استضافت اوبرا دبي الاربعاء التينور الاسباني بلاسيدو دومينغو، في امسية هي الاولى لصالة العرض التي تراهن عليها الامارة لحجز مكان لها على الخريطة الثقافية والموسيقية العالمية.
وافاد منظمون ان التينور، وهو من الابرز عالميا، بدأ عرضه مساء في الاوبرا، امام حضور ملأ القاعة التي تتسع لزهاء الفي شخص.
والامسية هي الاولى في المبنى ذي الواجهة الزجاجية المقام وسط دبي قرب برج خليفة الاعلى في العالم، والذي استوحي تصميمه من المراكب الشراعية الخشبية ("الداو") التي تشتهر في الخليج ودبي.
وقبيل بدء الامسية، زار نائب رئيس الامارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، دار الاوبرا، بحسب شريط مصور عرضه المكتب الاعلامي لحكومة دبي.
وقال "التنمية الثقافية كانت دائماً حاضرة في خططنا التطويرية ورؤيتنا للمستقبل، ووفرنا البنية الأساسية الداعمة لها، ونتطلع لإنجازات جديدة تسطر بها الإمارات فصولاً مميزة في سجل الإبداع العربي والعالمي".
ولم تدع وسائل الاعلام الى عرض دومينغو. ويعتزم المسؤولون عن الاوبرا اقامة حفل افتتاح رسمي لها لم يحدد موعده بعد، بانتظار استكمال اعمال البناء في محيطها واعمال مرتبطة بالمبنى، مثل تأهيل مساحات خضراء حوله وانجاز المطعم الذي سيقام على سطحه.
وقال رئيس مجلس ادارة اوبرا دبي جاسبر هوب الثلاثاء، ان العرض الاول هو تتويج "لسنوات عدة من التخطيط والبناء والتعاون بين الآلاف من الاشخاص، وبدء رحلة جديدة من الثقافة والفنون في مدينة دبي".
واقام المنظمون جولة للصحافيين امس للاطلاع على المسرح والمبنى الذي كان العمال منهمكون في وضع اللمسات الاخيرة عليه، خصوصا تنظيف واجهته الزجاجية الخارجية.
وقاعة الاوبرا مكونة من مستوى ارضي ومستويين علويين، وتتوزع فيها كراسي الجلد الاحمر بشكل نصف دائري حول المسرح. ويطغى الخشب الداكن على التصميم، لا سيما في ارضية القاعة والشرفات المطلة على المسرح، اضافة الى السقف الداخلي المتماوج.
وفي الاوبرا قاعة رئيسية تتسع لزهاء ألفي مقعد، يمكن "تعديلها" بحسب العروض: من مسرح الى صالة عرض، ومنها الى "ارض مسطحة" لاقامة مختلف المناسبات. وتتيح هذه "المرونة" للاوبرا استضافة الباليه والاوركسترا والحفلات الموسيقية والمعارض، وحتى عروض الازياء وحفلات الزفاف، بحسب موقعها الالكتروني.
وسيكون المبنى محور منطقة ستعرف باسم "منطقة دار الاوبرا"، تضم فنادق فخمة وشققا سكنية. وتقول شركة "اعمار" العقارية مطورة المشروع، ان المنطقة ستكون عبارة عن "مركز ثقافي نابض ووجهة مهمة لاستضافة الفعاليات في وسط مدينة دبي، وتهدف لاحتضان الفنانين المحليين وتعزيز التبادل الثقافي العالمي".
وتشكل امسية دومينغو اشارة الانطلاق لبرنامج تستضيفه الاوبرا التي يأمل المسؤولون عنها ان تساهم بتطوير انتاج محلي. ويضم البرنامج محطات منها اوبرا جورج بيزيه "ذا بيرل فيشيرز" ("صائدو اللؤلؤ")، و"ذا باربر اوف سيفيا" ("حلاق اشبيلية") لروسيني، وعرضا باليه "كوبيليا" و"جيزيل". كذلك تستضيف التينور الاسباني خوسيه كاريراس، وعرضي "البؤساء" و"ويست سايد ستوري" ("قصة الحي الغربي").
وكان هوب قال في مقابلة سابقة مع وكالة فرانس برس، ان مشروع الاوبرا سيكون بداية مجرد صالة عرض، آملا في ان يصبح "جزءا من المدينة خلال تطورها (...) مدى عقود". اضاف "ثمة عدد محدود فقط من مشاريع التعليم الموسيقي والرقص والمسرح حاليا. آمل بصدق في ان نتمكن من التشجيع على المزيد منها من خلال ما نقوم به".
أرسل تعليقك