اعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الجمعة ان قوات الامن العراقية استعادت السيطرة على القسم الاكبر من مدينة الفلوجة (غرب) وان تنظيم الدولة الاسلامية لم يعد يسيطر سوى على "بؤر صغيرة" فيها.
وصرح العبادي في كلمة متلفزة مقتضبة "لقد وعدنا بتحرير الفلوجة وها قد عادت الفلوجة، قواتنا احكمت سيطرتها على داخل المدينة لكن هناك بعض البؤر التي تحتاج الى تطهير خلال الساعات القادمة".
واضاف العبادي"القوات الامنية وفت بوعدها وحررت الفلوجة.
ومضى يقول "لقد ضحت قواتنا عن مدينتكم ومن اجل اعادة النازحين الى هذه المدينة ونريد ان يكون يكون امن وسلام في هذه المدينة (...) وهدفنا هو صيانتكم وصيانة جميع العراقيين، وها هم العراقيون من كل محافظات العراق يضحون بانفسهم".
وكان قادة عسكريون عراقيون اعلنوا في وقت سابق استعادة السيطرة على المجمع الحكومي في وسط الفلوجة وان العلم العراقي رفع فوقه.
وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد عملية استعادة الفلوجة لوكالة فرانس برس ان "قواتنا لمكافحة الارهاب والرد السريع، حررت المجمع الحكومي بالكامل ورفعت العلم العراقي على بنايات المجمع" الواقع في وسط الفلوجة.
وقوات مكافحة الارهاب والرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية من ابرز القوات الامنية المشاركة في استعادة الفلوجة.
- مقاومة ضعيفة من قبل الجهاديين -
لم تواجه القوات العراقية خلال تقدمها مقاومة تذكر من مسلحي التنظيم المتطرف، بحسب ما اكدت مصادر امنية.
وقال الساعدي ان "القوات الامنية وقوات مكافحة الارهاب والجيش والشرطة الاتحادية تمكنت من تحرير حي نزال (وسط المدينة) والحي الصناعي (جنوب) بالكامل وفرض سيطرتها على الطريق السريع شرق الفلوجة".
وفي الاحياء التي نزح عنها سكانها، عززت قوات الامن العراقية مواقعها وقامت بتخزين الاسلحة والغذاء، حسبما افاد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان.
وتركت عشرات جثث الجهاديين المغطاة ببطانيات بين ركام المنازل التي دمرتها الغارات الجوية والقذائف الصاروحية وتفجير مئات العبوات التي تركها التنظيم في مختلف انحاء المدينة.
وقال مسؤولون امنيون ان العديد من الجهاديين تمكنوا من الفرار بعدما تغلغلوا بين السكان النازحين من المدينة في الايام الاخيرة.
وقال مسؤول امني رفض الكشف عن هويته "غالبية قياديي (تنظيم الدولة الاسلامية) لم يعودوا هنا. الجهاديون المتبقون ليسوا من افضل مقاتليهم".
- تنظيم الدولة الاسلامية لا يزال قادرا على شن هجمات -
سيطر الجهاديون في كانون الثاني/يناير 2014 على الفلوجة التي تعد ثاني اكبر المدن التي يسيطرون عليها بعد مدينة الموصل، في شمال البلاد.
وارغمت المواجهات التي تدور في الفلوجة عشرات الالاف من الاهالي على ترك منازلهم منذ انطلاق العملية.
واول من استطاع الهرب كان اهالي المناطق المحيطة بالمدينة خلال المرحلة الاولى من العملية العسكرية.
لكن اخرين يعيشون في وسط الفلوجة عانوا ظروفا قاسية قبل ان يسمح لهم خلال الايام الماضية بالهرب.
وحذر تقرير للمجلس النروجي للاجئين الذي يتولى ادارة مخيمات نازحين قرب الفلوجة، من نقص حاد في المواد الاغاثية جراء زيادة تدفق النازحين.
وقال يان ايغلاند الامين العام ل"المجلس النروجي الاعلى للاجئين" في بيان الخميس ان "الاف الاشخاص الذين فروا من القتال بين الجانبين بعد اشهر من الحصار وشبه مجاعة، يحتاجون الى مساعدة وعناية لكن مخزوننا سينفد قريبا".
واعربت الامم المتحدة عن قلقها من انتشار شلل الاطفال بين النازحين من الفلوجة احد اهم معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، واطلقت في هذا الصدد حملة تلقيح "على نطاق واسع".
واشار الدكتور علاء علوان مدير منطقة الشرق الاوسط لدى منظمة الصحة العالمية الى الوضع الصحي الهش للبالغين والاطفال الذين هربوا من المعارك في الفلوجة.
كما قتل 15 من قوات الامن، البشمركة الكردية والشرطة واخرى موالية لها، واصيب نحو اربعين في هجوم لتنظيم الدولة الاسلامية استهدف مساء الخميس بلدة الى الجنوب من كركوك، في شمال بغداد.
أرسل تعليقك