موسكو - صوت الامارات
نفى مصدر رسمي في وزارة الدفاع الروسية الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول صحة الأنباء التي نقلتها صحيفة "كوميرسانت" ورجحت فيها أن سبب سقوط المقاتلة ناجم عن خطأ ارتكبه الطيار. وقال مصدر وزارة الدفاع: المعلومات التي أوردتها صحيفة "كوميرسانت" وزعمت أنها استقتها من مصدر في لجنة التحقيق بحادث "سو-33" في المتوسط مؤخرا، لا أساس لها من الصحة. وأضاف: "لجنة التحقيق المعنية مستمرة في التحري، ولم ترشح عنها أي معلومات بهذا الصدد حتى الآن، كما أن مؤلف المادة الصحفية التي نشرتها "كوميرسانت" لم يستق معلوماته من الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية". هذا، وسبق لصحيفة "كوميرسانت" الروسية ونقلت اليوم عن مصدر عسكري وصفته بالمطلع أن لجنة التحقيق المعنية بحادث خروج "سو-33" عن مدرجها على ظهر حاملة "كوزنيتسوف" مؤخرا، تضع احتمال خطأ طيارها في قائمة مسببات الحادث، مشيرة إلى أن التحقيق الأولي يشير إلى هبوط الطيار الخاطئ الذي أدى إلى انحراف محور هبوط الطائرة عن الحد الأقصى المسموح بمعدل نصف متر وهو 4.2 متر. وفي التعليق على ما شاع من أنباء حول أن الحادث نجم عن انقطاع كابل كبح الطائرة العرضي الممتد على ظهر الحاملة ليلتقطه خطاف تعطيل سرعة الطائرة، رجح المصدر حسب "كوميرسانت"، انقطاع الكابل نتيجة لخلل في تصنيعه أدى إلى التقليل من تماسكه. كما أشار رغم ذلك، إلى أن الكابل حتى ولو كان متهالكا، لما انقطع لولا الانحراف الكبير في زاوية هبوط الطائرة الذي ينجم عنه زيادة في شدة الوزن تقطع أي كابل كان، مما يعزز احتمال خطأ الطيار. ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من الأركان العامة في الجيش الروسي قوله، إن أجهزة الرقابة وتوثيق حركة الطائرة لدى هبوطها تتيح الكشف عن ملابسات الحادث بالكامل. وأضافت نقلا عنه: "خطاف تعطيل سرعة المقاتلة لدى هبوطها تدلى لالتقاط الكابل العرضي تزامنا مع تخفيف الطيار من سرعة دوران محركي الطائرة التي قطعت زهاء خمسين مترا على مدرجها قبل انقطاع الكابل، ومواصلتها السير حتى السقوط في مياه البحر عوضا عن توقفها. ولم يعد من الممكن في هذه اللحظات للطيار إعادة تسريع محركي المقاتلة والإقلاع بها من جديد ومعاودة الهبوط ثانية. وبعد بضع ثوان أعطى مسؤول التحليق أوامره للطيار بالقفز من المقاتلة بواسطة كرسي الدفع والمظلة المزود بها ليترك الطائرة التي هوت إلى مياه البحر وينجو". يشار إلى أن "سو-33" من تصميم مكتب "سوخوي" ويجري تصنيعها في مصنع "إركوتسك" الروسي للصناعات الدفاعية، وهي طائرة حربية متعددة المهام تجمع بين المقاتلة والطائرة الهجومية وتعمل في جميع الأحوال الجوية وعلى متن حاملات الطائرات. "سو-33" نسخة مطورة عن "سو-27" ودخلت الخدمة صيف 1998، فيما تظهر المقارنة العامة بين "سو-27" و"سو-33"، أن الأخيرة مزودة بعدة هبوط، وهيكل يقبل طي الأجنحة والرافعات الموازنة لجميع عمليات الإقلاع من حاملات الطائرات، بالإضافة إلى أجنحتها الأكبر من طائرات الإقلاع البري لزيادة الرفع، كما أنها قادرة على التزود بالوقود جوا. ويبلغ وزن "سو-33" لدى الإقلاع 33 ألف كلغ، وتقدر على الطيران 3000 كلم بلا تزود بالوقود وبسرعة قصوى تصل إلى 2300 كم/سا، فيما تستطيع التحليق على ارتفاعات تصل إلى 17000 متر. هذا، وانطلقت حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول قاصدة الساحل السوري وترافقها مجموعة سفن حربية تابعة لأسطول الشمال الروسي. وتحمل "الأميرال كوزنيتسوف" حسب المصادر العسكرية الروسية، أكثر من خمسين طائرة بما فيها مقاتلات "ميغ-29 KR"، و"ميغ 29-KUBR"، ومقاتلات "سو-33" البحرية، إضافة إلى مروحيات "KA-52" الملقبة بـ"التمساح". كما تحمل "كوزنيتسوف" صواريخ مجنحة مضادة للسفن من نوع "غرانيت"، وصواريخ "كلينوك" المضادة للأهداف الجوية، وأنظمة "كاشتان" الصاروخية المدفعية، إضافة إلى منظومات دفاعية متكاملة مضادة للغواصات.
أرسل تعليقك