نجحت الأسواق العالمية في التخلص من المخاوف التي قضت مضاجع المستثمرين بشأن اشتداد سعير نار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث حافظت أمس، لليوم الثالث على التوالي، على ارتفاعات واضحة، بعد أن فتحت قنوات اتصال بين مسؤولين تجاريين في واشنطن وبكين، زادت الإشارات الإيجابية على أن الحرب التجارية قريبة من أن تضع أوزارها تماماً.
فقد فتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع أمس وقادت المكاسب أسهم قطاع التكنولوجيا، مع استمرار تعزز المعنويات بفضل علامات على إحراز تقدم في حل الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين. وزاد مؤشر داو جونز الصناعي 48.59 نقطة أو 0.20% إلى 24575.86 نقطة. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 7.63 نقاط أو 0.29% إلى 2658.70 نقطة. وصعد مؤشر ناسداك المجمع 36.97 نقطة أو 0.52% إلى 7135.28 نقطة.
صعود أوروبي
وارتفعت الأسهم الأوروبية للجلسة الثالثة على التوالي وسط تفاؤل بالتوصل إلى حل وسط بشأن ميزانية إيطاليا وانحسار المخاوف المتعلقة بالتجارة، مما أبطل أثر استمرار عدم التيقن حيال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وصعد مؤشر الأسهم القيادية بمنطقة اليورو 0.4%، في حين لم تزد مكاسب مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني على 0.2% بعد أن تغلبت رئيسة الوزراء تريزا ماي على تحد لقيادتها من أكثر من ثلثي مشرعي حزبها، مما ينبئ بأزمة برلمانية بخصوص الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وزاد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2%.
وتفوقت الأسهم الإيطالية، وصعد مؤشر قطاع البنوك هناك 3.2% بعد أن خفضت الحكومة مستوى العجز المستهدف للعام 2019، وقول بيير موسكوفيتشي مفوض الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد يجري محادثات بنّاءة مع روما. وكانت أسهم إنتيسا سان باولو، أكبر بنك تجزئة إيطالي، من أكبر الرابحين في أوروبا بصعودها 3.7%، في حين واصلت أسهم دويتشه بنك وكومرتس بنك الألمانيين صعودها، وسط حديث عن اندماج.
تحليق ياباني
ولامست الأسهم اليابانية أعلى مستوياتها في أسبوع مع تعزز المعنويات بفعل مؤشرات على انحسار في توترات التجارة الصينية الأميركية، في حين تلقت شركات التكنولوجيا دعماً من موجة صعود لنظيراتها الأميركية. وأغلق المؤشر نيكاي القياسي مرتفعاً 0.99% إلى 21816.19 نقطة. وخلال الجلسة، لامس المؤشر 21871.34 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ الخامس من ديسمبر.
وكانت الأسهم العالمية قد تهاوت مطلع الأسبوع بفعل استمرار بواعث القلق بشأن العلاقات التجارية الأميركية الصينية، لكنّ المستثمرين عادوا ببطء إلى الأصول عالية المخاطر في اليومين الأخيرين بفضل مؤشرات تبعث على التفاؤل بإحراز تقدم في المحادثات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وكانت شركات صينية مملوكة للدولة قد اشترت أكثر من 1.5 مليون طن من فول الصويا الأميركي في أول مشتريات كبيرة للسلعة في أكثر من ستة أشهر، في أحدث مؤشرات على انحسار التوترات بين الجانبين.
وقال تاكاشي هيروكي، كبير المحللين الاستراتيجيين في مونيكس للأوراق المالية: «نيكاي مرتفع، لكن السوق تنتظر جولة جديدة من المحفزات لاختبار مزيد من المرتفعات.. الباعة يجنون الأرباح مما يحد من صعود السوق».
وتقدمت أسهم الشركات المرتبطة بقطاع التكنولوجيا بعد أن صعد القطاع، كثيف الانكشاف على التجارة الصينية، في المعاملات الأميركية الليلة قبل الماضية. وزاد سهم باناسونيك 1.5% وكانون 1.1%. وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.62% إلى 1616.65 نقطة.
استقرار الذهب
حافظ الذهب على أسعاره في ظل استقرار الدولار وصعود الأسهم بفعل مؤشرات على تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، في حين صعد البلاديوم إلى مستوى قياسي مرتفع متجاوزاً سعر الذهب. وكان السعر الفوري للذهب والعقود الأميركية الآجلة للمعدن مستقرين عند 1245.74 دولاراً للأوقية (الأونصة) و1250.3 دولاراً للأوقية على الترتيب.
وقال ستيفن إينس مدير تداولات آسيا والمحيط الهادي لدى أواندا في سنغافورة: «معنويات السوق محايدة.. حصلنا على أجواء إيجابية أكثر بعض الشيء عما توقعنا على صعيد توترات التجارة الأميركية الصينية، وهو ما يكبح فرص الصعود.. الدولار لم يتحرك تحركاً يذكر وتلك هي شارة الذهب الحقيقية نظراً لاستمرار ترابطهما». واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسية، عند 97.063 بعد أن نزل عن أعلى مستوى في شهر خلال الليلة قبل الماضية. وصعد البلاديوم 0.5% في المعاملات الفورية إلى 1268.25 دولاراً للأوقية بعد أن لامس في وقت سابق من الجلسة أمس ذروة قياسية عند 1269.07 دولاراً.
أرسل تعليقك