شهد مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" أمس في باريس حفلاً تكريمياً للفائزين بجائزة الشارقة للثقافة العربية في نسختها السادسة عشرة لعام 2018 التي استحقها كل من جمعية السمندل "لبنان" ومهرجان شباك "المملكة المتحدة".
حضر الاحتفال سعادة شينغ تشو نائب المدير العام بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" وسعادة عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة وسعادة عيسى السهلاوي القائم بالأعمال في سفارة الإمارات في باريس ومحمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة وعدد من مسؤولي السفارة اللبنانية والسفارة البريطانية وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين في باريس ومثقفين وإعلاميين فرنسيين وعرب.
ونقل سعادة عبدالله العويس في كلمته تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إلى جميع المشاركين في حفل تتويج الفائزين بجائزة الشارقة اليونيسكو للثقافة العربية ..مؤكداً أن هذه الجائزة تنطلق بعطاء متجدّد في دعم وتشجيع المشتغلين في الثقافة العربية محققةً بذلك الأهداف التي من أجلها أنشئت هذه الجائزة.
وقال سعادته "لقد شهدت منصّات التتويج والتكريم في منظمة اليونسكو – وعلى مدى عقدين من الزمن – القامات والمؤسسات الثقافية العالمية التي أسهمت في خدمة الثقافة العربية وها نحن اليوم في فصلٍ جديدٍ من الجائزة نحتفل بتكريم "جمعية سمندل" اللبنانية ومهرجان "شبّاك" البريطاني لينضمـا إلى قائمة الفائزين بهذه الجائزة والتي انطلقت عام 1998م بمناسبة اختيار الشارقة عاصمةً للثقافة العربية في مسيرةٍ ثقافيةٍ ترعاها الشارقة من أجل تعزيز الثقافة الانسانية وبناء جسورٍ للحوار الثقافي الذي يسهم في خدمة المجتمعات".
وأضاف أن هذه المسيرة تعززت بشرف حصول الشارقة على لقب "عاصمة الثقافة الإسلامية" عام 2014 ليتعزّز حضور دولة الإمارات العربية المتحدة الثقافي على المستوى العالمي بمناسبة حصول الشارقة على لقب "عاصمة عالمية للكتاب" للعام 2019م.
واختتم العويس كلمته قائلاً "كان للتعاون المثمر بين منظمة اليونسكو والمؤسسات الثقافية في دولة الإمارات أثره البالغ في إنجاح الأنشطة المشتركة ويأتي احتفالنا اليوم تجسيدًا لهذا التعاون وأتشرف بهذه المناسبة أن أنقل شكر وتقدير صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لمنظمة اليونيسكو على جهودها المبذولة كما أتشرف بأن أنقل تحيات سموه لكم وتهنئته للفائزين بجائزة الشارقة للثقافة العربية – اليونسكو في هذه الدورة".
من جانبه أعرب عبر تشينغ تشو عن سعادته بالدور الكبير الذي باتت تلعبه الجائزة التي تقدمها الشارقة لدعم المبدعين الذين يخدمون الثقافة العربية ويعملون من أجل نشر ثقافة الاعتدال والتعايش بين الحضارات ..موجها شكره وتقديره للدور الريادي والثقافي والإنساني الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على كافة الأصعدة العربية والإقليمية والعالمية.
وبدأ برنامج حفل الافتتاح بورشة كاريكاتير للفنان سال سيجور حيث قام فنانون من جمعية "السمندل" بتقديم ورشة عمل مفتوحة للمشاركين المهتمين بتعلم فن رواية القصص عن طريق الرسم بعدها بدأت جلسة حوار "وجهات نظر المختلفة حول دور القصص المصورة ودورهم في تعزيز الحوار بين الأجيال والثقافات.
كما شمل برنامج حفل الجائزة تقديم مادة تصويرية لكل من جمعية "السمندل" و مهرجان "شباك" وتلا ذلك تكريم الفائزين ليختتم الحفل بفقرة موسيقية لآمال مثلوثي مغنية وكاتبة أغاني تونسية بالتعاون مع مهرجان "شباك".
يشار الى أن جمعية "السمندل" منظّمة غير ربحيّة تقوم على العمل التطوعي وتُعنى بالنهوض بفن القصص المصوّرة /الكوميكس/ لدى جماهير من مختلف الأَعمار وقد نشرت منذ تأسيسها في العام 2007 مجموعة كبيرة من الكتب والمجلّات الى جانب استضافتها للعديد من حلقات العمل والمعارض سواء في لبنان أو في مناطق أخرى من العالم وقد حصدت السَّمندل عدَّة جوائز.
أما مهرجان "شُبّاك" فهو أكبر المهرجانات التي تعنى بالثقافة العربية المعاصرة في أوروبا وينظم بالمملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية ويقام منذ تدشينه في العام 2011 مرّة واحدة كلّ عامين ويمثّل جسراً ثقافياً يربط والمملكة المتّحدة بأفضل ما تقدّمه الثقافة العربية المعاصرة من خلال تنظيم برامج طموحة تشمل الفنون البصريّة والأفلام والموسيقى والمسرح والأدب والفعاليّات والمناقشات.
ويهدف المهرجان الذي يتم بالتعاون مع مجموعة جمعيات فاعلة و مؤسسات فنية في لندن و الخارج إلى الاحتفاء بالفنانين العرب على الصعيد الدولي ويركّز المهرجان على الأعمال الفرديّة للفنانين مسلطاً بذلك الضوء على أهميّة تعدديّة الأصوات وتنوع وجهات النظر المتباينة و يصبو المهرجان إلى الترويج لنواحي الابتكار والإبداع لدى الفنانين العَرب وإيصالها لعدد أكبر من الناس في المملكة المتحدة وفي العالم أجمع.
أرسل تعليقك