فضل محكوم غيابياً في قضية ما يعرف بأحداث عبرا، بتهمة انتمائه إلى تنظيم مسلح والقيام بأعمال إرهابية وقتال الجيش اللبناني، وشريحة كبيرة من اللبنانيين تقف منه موقف العداء، فرفعت السقف عالياً بالقول "من المعيب أنّني أضطر إلى أن أقول ما أقوله لتحصيل حقّي بيدي بدل أن يكون من الأساس خطاّ أحمر ممنوع لأيٍ كان المسّ فيه لا سلباً ولا إيجاباً!".
وتابعت "هيدا إسمو تطاول وإفتراء وسرقة وتعربش ع تعب ومجد الآخرين".
وأبدت ريما عتبها الشديد على الإعلام لتناقله أخباراً غير موثوقة، مؤكّدة أنّها لا تتابع ما يكتب رأفةً بنفسها وبالأخرين لأنّه لا يمكنها السكوت عمّا أسمته بالشواذ.
وأكّدت أنّ الإعلام يتحمّل جزءاً كبيراً من الفوضى الحاصلة والتدهور المرعب في كل المجالات. وتابعت "لولا الإعلام لانتهت الكثير من الأمور قبل أن تبدأ للأسف".
من جهة ثانية، كشفت ريما الرحباني عن مفاجأة جديدة، تمثّلت بمسرحيّتي "فيلم أميركي طويل" و"بالنسبة لبكرا شو" لشقيقها زياد الرحباني، اللتين عرضتا قبل عامين في صالات السينما اللبنانية، مؤكّدة أنّ العملين اللذين عرضا على خشبة المسرح قبل أكثر من أربعة عقود، لم يجّهزا أصلاً ليعرضا في السينما، وأنّ ما حصل كان بمثابة ضرب احتيال من شركة إنتاج أخلّت باتفاقها معها ومع شقيقها.
وردّت ريما بأنّ ما حصل هو من أكبر ضروب الاحتيال، لأنّ المسرحيتان كان من المفترض أن يعرضا ضمن موقع إلكتروني خاص بزياد فقط، وكانت فكرة عرضهما في السينما أو بيعهما ضمن DVD أو المتاجرة بهما مرفوضة كلياً لأنّهما من حيث النوعية تمّ تصويرهما بشكل بدائي جداً.
وتابعت"كان ضرب احتيال من قبل الشركة التي أخذتهما تجاه زياد أولاً وتجاهي ثانياً وتجاه الجمهور ثالثاً".
وأكّدت ريما أنّها كانت موجودة لدى الاتفاق مع الشركة، وأنّها كانت تحفظ المسرحيتين برموش عينيها طوال السنوات الماضية، وأنها سافرت إلى ألمانيا ونسختهما، وصحّحت ألوانهما وقامت بعمل المونتاج في لبنان، وقامت بتسليم المواد الخالصة التي عرضت كما سلّمتها بدون أي إضافات، وأشارت إلى أنّها أبعدت كلياً وحُذف اسمها، ولم تدفع حقوقها الماديّة.
ريما التي تفضّل عدم الإدلاء بتصريحات صحفية، تفضّل استخدام صفحتها على الفايسبوك كمنصّة للردّ على تساؤلات متابعيها، وتخوض منذ سنوات حرباً شرسة للحفاظ على إرث والديها في بلدٍ لا يحترم حقوق الملكيّة الفكرية، وغالباً ما تصطدم بردود من أشخاص يعتبرون أنّ فيروز وأعمالها ملكيّة عامّة لا يحق لأحدٍ امتلاكها حتى صاحبة الإرث نفسه.
وبالعودة إلى فضل شاكر المتواري عن الأنظار، يبدو أن ثمّة سيناريوهان أحدهما أن يكون فضل بصدد تسجيل ألبوم للسيدة فيروز دون أخذ الإذن من أصحاب الحقوق، وثانيهما أنّه قد يكون أخذ الإذن من بعض الورثة، ما يتنافى مع تحذير ريما التي دعت إلى أخذ موافقة جميع أصحاب الحقوق تحت طائلة الملاحقة القانونية، بانتظار ما ستسفرعنه الأيام المقبلة.
أرسل تعليقك