كبّدت قوات الشرعية الانقلابيين خسائر كبيرة في أطراف محافظة الجوف. ووفق مصادر عسكرية، أحبط الجيش اليمني هجوماً للميليشيا الانقلابية استهدف مواقع تمركزه في جبهة حام بمحافظة الجوف، فيما أكد رئيس الأركان أن النصر على الانقلابيين بات قريباً. وقالت المصادر إنّ اشتباكات عنيفة اندلعت في محاولة هجوم فاشلة لعناصر الميليشيا على مواقع الجيش في جبهة حام. وأسفرت الاشتباكات عن قتلى وجرحى في صفوف تلك الميليشيا، إذ تكبّد الانقلابيون خسائر كبيرة في محاولتهم استعادة السلسلة الجبلية التي حررها الجيش الوطني الشهر الماضي.
ووفق المصادر فإنّ مواجهات عنيفة شهدتها مختلف مواقع القتال في مديرية نهم المدخل الشرقي لصنعاء وفي الشريط الحدودي لمحافظة صعدة على الحدود مع المملكة العربية السعودية، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني وبإسناد من مقاتلات التحالف ومدفعيته من دك مواقع الانقلابيين في البقع وباقم، وألحقت بهم خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد العسكري.
صد هجوم
إلى ذلك، صدت المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء، أمس، هجوماً شنته ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على منطقة الاجردي بمديرية الزاهر. وقال مصدر بالمقاومة، إنّ الميليشيات شنّت هجوماً واسعاً محاولة منها التسلل من جهة كساد بالزاهر آل حميقان، إلّا أنّ المقاومة الشعبية بجبهة الاجردي تمكّنت من كسر الهجوم المصحوب بالقصف المكثف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
إلى ذلك، قامت الميليشيا الانقلابية باستهداف سيارات المواطنين في منطقة المحصن بمديرية الزاهر آل حميقان، كما قصفت عشوائياً منطقة الحبج بالزاهر أعقبتها اشتباكات بين أبطال المقاومة والميليشيا. وفي ذي ناعم سقط نحو ثمانية من عناصر الميليشيات الانقلابية بين قتيل وجريح بينهم قيادات، وإتلاف الطقم الذي كان يقلهم في كمين نصبته المقاومة بالقرب من منطقة الحيكل بذي ناعم.
مصادرة مساعدات
في الأثناء، ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أنّ الانقلابيين الحوثيين جنوا ما يزيد على مليار دولار من عائدات بيع المشتقات النفطية للسكان في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، مشيرة إلى أنّهم يجمّدون ويصادرون المساعدات المخصصة للمدنيين.
وقالت المنظمة في تقرير وزعته، أمس، إنّ فريق خبراء تابع للأمم المتحدة أفاد أن الحوثيين جنوا ما يصل إلى 1.14 مليار دولار من توزيع الوقود والنفط في السوق السوداء، وأن الوقود كان أحد المصادر الرئيسية لإيرادات الحوثيين، مضيفة:
«يبدو أن الانقلابيين يستخدمون الوقود المستورد لأغراض عسكرية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ منع واردات الوقود أو تأخيرها بشكل مفرط من الوصول إلى المدنيين يساهم في انهيار النظام الصحي، الافتقار إلى المياه غير الملوثة، وزيادة التكاليف التي تجعل الأغذية والسلع الأساسية مرتفعة الثمن إلى حد لا يحتمله اليمنيون الفقراء.
وأكّد التقرير قيام الانقلابيين الحوثيين وقوات المخلوع صالح بتجميد ومصادرة المساعدات المخصصة للمدنيين، وفرض قيود مشددة وغير ضرورية على العاملين في الإغاثة وعرقلة تقديم المساعدات، ما اضطر منظمات إغاثية لحسب موظفيها والتوقّف عن العمل في بعض المناطق.
ونقل التقرير عن مسؤول في مستشفى بتعز، أنّ الانقلابيين صادروا في أبريل الماضي معدات طبية من شاحنتين، بما فيها مواد غسيل الكلى، كان من المفترض أن يستفيد منها ما لا يقل عن 160 مريضاً في المستشفى، فضلاً عن أنّهم منعوا في فبراير الماضي قافلة إغاثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة من دخول المدينة عند حاجز تابع لهم. وقالت المنظمة إنّ مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أفادت في 17 سبتمبر الجاري بأنّ ميليشيات الحوثي وصالح فرضت حصاراً وحشياً على مدينة تعز.
معاناة شعب
بدوره، أعلن منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، أمس، أن الشعب اليمني يكافح للبقاء على قيد الحياة. وأضاف ماكغولدريك، في تغريدات على حسابه في «تويتر»، أنّ اليمنيين يكافحون لإطعام أسرهم، والحصول على الخدمات الصحية والمياه. يذكر أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية حذرت مراراً من الأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها اليمن منذ انقلاب الميليشيات، وسيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء في 2014، لاسيما حصار ميليشيا الحوثي لبعض المدن وعلى رأسها تعز.
سرقة لوحات
على صعيد آخر، قالت مصادر في إدارة الجمارك بأمانة العاصمة اليمنية صنعاء، إنّ ميليشيات الحوثي نهبت أكثر من سبعة آلاف رقم جمركي لصالح سيارات مسروقة لدى الجماعة.
وأكدت المصادر أنّ الميليشيات نهبت ذلك العدد الكبير من أرقام جمارك السيارات من إدارة مرور أمانة العاصمة، بتوجيه لديها من رئيس المجلس السياسي للحوثيين والمؤتمر صالح الصماد. ووفق المصادر فإنّ الميليشيات تريد استخدام تلك الأرقام الجمركية لقرابة سبعة آلاف سيارة مسروقة من عدد من مؤسسات الدولة في صنعاء، والسيارات التي تم نهبها من ممتلكات المواطنين في العاصمة التي تسيطر عليها الميليشيات.
من جهته، أكد رئيس أركان الجيش اليمني، اللواء الركن طاهر العقيلي، أمس، أن «النصر على ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، بات أقرب من أي وقت مضى»، مشدداً على أن الانقلابيين أداة لتنفيذ المشروع الإيراني.
وتعهد اللواء العقيلي، في كلمة ألقاها خلال عرض عسكري كبير أقيم بمحافظة مأرب، احتفاءً بالعيد الـ55 لثورة 26 سبتمبر، للشعب اليمني برؤية ثمار صبرهم وتضحياتهم عما قريب، انتصاراً عظيماً في مختلف الجبهات. ووجه رسالة شكر وتحية لقيادة وشعب المملكة العربية السعودية والتحالف العربي «الذين استجابوا لنداء اليمن في تلاحم أخوي مثل منعطفاً تاريخياً عظيماً في مسيرة الاصطفاف العربي».
وأشار رئيس الأركان إلى أن ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية، نصبت نفسها أداة لمشروع النفوذ الإيراني، لافتاً إلى أن جرائم الانقلابيين تعدت الخراب والفوضى والقتل إلى التنكر للقيم الإنسانية، وتحويل اليمن إلى ملعب لإيران وأطماعها التوسعية على حساب هوية ومصالح الشعب اليمني.
وأكد اللواء العقيلي أن القوات المسلحة اليمنية تقف بالمرصاد للمشروع الانقلابي، ومصرة على تحقيق النصر على تلك الميليشيات.
وشاركت في العرض العسكري وحدات رمزية من مختلف الألوية العسكرية والأمنية، حيث استعرضت قوات الجيش والأمن اليمني مهاراتها، وجدد أبطالها العهد باستعادة الدولة وتطهير اليمن من الانقلابيين وأحفاد الإمامة.
أرسل تعليقك