تعاني الأسواق وبورصات الأسهم العالمية المختلفة حالياً موجة هبوط حادة ربما تكون غير مسبوقة، وهو ما تأكد من مواقع نتائج الأسواق أول من أمس الأول قبيل عطلة أعياد الميلاد، حيث تراجعت كافة المؤشرات بصورة عنيفة فيما وُصِفَ بأنه أسوأ ليلة أعياد ميلاد تشهدها الأسواق العالمية على الإطلاق.
ونشرت شبكة «سي إن بي سي» الإخبارية الأميركية أمس تحليلاً بعنوان «نحن الآن في سوق متدهورة». واستهلت تحليلها بشرح معنى مصطلح «سوق متدهورة»، وهو مصطلح ابتدعته بورصة «وول ستريت» الأميركية، ثم شاع في كافة بورصات العالم، ويشير إلى السوق التي تتراجع بنسبة 20% أو أكثر عن موجة انتعاش كبيرة في غضون نفس العام.
انتكاسة
وأفاد التحليل بأن مؤشر «إس أند بي 500» لأكبر الشركات والمؤسسات المالية الأميركية صار سوقاً متدهورة بالفعل الاثنين الماضي، حيث انخفض بنسبة 22.06% عن أعلى رقم حققه على مدار 52 أسبوعاً.
وأضاف التحليل أن كافة الأسواق انتكست خلال شهر يُفتَرَض عادة أن يكون أحد شهور السنة التي تشهد أكثر انتعاشاً لها بحكم الرواج المعتاد لحركة البيع بسبب أعياد الميلاد، إلا أن الحقيقة الصادمة هي أن ديسمبر الجاري صار هو أسوأ ديسمبر تشهده الأسواق العالمية منذ عام 1931، إبان الفترة المعروفة في تاريخ اقتصاد العالم باسم «الكساد العظيم».
وأشار التحليل إلى تداعيات حالة السوق المتدهورة، ومن أخطرها خضوع الأسواق لحالة طويلة من التشاؤم، حيث يتجاهل الجميع نظرية نصف الكوب الممتلئ ويسود الشعور باستمرار غرق الأسواق، حتى لو تواترت الأنباء الطيبة من آن لأخر.
وأفاد التحليل بأن موجات السوق المتدهورة التي داهمت أسواق العالم منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن كانت تستغرق في المتوسط 13 شهراً كي تنتهي. وأما الموجة الحالية، فمن المتوقع أن تستغرق 22 شهراً قبل أن تستعيد الأسواق عافيتها.
تراجع ياباني
انخفض مؤشر «نيكاي» للأسهم اليابانية إلى أدنى مستوياته في 20 شهراً أمس بعد تفاقم خسائر وول ستريت وسط سلسلة من التطورات السياسية المثيرة للقلق في الولايات المتحدة.
ونزل المؤشر القياسي 5.01% ليغلق عند 19155.74 نقطة، بعدما سجل أدنى مستوياته منذ أواخر أبريل 2017 عند 19117.96 نقطة.
وتراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 4.88% ليختم الجلسة عند 1415.55 نقطة، بعدما لامس أضعف مستوياته منذ نوفمبر 2016 عند 1412.90 نقطة.
ونزل سهم تويوتا موتور 5.25% وسوني 5.55% ونينتندو 4.3% ومجموعة ميتسوبيشي يو.اف.جيه المالية 4%. وانخفضت جميع القطاعات الفرعية وعددها 33 قطاعاً في بورصة طوكيو، بقيادة قطاعي الآلات الدقيقة والأدوية.
وواصلت الأسهم في وول ستريت هبوطها الحاد أمس الأول، حيث هوى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 15% منذ بداية الشهر، في ظل قلق المستثمرين من عقد وزير الخزانة الأميركي اجتماعاً لمجموعة أزمة ومن تطورات سياسية أخرى. وكثير من الأسواق المالية في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية مغلقة أمس بمناسبة عيد الميلاد.
واتصل وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين بكبار المصرفيين الأميركيين الأحد وسط تراجع الأسهم، وقال إنه يدعو لعقد اجتماع للجهات التنظيمية المالية لبحث سبل تأمين «عمليات السوق الطبيعية».
وتأثرت وول ستريت بإغلاق الحكومة الاتحادية الأميركية وتقارير بأن الرئيس دونالد ترامب ناقش سراً إمكانية إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).
من ناحية أخرى، تراجع الدولار أمام عملتي الملاذ الآمن الين والفرنك السويسري أمس مع تقليل المستثمرين لانكشافهم على الأصول العالية المخاطر، في ظل الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية وبوادر مواجهة بين البيت الأبيض ومجلس الاحتياطي الاتحادي.
ونزل الدولار 0.39% إلى 110 ينات، مسجلا أدنى مستوياته منذ أواخر أغسطس واتجه للهبوط أمام العملة اليابانية للجلسة الثامنة على التوالي.
وسجل الين أيضاً أعلى مستوياته في 16 شهراً أمام الجنيه الاسترليني، ليجري تداوله عند 139.90 يناً للاسترليني، وصعد لأعلى مستوى له في أربعة أشهر أمام اليورو مسجلا 125.60 يناً.
وزاد الفرنك السويسري 0.2% أمام الدولار إلى أعلى مستوى له في 12 أسبوعاً عند 0.98355 فرنك للدولار، بعدما صعد 0.9% أمس الأول في أعلى مكاسبه اليومية في 11 شهراً.
ومع إغلاق كثير من الأسواق بمناسبة عيد الميلاد، كانت تحركات العملات الأخرى محدودة. ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو ليستقر عند 1.1410 دولار، بعدما صعد 0.33% الاثنين.
وواجهت العملات المرتبطة بتجارة السلع الأولية ضغوطاً جديدة مع نزول أسعار النفط أكثر من 6% أمس الأول. وجرى تداول العملة الكندية عند 1.3584 دولار كندي للدولار الأميركي، بعدما نزلت لأدنى مستوياتها في 19 شهراً عند 1.3614 الاثنين. وبلغ الدولار الاسترالي 0.7042 دولار أميركي، ليقبع قرب أدنى مستوياته هذا العام 0.7021 دولار الذي سجله في أواخر أكتوبر.
أرسل تعليقك