قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة لن توقف العملية العسكرية التي تنفذها في شمال سوريا على الرغم من الانتقادات الواسعة لها.
وأشار إلى أن العملية لا تستهدف المواطنين الأكراد، بل تنظيمات "إرهابية" من بينها تنظيم الدولة الإسلامية.
وأصر على أن بلاده مستمرة في العملية العسكرية حتى تبعد المسلحين الأكراد وغيرهم من الجماعات المسلحة عن المناطق الحدودية وتنشيء "منطقة آمنة".
وبحسب أردوغان، فإن الهجوم سيوفر الأمن والسلام لقرابة 4 ملايين لاجئ يعيشون حاليا داخل الأراضي التركية.
ومع احتدام القتال على مدار الأيام الأخيرة، سقط عشرات من القتلى. وتفيد تقارير بمقتل 3 جنود أتراك وعشرة مدنيين على الجانب التركي في ثالث أيام العملية العسكرية.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير أن واشنطن لم تتخل عن الأكراد، محذرا من "تبعات خطيرة" إذا لم توقف أنقرة عملياتها.
وسقط عشرات المقاتلين من كل من وحدات حماية الشعب الكردية، ومسلحين سوريين مدعومين من تركيا.
وأفادت أنباء بمقتل خمسة أشخاص على الأقل، بينهم طفل سوري، جراء قصف للمسلحين الأكراد على مناطق حدودية تركية.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 29 قتيلا على الأقل بين قوات سوريا الديمقراطية، و17 من المسلحين السوريين الموالين لتركيا في جماعة "الجيش السوري الحر"، فضلا عن سقوط أكثر من عشر قرى في قبضة الأتراك.
قلق دولي من العملية التركية
وتفيد تقديرات دولية بأن قرابة 100 ألف شخص هربوا من منازلهم الواقعة داخل المنطقة الحدودية، وسط تزايد دعوات من منظمات دولية لوقف الهجوم التركي.
وناقش مجلس الأمن الدولي التابع الأمم المتحدة الأوضاع، أمس الخميس، بناء على طلب تقدمت به دول الاتحاد الأوروبي الخمس الأعضاء في المجلس في الوقت الراهن -بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا- والتي تطالب تركيا بوقف هجومها العسكري.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلقه العميق" إزاء تصاعد حدة العنف.
وفي اجتماع اليوم الجمعة مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ إنه "قلق للغاية" إزاء ما يجري.
ودعا ستولتنبرغ تركيا، عضو الناتو، إلى "التحلي بضبط النفس".
وكان أردوغان قد هدد بفتح الطريق أمام نحو 3.6 ملايين لاجئ سوري إلى أوروبا إذا ما وُصف الهجوم التركي بأنه "احتلال".
وتقول تركيا إن خطتها تهدف إلى خلق "منطقة آمنة" خالية من المسلحين الأكراد يمكن أن يقيم فيها اللاجئون السوريون، لكن من ينتقدون العملية يقولون إنها قد تؤدي إلى "تطهير عرقي" للأكراد شمالي سوريا وجذب مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية إلى المنطقة.
كما أعلن نواب جمهوريون في مجلس النواب الأمريكي عن خطط لتقديم مشروع قانون لفرض عقوبات على تركيا، وعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوسط.
وبدأت القوات التركية التحرك يوم الأربعاء بعد أن سحب ترامب القوات الأمريكية إلى خارج المنطقة.
وتعتبر أنقرة الميليشيات الكردية في قوات سوريا الديمقراطية - المسيطرة على المناطق الحدودية - قوات "إرهابية" وتتهمها بدعم أعمال مسلحة ضد تركيا وارتبطاها بحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيما "إرهابيا".
ويعتبر تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن التحالف اتهم ترامب "بطعنه في الظهر" عندما قرر سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وتقول قوات سوريا الديمقراطية إن لديها أكثر من اثني عشر ألفا من عناصر تنظيم الدولة في سبعة سجون، بينهم أربعة آلاف على الأقل يحملون جنسيات أجنبية. وقد تم الكشف عن المواقع المحددة لتلك السجون، وتشير تقارير إلى أن بعضها قريب من الحدود التركية.
ولم يتضح بعد ما إذا كان المسلحون الأكراد سيستمرون في حراسة هذه السجون.
قد يهمك أيضًا :
السلطات التركية تتحدى التحذيرات الدولية وتواصل التحضيرات للمعركة المزمعة في سورية
أرسل تعليقك