دعت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية إلى ضرورة تقاسم أعباء الهجرة واللجوء للفارين من ويلات الحروب والفقر من بلدانهم وإيجاد حلول لأزمة المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي .. مؤكدة أن الاتحاد أمام ضغوط هائلة بشأن أزمة هجرة غير مسبوقة إلى دوله خاصة عبر المتوسط.
كما طالبت افتتاحيات الصحف المجتمع الدولي الوقوف بكل حزم في وجه الجرائم الإسرائيلية و فرض عقوبات جادة ورادعة لوقف زحف الاحتلال الاستيطاني باتجاه الأراضي الفلسطينية إضافة إلى توفير مختلف سبل الأمن والحماية للأملاك والمقدسات والآثار العربية والإسلامية التي يسعى الاحتلال إلى تدميرها والعبث بهويتها .. مشيرة إلى استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بهدف التطهير العرقي و طمس الهوية العربية لفلسطين تجاهلا لكل القرارات الشرعية والقوانين والمواثيق الدولية.
وتحت عنوان " مشاركة الأعباء " قالت صحيفة " البيان " إن الاتحاد الأوروبي أمام ضغوط هائلة في وجه أزمة هجرة غير مسبوقة إلى دوله شمالا عبر القطب الشمالي وجنوبا عبر المتوسط .. مشيرة إلى محاولة أعداد متزايدة من المهاجرين الفقراء الوصول إلى أطرافه في رحلة مليئة بالأهوال لا يخوضها أحد ما لم يكن خائفا على مصيره أو فارا من واقع أشد مرارة و من يصل منهم تقف دون دخوله أسوار وأسلاك شائكة في رحلة مذلة ومميتة لا يخوضها إلا من تقطعت به السبل.
وأوضحت أن عاملين رئيسيين يدفعان بهؤلاء إلى المجازفة بأرواحهم وركوب عباب البحر في قوارب صيد لا تسعهم أو شاحنات مغلقة هما النزاعات المسلحة وغياب سبل الحياة الكريمة في بلدانهم.
وأضافت أن هؤلاء هم فاقدو الأمل من وعود إحلال السلام والتنمية في العالم وقد تكون مأساة اللاجئين السوريين هي الأشد وطأة حيث يتوزعون على دول الجوار في ظروف أقل ما يقال عنها إنها بائسة .. وعلى الرغم من كل الجلبة حول الهجرة فإن أوروبا لا تستقبل إلا أعدادا محدودة منهم ودولها على خلاف في كيفية معالجة المشكلة فيما يتطلب هذا الوضع المأساوي نهجا أقل أنانية يتجاوز المصالح القومية الضيقة و يقدم مساهمة متواضعة من باب التعبير عن الاهتمام والتعاطف الإنساني.
وأكدت " البيان " في ختام افتتاحيتها أن تقاسم الأعباء في هذه المأساة يعني التعويل على دول الاتحاد الاوروبي استقبال مزيد من هؤلاء اللاجئين بما يتناسب مع إمكانيات تلك الدول وقدراتها وثقلها الاقتصادي و بما يتماشى مع حقوق الإنسان لا سيما وأن العلاقة التاريخية لأوروبا مع دول أفريقيا وحوض المتوسط كانت ثقيلة الوطأة على التنمية في تلك البلدان.
وحول استمرار اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين قالت صحيفة " الخليج " .. إن مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة كان مساء أمس الأول هدفا لغزوة عسكرية صهيونية جديدة قامت بها قوات النخبة المدعومة بالدبابات والمدرعات.
وتحت عنوان " مخيم جنين مجددا " أشارت إلى أنه كما هو تاريخ المخيم فالغزوة وجهت بمقاومة شرسة من قبل مجموعة من المقاومين وبما توفر لديها من سلاح محلي الصنع وإرادة صمود في معركة غير متكافئة إطلاقا أكد خلالها أبناء المخيم أن العدوان لا يمكن أن يكسر الإرادة وأن المقاومة هي وحدها طريق التحرير وأن التمسك بخيار المفاوضات والتنسيق الأمني مع العدو لن يجلب إلا الاستسلام وتصفية القضية وفرض الأمر الواقع الذي يسعى الكيان إلى ترسيخه من خلال المزيد من العربدة والعدوان والتهويد.
ونوهت بأن مخيم جنين تعرض عام 2002 لهجوم بربري استمر عشرة أيام خاض المقاومون خلاله معركة أسطورية استشهد فيها / 63 / فلسطينيا بينهم / 23 / مقاوما من مختلف الفصائل واعترف العدو بمصرع / 23 / جنديا وعشرات الجرحى ودمر الاحتلال / 455 / منزلا بشكل كامل و/ 800 / منزل بشكل جزئي وتم تشريد عشرات العائلات.
وقالت إن هذا المخيم الذي كرر أمس الأول أسطورة الصمود وأفشل أهداف العدوان وكان قد وصفه وزير الحرب الصهيوني آرييل شارون بـ " عاصمة الانتحاريين " و " عش الدبابير ".. يمثل نموذجا للقدرة على المقاومة وقدم درسا جديدا للسلطة الفلسطينية ولكل دعاة المفاوضات على عقم البحث عن حلول سلمية مع كيان عنصري لا يعرف إلا العدوان.
وأضافت أن المخيم وجه كذلك رسالة إلى كل الفصائل الفلسطينية وخصوصا إلى حركتي " فتح " و " حماس " بالتخلي عن ممارساتها التقسيمية ومناكفاتها وأطماع الاستئثار بالسلطة وسياسات الإقصاء والعصبية الحزبية والرهانات الخارجية والعودة إلى الحوار واسترجاع الوحدة الوطنية التي تشكل عصب الصمود والمبادرة إلى صياغة برنامج نضال وطني يضع كل الإمكانات والقدرات الفلسطينية في الميدان.
وحذرت من أن أي تأخير أو مماطلة في استعادة الوحدة الوطنية يوفر للعدو فرصة تعزيز الانقسام والمضي في مخططاته التوسعية واعتداءاته و يقدم دليلا على عدم جدية القيادات الفلسطينية في تحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه القضية وشعبه بل يزيد من الشكوك حول دورها في المساهمة بطمس القضية ووضعها على الرف تساوقا مع موقف عربي متهافت بات يستجدي حلا بأي ثمن وعلى استعداد للمضي حتى آخر الطريق في تقديم التنازلات المجانية.
ونبهت إلى أن العدوان على مخيم جنين يأتي في ذروة هجمة صهيونية غير مسبوقة على المقدسات في مدينة القدس من أجل استكمال تهويد المدينة وكذلك في ظل حملة تهويد واسعة للضفة الغربية من خلال مصادرة الأراضي وإقامة عشرات المستوطنات التي يتم زرعها في مختلف المناطق وطرد لعرب النقب من أراضيهم انطلاقا من مفهوم صهيوني يعتبر الاستيطان هو العمود الفقري للكيان بما يؤمن ديمومته وقوته.
ورأت " الخليج " في ختام افتتاحيتها أن العدوان على مخيم جنين سيمر كما الاعتداءات على كل الأرض الفلسطينية..كما الحصار على قطاع غزة..كما الإزدراء الإسرائيلي بقرارات الشرعية الدولية والقوانين والمواثيق الدولية مرور الكرام كما هي العادة .. وكما تعودنا من خذلان وهوان ومذلة ولعق للجراح .. لأنه مخطط للأمة أن تستنزف آخر قطرة من مناعتها..و" حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا " فالشعب الفلسطيني سيبقى وحيدافي الخندق الأخير.
أما صحيفة " الوطن " فكتبت تحت عنوان " الاحتلال يؤكد إجرامه " أنه منذ أكثر من ستين عاما والاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل من خلال أعماله المشينة التي تسعى للتطهير العرقي وطمس الهوية العربية في فلسطين وارتكاب المجازر والتدمير والتخريب بكل متعلقات الفلسطينيين .. موضحة أن هذه الاختراقات تأتي على مسمع ومرأى من كل العالم والذي يقف بدوره عاجزا أمام هذه التجاوزات الخطيرة والتي من شأنها زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
ونبهت إلى أن سياسة إسرائيل التوسعية والمبنية على سلب الحق الفلسطيني من خلال استخدامها للقوى المفرطة وفرض هيمنتها على المدنيين ومصادرة أراضيهم وأملاكهم وتجريدهم من كافة حقوقهم .. تؤكد على عدم احترام الاحتلال الإسرائيلي لأي مواثيق أو معاهدات دولية وهذا ينذر بالمزيد من التغول الإسرائيلي على الحق الفلسطيني والمزيد من العقبات الجديدة التي تهدد مشروع إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
ولفتت إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اجتاحت أمس مخيم جنين مصطحبة معها / 40 / آلية عسكرية تساندها جرافات إشارة من الاحتلال إلى تمهيده لارتكاب مجزرة جديدة في جنين على أنقاض المجزرة التي ارتكبها في نيسان عام 2002 فبالرغم من كل التحذيرات العربية والدولية لوقف وتجميد كافة أعمال الاحتلال الإجرامية والاستيطانية .. إلا أنه ما زال مستمرا في نهجه الخبيث الذي يسعى لاقتلاع الحق الفلسطيني وتشريد مئات الآلاف من أرضهم ووطنهم وقتل المزيد من الأبرياء..وإذا ظل الصمت الدولي على ما هو عليه فلن تكون هناك فرصة مواتية لانبلاج حل عادل للقضية العربية الجوهرية " فلسطين " لا سيما وأن السلطات الإسرائيلية ما زالت مستمرة في غطرستها وعدم انصياعها للقانون الدولي والذي يحتم عليها احترام حق الشعب الفلسطيني ووقف كافة أعمالها الاضطهادية ضده.
ودعت " الوطن " في ختام افتتاحيتها العالم أجمع للوقوف بكل حزم في وجه الجرائم الإسرائيلية والتي يرتكبها كل يوم ليس فقط في جنين وإنما في كل شبر من فلسطين وفرض عقوبات جادة ورادعة لوقف الزحف الاستيطاني باتجاه الأراضي الفلسطينية وصون الحق الفلسطيني في أرضه ووطنه وتوفير كافة سبل الأمن والحماية للأملاك العربية والمقدسات والآثار والتي يسعى الاحتلال إلى تدميرها والعبث بالهوية العربية لفلسطين.
وقالت إنه إذا كان الاحتلال لا يفهم لغة القانون ولا يأبه لأي ميثاق أو عرف دولي فلا بد من تكاتف أممي لوقف التمرد الإسرائيلي الأرعن من خلال حزمة من العقوبات الصارمة وإلزامه بتطبيق القرارات والمعاهدات كافة لتغيير نهجه الدموي والبربري الذي تتبناه مؤسساته السياسية والعسكرية وتراجعه عن كافة الإجراءات القمعية التي يفرضها على الفلسطينيين وإعادة كل المصادرات التي فرضها عليهم بالقوة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 بما فيها القدس الشريف.
أرسل تعليقك