يستعد أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية المائة للسفر إلى كوالالمبور خلال الأيام المقبلة لاختيار مقر استضافة أولمبياد 2022 الشتوي، وهو الشرف الذي تتنافس عليه كل من العاصمة الصينية بكين ومدينة ألماتي كبرى مدن كازاخستان.
وللمرة الأولى منذ 1980 تتنافس مدينتان فقط على استضافة دورة ألعاب أوليمبية شتوية، لكن بالنظر إلى الخلف فهناك مدن عديدة أوروبية انسحبت من هذا السباق مثل أوسلو (النرويج) وكراكوفيا (بولندا) ولفيف (أوكرانيا)، وقبلها ستوكهولم (السويد) وميونخ (ألمانيا) وبرشلونة (إسبانيا)، لتترك الصراع قائما بين الصين وكازاخستان.
وستختار اللجنة الجمعة القادم في اجتماعها المدينة التي ستستضيف أيضا دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية للشباب (الرياضيين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاما) لعام 2020 والتي تتنافس عليها كل من لوزان (سويسرا) المرشحة الأبرز، وبراسوف (رومانيا).
وتحظى الصين بأفضلية عن ألماتي في اطار صراعهما لنيل هذا الشرف، ولكن الأمر لا علاقة له بجودة المشروع لدى كليهما: فالصين بلد لها ثقل داخل اللجنة الأوليمبية الدولية، وتعلم ما هي الأبواب التي ينبغي عليها طرقها لحصد الأصوات، كما أن قدرتها على صناعة "اللوبي" أكبر بكثير من كازاخستان، حديثة العهد في عالم تنظيم البطولات الكبرى، رغم ترشحها لملف استضافة أوليمبياد 2014 عبر ألماتي أيضا.
وحال فوزها، ستصبح الصين أول مدينة تستضيف الألعاب الأوليمبية سواء الصيفية (2008) أو الشتوية.
وعلى الورق، سيتعين على أعضاء اللجنة الأوليمبية الاختيار بين مدينة كبيرة ستعاني بعض الشيء في استضافة رياضات الجليد حيث ستحتاج لنقل الثلج إلى جبل بعيد، وهي بكين في تلك الحالة، أو العودة لأصول دورة الألعاب الشتوية، واختيار مدينة تقع في سفح الجبل والثلوج فيها منتشرة بكثرة وجميع المنشآت موجودة في مساحات ليست بعيدة وهي ألماتي.
ويعد لجوء الصين للاستعانة بالثلج الصناعي، مع أضراره الاقتصادية والبيئية، أحد العيوب الرئيسية لترشيحها لاستضافة الأوليمبياد، إضافة للمسافة البعيدة التي تبلغ 200 كلم بين المقر الرئيسي للبطولة والمقر الفرعي عند جبل زهانجياكو، والتي سيتم تغطيتها بقطار فائق السرعة.
لكن لجنة التقييم التابعة للجنة الأوليمبية الدولية، التي زارت المدينتين في أوائل هذا العام، وضعت الصين كمثال فيما يخص النقل وأماكن الاستضافة، إضافة لميزانية البطولة، التي تبلغ مليار و558 مليون دولار.
فيما أن مبلغ مليار و752 مليون دولار الخاصة بألماتي "يمثل مخاطر"، بحسب أعضاء لجنة التقييم، فيما يخص التخطيط، فضلا عن وجود تشككات حول برنامج النفقات وبيع التذاكر.
كما ينقص تقديم ضمانات حول الأسعار أو احتياطي الوحدات الفندقية، وتبين أن بناء 11 ألف وحدة فندقية يمثل مخاطر أيضا.
لكن على الجانب الآخر تتمتع ألماتي بخريطة مرافق متكاملة، ومسافات قصيرة بين الملاعب الرياضية والقرية الأوليمبية. كما ستتمتع المدينة الكازاخية أيضا بعد دورة الالعاب "بتركة قابلة لإعادة الاستخدام" بإنشاءات كبيرة ستكون مفيدة للغاية للسكان.
وستبدأ اللجنة التنفيذية الأوليمبية الدولية برئاسة توماس باخ اجتماعاتها في كوالالمبور الثلاثاء.
وستفتح الدورة 128 للجنة بحضور كامل الأعضاء الجمعة بإجراء عمليت التصويت، وستستمر حتى الاثنين مع مناقشة مختلف الموضوعات التي ستركز على سبل تنفيذ الإصلاحات التي اعتمدت في كانون اول/ ديسمبر 2014 ضمن ما يسمى "جدول أعمال 2020".
أرسل تعليقك