اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بمواقف الدولة التاريخية في تقديم العون للمحتاج وإغاثة الملهوف .
كما اهتمت بمبادرات دبي للتنمية المستدامة إلى جانب صورة الطفل السوري التي هزت العالم .
وتحت عنوان " عاصمة الإنسانية.. ودون تمييز " قالت صحيفة الوطن " ما أعظمه من شرف وما أكبره من موقع أن يكون وطننا الإمارات عاصمة للإنسانية ووطنا للقيم والأصالة والمحبة وصاحب مواقف تاريخية في تقديم العون للمحتاج وإغاثة الملهوف وكفكفة دموع المنكوبين حيث تنادي الإنسانية أهلها وحيث يوجد رجال الوطن في كل مكان حول العالم لتلبية نداء من ينتظر عونا ودعما ".
وأضافت الصحيفة ان هذا وطننا الذي أسس نهجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" وتواصل قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" السير على النهج ذاته ودعمه.. قدرنا أن ندعم الإنسان المظلوم والمنكوب ونقف مع كل من يتعرض للمعاناة جراء أي ظرف سواء بفعل الطبيعة أو البشر فحيث توجد دمعة نسابق الزمن لنرسم البسمة والأمل بأن الإنسانية بخير وهناك من يعمل لنشرها ويبقى على المواقف التي تبرهن أن كل قيم الخير والمحبة والانفتاح موجودة وهذه هي سياسة وطننا الإمارات مع كل دول العالم ومع الإنسان حيث وجد بغض النظر عن دين أو لون أو جنسية ودون أي مقابل ولا حتى مجرد كلمة شكر كما أعلنت قيادتنا الرشيدة في الكثير من المناسبات وشعارنا وهدفنا دائما وأبدا الإنسان .
وأشارت إلى أن مواقف الإمارات مع الأصدقاء والأشقاء في المحن خير شاهد على الأصالة التي تتوارثها الأجيال وهي نهجنا التاريخي الثابت .
ولفتت صحيفة الوطن إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" أكد ذلك بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني بالقول : إن " العالم يحتفل اليوم باليوم العالمي للعمل الإنساني .. ونحتفل معهم بصفتنا عاصمة إنسانية والدولة الأكثر عطاء عالميا كنسبة من ناتجنا المحلي.. حيث اضاف سموه " ونحن نحتفل بهذا اليوم .. تبقي قضية اللاجئين هي الأكثر إلحاحا .. وبخاصة اللاجئين من سوريا.. 2.6 مليار درهم ما قدمته الامارات لهم.. وسنستمر ".
وأشارت إلى حديث سموه " نستضيف في الامارات أكبر تجمع من المؤسسات الدولية الانسانية الإغاثية .. وخصصنا لهم مدينة إنسانية كاملة ..
ومؤسساتنا تعمل في اكثر من 70 دولة".. حيث أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ان العمل الإنساني هو لغة مشتركة للتراحم بين البشر .. لا تعرف عرقا أو دينا أو هوية .. هو ما يجعل الانسان انسانا .. وما يجعل أي شعب شعبا متحضرا.
فيما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تلك الحقائق وسياسة الإمارات الإنسانية التي تعتبر من أساسيات تعاملها مع دول العالم والإنسان حيث قال سموه : "استلهمت الإمارات رؤيتها من الشيخ زايد في العطاء ورسخت بقيادة الشيخ خليفة منهجها في تقديم العون".
وأشارت الصحيفة إلى حديث سموه :" إننا ماضون في مسيرة العمل الإنساني ومد يد العون للشعوب المحتاجة دون تمييز عرقي أو ديني وهذه قيمنا الأصيلة التي نعتز بها".. و"إن ما يعانيه الأبرياء من جراء الحروب ومن وطأة الجوع والعوز يحتم العمل سويا لمواجهة هذه التحديات ووضع الحلول لإنهاء المعاناة والحد من تفاقمها ".
وفي ختام افتتاحيتها أكدت صحيفة الوطن على ما ذهب أليه سموه: "بجانب الإمارات تسعى العديد من الدول والمؤسسات الأممية في بلورة الأهداف النبيلة للعمل الإنساني ونحن سعداء بالعمل معها لخير البشرية" .. حيث شدد سموه بالقول "وطننا سيبقى في ظل قيادتنا الحكيمة حاملا لراية الإنسانية وستبقى الإمارات نبع لا ينضب لكل القيم النبيلة والمواقف التاريخية التي تحتاج المبادرات العملية والريادة في تقدم الصفوف عندما يكون الإنسان هو الهدف ".
**********----------********** ومن جهتها وتحت عنوان " مبادرات عالمية " أكدت صحيفة البيان أن مبادرات دبي في التطوير والتنمية المستدامة تلقى قبولا وإقبالا كبيرا محليا وإقليميا وعالميا ولم يمض شهر واحد على إطلاق برنامج مسرعات دبي المستقبل حتى انهالت طلبات المشاركات من أوساط المبتكرين وأصحاب الشركات الناشئة ومجتمعات مسرعات الأعمال الأكثر تنافسية عالميا في أوروبا وشرق آسيا والولايات المتحدة الأميركية .. مشيرة إلى أن الطلبات قد جاءت من أكثر من سبعين دولة في العالم وتلقت دبي في أيام معدودة طلبات من 2200 شركة ابتكارية جذبتها مبادرة مسرعات دبي المستقبل الأمر الذي يؤهل دولة الإمارات لتكون لاعبا عالميا رئيسيا لخلق أسواق لتكنولوجيا القرن الـ21 المستقبلية.
وقالت الصحيفة إن هذا التفاعل العالمي مع المبادرة يؤكد حكمة القيادة الرشيدة وصحة النهج الاستراتيجي الذي تتخذه دولة الإمارات وتسير عليه في مجال تعزيز الابتكار ودعم ريادة الأعمال كمحرك رئيسي لاقتصاد المستقبل ولا شك أن هذه المبادرة ستسهم في تسريع الوصول إلى اقتصاد المعرفة من خلال جذب أفضل العقول والابتكارات في العالم ضمن القطاعات الاستراتيجية والحيوية.
وذكرت البيان في ختام افتتاحيتها أن هذا العدد الكبير من المشاركات والمشاريع النوعية من مختلف دول العالم يعكس بوضوح أهمية مبادرة دبي ودورها الأساسي في إلهام جيل جديد من رواد الأعمال والمبتكرين والشركات الناشئة في مختلف دول العالم لتطوير حلول ومشاريع مبتكرة وتقنيات متطورة تسهم في التصدي لتحديات تحقيق التنمية المستدامة والشاملة وتأمين مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
ومن جانب آخر وتحت عنوان " صورة هزت العالم " قالت صحيفة الخليج إن الصورة التي هزت العالم واحدة من أكثر العبارات التي تم استخدامها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في وسائل الإعلام العالمية وتعود لطفل سوري أخرجه المسعفون من تحت الأنقاض إثر غارة على مدينة حلب المنكوبة بالخراب والتي تتعرض لأبشع صور الدمار على الإطلاق.
واشارت الصحيفة الى منظر الطفل الصغير عمران دقنيش البالغ من العمر 5 سنوات وهو يجلس على كرسي سيارة الإسعاف غير مصدق لما يدور حوله وحاول بيديه إزالة الدم والغبار الذين غطيا وجهه البريء ثم انضمت إليه شقيقته الصغيرة وأطفال آخرون نجوا من الغارة بأعجوبة وكانوا أفضل حظا من عشرات دفنوا تحت الأنقاض وهي معاناة صار يعيشها الناس كل يوم.
وأوضحت أن منظر الطفل الصغير وهو يحاول أن يجد تفسيرا لما حدث له ولأقرانه لا يمكن أن يمحى من الذاكرة فقد أراد أن يمسح الدم والغبار من على وجهه الطفولي لكنه لم يجد غير الكرسي الذي كان يجلس عليه وكانت نظراته وهلعه يزيدان من رآه الشعور بالهلع والعجز معا، فالواضح أن لا أحد كان يستطيع أن يقدم للصغير مساعدة من أي نوع كانت، غير الدموع.
وأكدت الخليج أن الصورة الصادمة للصغير الحلبي تضيء على عالم عربي وإسلامي عاجز وغير قادر على اتخاذ أي قرار يستطيع أن يعيد الأمور إلى نصابها فالبعض منشغل بالحروب والبعض الآخر منهمك بتبريرها والدفاع عنها وبين هذا وذاك يهرول العالم العربي والإسلامي إلى الضياع وينقاد إلى الفتنة التي بدأت تلتهم الوئام الاجتماعي في كل بلد من بلدانه.
ونوهت ألى أنه في كل الحروب التي تشتعل اليوم في أكثر من بلد عربي وإسلامي يدفع الأطفال ثمن صراعات الكبار أشخاصا وأنظمة وفصائل سياسية ودينية إضافة إلى أطفال فلسطين يعد أطفال سوريا الأكثر في العالم دفعا لثمن الحروب المشتعلة اليوم حيث سقط في هذه الصراعات ما يقرب من 20 ألف طفل وطفلة غالبيتهم في مدينة حلب وريف دمشق.
ولفتت إلى تقرير صادر عن منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة يشير قبل نحو ثلاثة أشهر إلى أن ما بين أربعة ملايين وثمانية ملايين طفل أي أكثر من 80% من الأطفال في سوريا تأثروا بسبب النزاع سواء من بقوا داخل البلاد أو من أصبحوا لاجئين في الدول المجاورة، حيث تشير المنظمة المعنية بالطفولة إلى أن نحو مليوني طفل سوري لاجئ بحاجة إلى دعم وعلاج نفسي.
وأوضحت الخليج في ختام افتتاحيتها أن النظام السوري قد أمعن في حصار الناس وأوغل في القتل وشارك البعض من أبنائه الذين يقاتلون تحت رايات فصائل دينية متطرفة في الخراب الذي يعم سوريا اليوم زد على ذلك دخول العنصر الأجنبي في الصراع إذ إن الدول الكبرى والمجاورة لسوريا وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا وإيران وتركيا حاضرة في معمعة هذه الحرب التي صارت تشكل أشبه بمبارزة بين هذه القوى على أراض عربية وإسلامية.
وخلصت بالقول .. لا يبدو أن أي طرف من أطراف الصراع يرغب في وضع حد للحرب في وقت قريب فمن الواضح أن سياسة كسر العظم التي تتبعها هذه القوى الداخلية منها والخارجية ستحصد مزيدا من الأبرياء السوريين وفي مقدمتهم الأطفال الذين يكتوون بنيران حرب لا تقيم للإنسانية وزنا ولا قيمة.
أرسل تعليقك