أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن وقف التصعيد في الموقف الحالي يتطلب أفعالاً تتسم بالحكمة وليس كلمات جوفاء، وانتقد معاليه أداء وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وأن مصداقية الدبلوماسية الإيرانية تتضاءل يوماً بعد يوم.
بالتزامن اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة مع «فوكس نيوز»، إيران بأنها «نفذت الهجوم على ناقلتي النفط». وأكدت بريطانيا دعمها اتهامات الولايات المتحدة لإيران بالهجوم. وكشف ترامب أن صور ناقلتي النفط تظهر أن «إيران فعلتها». وشدد على أن واشنطن لن تسمح لطهران «بامتلاك أسلحة نووية».
ورداً على سؤال حول كيفية كبح إيران، قال الرئيس الأمريكي: «سنرى». وتعهّد بأن «خليج عُمان لن يغلق، وإن حدث فلن يستمر ذلك طويلاً». وأوضح ترامب أن إيران لن تتمكن من إغلاق مضيق هرمز. وبالتزامن واجهت الولايات المتحدة إيران بأدلة قاطعة تؤكد ارتكابها الهجمات، ونشر الجيش الأمريكي تسجيلاً مصوراً يظهر الحرس الثوري وهو يزيل لغماً لم ينفجر من جانب إحدى الناقلتين، فضلاً عن صورة تظهر لغماً فيما يبدو قبل إزالته.
وقال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدة على تويتر، إن مصداقية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «تتضاءل».
وقال: «تزداد إشارة وزير الخارجية الإيراني ظريف إلى الفريق باء وهي هزلية وأكثر سخافة، وتتضاءل مصداقيته يوماً بعد يوم». وأضاف «العلاقات العامة ليست بديلاً حقيقياً للسياسات البناءة، وقف تصعيد الموقف الحالي يتطلب أفعالاً تتسم بالحكمة وليس كلمات جوفاء».
وفي السياق أكد الرئيس الأمريكي، في مقابلة مع «فوكس نيوز»، أن «إيران نفذت الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان». وكشف ترامب أن صور ناقلتي النفط تظهر أن إيران «هي من نفذ» التفجيرات.
وشدد على أن واشنطن لن تسمح لطهران «بامتلاك أسلحة نووية». ورداً على سؤال حول كيفية كبح إيران، قال الرئيس الأمريكي: «سنرى». وتعهد ترامب بأن «خليج عمان لن يغلق، وإن حدث فلن يستمر ذلك طويلاً». وأوضح الرئيس الأمريكي أن إيران لن تتمكن من إغلاق مضيق هرمز «لفترة طويلة».
مضيق هرمز
وأعلن البيت الأبيض، أن ترامب أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وناقشا القضايا الثنائية والهجوم على ناقلتي النفط.
كما ناقش ترامب وآبي زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى إيران، وقدم ترامب الشكر لشينزو آبي على جهوده لتسهيل التواصل مع إيران. من جانب آخر، أوضح ترامب أن «أمريكا تريد إعادة إيران للتفاوض»، وأضاف:
«أنا مستعد حينما تكون إيران مستعدة، وليس هناك ما يدعو للعجلة». وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أعلن اعتباراً من الخميس، أن «حكومة الولايات المتحدة تعتبر أنّ إيران مسؤولة عن الهجومين».
إجماع دولي
في السياق، قال القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، باتريك شاناهان، إن الإدارة الأمريكية تركز على بناء إجماع دولي عقب هجمات على ناقلات النفط. وقال شاناهان للصحفيين خارج مقر وزارة الدفاع: «ما نركز عليه أنا والسفير بولتون والوزير بومبيو هو بناء إجماع دولي بشأن هذه المشكلة الدولية».
مشيراً إلى أنّ دور البنتاغون في هذا الجهد سيشمل تبادل معلومات المخابرات مثلما فعلت القيادة المركزية بالجيش الأمريكي بنشرها تسجيل فيديو يعرض لقطات لدورية من الجيش الإيراني وهي تزيل لغما لم ينفجر من جانب إحدى الناقلتين.
تاريخ إيراني
من ناحيته، أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، أن السعودية تتفق مع الولايات المتحدة في أن إيران تقف وراء الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان. وقال الجبير في حديث مع شبكة «سي. إن. إن»: «ليس لدينا سبب يدعونا للاختلاف مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، نحن نتفق معه. إيران لها تاريخ في ذلك».
مضيفاً أن المملكة في مشاورات مع أمريكا وحلفائها حول الخطوة التي يجب الأخذ بها، لأن العالم يجب أن يوصل لإيران رسالة مفادها، أن أعمالها العدوانية وهجومها على السفن التجارية وتوفيرها الصواريخ الباليستية للجماعات الإرهابية، مثل: الحوثي: وحزب الله غير مقبولة.
وشدد الجبير على أن «لا أحد يريد الحرب.. لكن الأمر يعود لإيران»، مؤكداً أن «تصرفات إيران ليست عقلانية، ويجب أن تقرر إيران إن كانت ثورة أم دولة». وأن الأمر يرجع إلى الإيرانيين، فهم الذين يقومون بالتصعيد. كما استشهد الجبير بما حدث في مطار أبها، مؤكداً أنها سلوكيات غير مقبولة، ويجب أن تتوقف.
وأكد أن السعودية وأمريكا حلفاء، ودائماً إلى جانب بعضهما، لكن الجبير نوّه إلى أنه لا يعتقد أن أمريكا تخطط لهجوم عسكري. قائلاً: «أمريكا تريد أن يكون هناك هجوم مختلف لمنع إيران من العدوانية».
وشدد الجبير على أن «السعودية ستدافع عن مصالحها». وتابع: «لو لم تبع واشنطن أسلحة للسعودية لاضطرت لإرسال مزيد من القوات الأمريكية للمنطقة».
وقال الجبير إنّ الوضع خطير بالفعل، مضيفاً: «لقد أوضحنا للإيرانيين عن طريق رسائل، وأمريكا أيضاً وجّهت رسائل عن طريق دول أخرى، مفادها ألا أحد يريد الحرب، ويجب على الإيرانيين ألا يميلوا إليها. الرسالة كانت واضحة بأننا سندافع عن اهتماماتنا ولن نسمح لإيران بالقيام بالعنف ضدنا. نريد تجنب الحرب بجميع الطرق لأن الجميع يخسر في الحرب».
موقف بريطاني
في السياق أعلن وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، أن إيران مسؤولة بشكل «شبه مؤكد» عن الهجمات.
وقال هنت في بيان: «إن تقييمنا الخاص قادنا إلى الاستنتاج بأن مسؤولية هذه الهجمات تقع بصورة شبه مؤكدة على إيران. وهذه الهجمات الأخيرة استمرار لنمط سلوك إيراني يقضي بزعزعة الاستقرار وتشكل خطرا كبيرا على المنطقة». واتهم بيان الخارجية البريطانية، الحرس الثوري الإيراني، بالوقوف خلف الهجوم.
ودعا هنت إيران إلى وقف جميع أشكال الأنشطة التي تزعزع الاستقرار، مشيرا إلى أن بريطانيا تعمل مع دول أخرى لمحاولة إيجاد حل دبلوماسي للمواجهة المتصاعدة بين طهران وواشنطن.
وقال هانت إن بريطانيا «تقبل اتهامات الولايات المتحدة لإيران، ليس هناك ما يجعلنا لا نصدق التقييم الأمريكي، فنحن نصدقهم لأنهم أوثق حلفائنا، ونحن قلقون من موقف إيران». وحذر وزير الخارجية البريطاني طهران من أنه إذا ثبت ضلوعها في الهجوم على الناقلتين، فإن ذلك سيكون «تصعيدا تنعدم فيه الحكمة، ويشكل تهديدا حقيقيا لمستقبل السلم والاستقرار في المنطقة».
خطر داهم
بدوره قال الأمين العام للجامعة للعربية، أحمد أبو الغيط، إن الأزمة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بسبب سياسات النظام الإيراني، مطالب طهران بالتراجع عنها وتغيير مسارها.
وأضاف أبو الغيط، أن التطورات في منطقة الخليج العربي تنطوي على خطر احتدام المواجهة فهناك طرف معين يسعى لتأجيج الخلاف في المنطقة. وأشار الأمين العام للجامعة العربية، إلى أن إيران تدفع الجميع للدخول في مواجهة، مشدداً على أنه في حال حدوثها فلن يكون أحد في أمان.
من جهته، ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، بالهجوم الذي تعرضت له ناقلتا النفط، داعياً إلى «تقصي الحقائق وتحديد الجهة المسؤولة». وخلال اجتماع لمجلس الأمن حول التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، قال غوتيرش: «أدين أي هجوم على سفن مدنية».
ودعا إلى «تقصي الحقائق وتحديد الجهة المسؤولة» عن الهجوم، وأضاف: «إذا كان هناك شيء لا يستطيع العالم تحمله، فهو اندلاع مواجهة كبيرة في منطقة الخليج». وأبلغ القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي، بأنه «من غير المقبول من أي طرف مهاجمة سفن تجارية». وأضاف: «الحكومة الأمريكية على استعداد لتقديم المساعدة بشأن الهجوم، وتواصل تقييم الوضع.
أرسل تعليقك