ربطت وزارة الدفاع الروسية هجوم تنظيم "داعش" على مدينة تدمر بريف حمص مع تعليق التحالف الدولي بقيادة واشنطن لعملياته في الرقة حتى الربيع المقبل.
وأوضح اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، في مؤتمر صحفي الاثنين 12 ديسمبر/كانون الأول، أن التنظيم هاجم المدينة من 3 محاور – من الشمال والشرق والجنوب، إذ شارك في الهجوم ما يربو على 5 آلاف مسلح.
وشدد كوناشينكوف على أنه لم يكن لمثل هذه المجموعة الكبيرة من قوات الإرهابيين وجود في محيط المدينة قبل يوم الخميس الماضي. وأوضح أن قرابة 4 آلاف إرهابي وبحوزتهم دبابات وعربات مصفحة وسيارات "جيب" مزودة برشاشات ثقيلة، انتقلوا بشكل سريع إلى ضواحي تدمر من ريفي دير الزور والرقة، مضيفا أنه سبق لهؤلاء أن خرجوا من الموصل العراقية إلى الأراضي السورية دون أن يواجهوا أي عوائق.
واستطرد قائلا: "من الواضح أن الدواعش تمركزوا في محيط تدمر كونهم واثقين من أن الأعمال القتالية في الرقة لن تستأنف".
وأضاف كوناشينكوف أن الإرهابيين شنوا على مدى يومين هجمات عدة على تدمر، فتمكن الجيش السوري من صد أول هجومين قويين بدعم القوات الجوية الفضائية الروسية. وأوضح في هذا الخصوص أن الطيران الروسي وجّه 64 ضربة إلى مواقع تمركز ومواقع قتالية لـ "داعش" وإلى تعزيزات كانت متجهة للإرهابيين على تخوم المدينة. وأسفرت تلك الغارات عن تدمير 11 دبابة وعربة مصفحة، و31 سيارة مزودة برشاشات ثقيلة، والقضاء على زهاء 300 مسلح.
وبشأن تكتيك الإرهابيين، أوضح كوناشينكوف أنهم كانوا يستخدمون السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون، والمدرعات والمدفعية الصاروخية التي بحوزتهم.
وأكد أن الإرهابيين تمكنوا من التوغل والتمركز على مشارف المدينة بعد هجوم مكثف، شاركت فيه، على أحد المحاور، سيارات مفخخة يقودها انتحاريون. وواصل الإرهابيون الهجوم رغم تكبدهم خسائر كبيرة.
وشدد كوناشينكوف على أن الطيران الروسي لم يوجه، ولا يوجه حاليا، أي ضربات إلى الأحياء السكنية في تدمر، مضيفا أن الإرهابيين استغلوا هذا الأمر وكثفوا هجماتهم.
وتابع قائلا: "في هذه الظروف، قامت القوات الحكومية السورية بإجلاء سكان تدمر، وانسحبت من المدينة، لتتمركز في مواقع على تخومها".
وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية أن السلطات السورية تتخذ حاليا كافة الإجراءات لتحرير المدينة في أقرب وقت.
واعتبر كوناشينكوف أن الهجوم الداعشي الجديد على تدمر، يؤكد مرة أخرى أنه لا يجوز إعطاء الإرهابيين أي متنفس، علما بأنهم يستخدمون كل فرصة من هذا القبيل لإعادة نشر قواتهم ولشن هجمات مفاجئة.
وأوضح المسؤول العسكري الروسي أنه من الضروري ممارسة الضغوط على الإرهابيين على جميع المحاور في سوريا والعراق وفي الدول الأخرى، من أجل تقويض قدراتهم على شن هجمات جديدة، وللقضاء عليهم في نهاية المطاف.
وبشأن الوضع في حلب، أكد كوناشينكوف أن القوات الحكومية السورية بسطت خلال الساعات الـ24 الماضية، سيرطتها على 5 أحياء أخرى من حلب الشرقية، وباتت تسيطر على 96% من مساحة المدينة ، مضيفا أن مساحة الأحياء التي مازالت تحت سيطرة المسلحين شرقي المدينة لا تتجاوز 8.5 كيلومتر مربع.
وسبق لوكالة "سانا" السورية الرسمية أن أكدت استعادة الجيش السوري سيطرته على أحياء الشيخ سعيد والشحادين ومنطقة الإسكان وكرم الأفندي وكرم الدعدع والصالحين، وصولا إلى جسر الحج والجلوم وباب المقام والفردوس وقلعة الشريف.
وأضاف كوناشينكوف أنه منذ بداية عملية الجيش السوري في حلب، تمكن ضباط المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا، من إجلاء أكثر من 100 ألف مدني، بينهم 40484 طفلا، من الأحياء الشرقية.
وأكد تزويد جميع المدنيين الخارجين من حلب الشرقية بالوجبات الساخنة والمواد الغذائية، مضيفا أن ما يربو على 5100 من سكان الأحياء الشرقية تمكنوا من العودة إلى منازلهم بعد تأمين المناطق التي يسكنون فيها.
وحسب بيانات وزارة الدفاع، أرسل مركز المصالحة الروسي خلال الساعات الـ24 الماضية، 78 طنا من المساعدات الإنسانية إلى حلب الشرقية.
وفي شأن ذي صلة، أكد كوناشينكوف خروج 2215 مسلحا من الأحياء الشرقية. وأوضح أنه وفقا للقرار الصادر عن الرئيس السوري، تم العفو عن 2137 من هؤلاء، فيما تستمر الإجراءات الأمنية الضرورية مع الباقين.
كما أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، أن الخبراء الروس يواصلون تفكيك الألغام في الأحياء التي استعادها الجيش السوري، موضحا أن هؤلاء قاموا حتى الآن بتأمين زهاء 31 هكتارا من مساحة المدينة وطرق بطول 18 كيلومترا، وهم تمكنوا في سياق هذه الجهود من تفكيك 1389 لغما وعبوة ناسفة.
أرسل تعليقك