سجل المختبر الجنائي الكيميائي في شرطة دبي 222 قضية أمفيتامينات وكبتاجون، خلال العامين الأخيرين، تنوعت بين التعاطي والاتجار والتهريب، وفق مدير الشؤون الإدارية بالإدارة العامة للادلة الجنائية عقيد خالد حسين السميطي.
فيما كشفت ممثل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بفيينا، جيوفانا كامبيلو، أن شخصاً من كل 20 راشداً تعاطوا المخدرات مرة واحدة على الأقل عام 2014، وفقا للإحصاءات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لعام 2016، وأن 26 مليون شخص عانوا اضطرابات تعاطي المخدرات، ووفاة 207 آلاف و400 شخص من المتعاطين.
وقالت إن الإدمان يحدث نتيجة عوامل خارجية، وليس خياراً شخصياً يتخذه المرء، موضحة أن نسبة العلاج وإعادة التأهيل تنجح بين المتعاطين بنسبة تراوح بين 40 و60%، وأن معظم حالات الوفاة المرتبطة بتعاطي المخدرات يمكن تفاديها عند الخضوع للعلاج.
وأضافت أن الوضع في الإدمان المخدرات أسوأ بالنسبة للنساء، ذلك أن امرأة من كل ثلاث نساء تدمن المخدرات، لكن واحدة من كل خمس تخضع للعلاج، موضحة أن جودة العلاج في كثير من الدول للأسف غير فعالة أو مجدية، كونها لا تتبع المعايير العلمية الصحيحة.
من جهته، عزا الخبير الدولي بالأمم المتحدة ممثل شرطة دبي، العقيد دكتور إبراهيم محمد الدبل، فشل الحملات التوعوية إلى الاعتماد على الأسلوب العشوائي دون الدراسة العلمية للجمهور المستهدف، والفردية في تناول موضوع الحملة وعدم التنسيق (محلياً ودولياً)، وفقدانها عنصر الاستمرارية، والتداخل في أدوار الجهات المشاركة في الحملة، وافتقادها القياس الدوري، والاعتماد على أدوات إعلامية أحادية الأسلوب، دون اللجوء إلى التنويع.
فيما ذكر مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية، العقيد أحمد مطر المهيري، أن شرطة دبي حرصت على التقصي عن الحبوب، وجرى فحصها من قبل المختبر الجنائي، وتم التأكد من خلوها من أي مؤثرات عقلية، لافتاً إلى عدم تلقي أي بلاغات أو حالات لكن يجري ترويج مثل هذه الشائعات عادة في هذا الوقت المرتبط ببدء العام الدراسي.
وتفصيلاً، قال العقيد عيد ثاني حارب إن شائعات انتشرت على نطاق واسع، خلال الفترة الأخيرة، حول وجود مادة مخدرة جديدة، انتشرت بين الطلبة تعرف باسم «الفراولة السريعة»، لافتاً إلى أن شرطة دبي تحركت على الفور للتحري حول ماهية هذه المواد، واكتشفت أنها عبارة عن حبوب تعطي مذاقاً حلو الطعم، يقبل عليه الأطفال كما أن له نكهات مختلفة وليس الفراولة فقط، ويستخدم كمعطر للفم.
وأكد ضرورة التوجه إلى الجهات المعنية قبل ترويج هذه الشائعات، التي تعكس نوعاً من عدم الوعي، أو تعمد إثارة البلبلة لذا يجري التقصي عن مصدر الرسائل ومحاسبة المسؤول عنها، لافتاً إلى أن هناك اهتماماً مضاعفاً بالمدارس لتوفير الحماية الكاملة للطلبة، لذا تم اتخاذ الإجراءات المطلوبة للتأكد من طبيعة هذه المادة.
وقال حارب إنه من منطلق الوقاية والحفاظ على صحة وسلامة الأبناء من السقوط في براثن التعاطي أو مروجي المخدرات، خصصت ضابط ارتباط للتنسيق التام مع مختلف المدارس الحكومية والخاصة بإمارة دبي، للإبلاغ عن أي حالة مقلقة، أو سلوك غير سوي، ربما يدل على تعاطي صاحبه.
من جهته، قال رئيس قسم العمليات المدرسية لشؤون الطلبة في وزارة التربية والتعليم، خالد راشد، إن الوزارة اعتمدت تشكيل لجنة تربوية في كل مدرسة، ترصد أي ظاهرة سلوكية، وتحدد درجة المخالفة وفق لائحة الانضباط السلوكي التي أعدتها الوزارة، وإذا كانت المخالفة تصل إلى درجة معينة مثل التعاطي، فيتم إبلاغ الشرطة مباشرة، لأن التستر عليها ليس من مصلحته أو مصلحة المدرسة والوزارة.
وأضاف أن الإشكالية في ما أثير حول «الفراولة السريعة» وغيرها من تلك المواد، أن طلبة يعيشون الوهم، ويدعون أنهم تأثروا إلى درجة ما حين تناول هذه الحبوب، فيتأثر زملاؤهم بذلك، وتنتشر فكرة أن لها تأثير المخدرات، مؤكداً التدقيق على جميع المدارس، والتأكد من عدم وجود أي مشكلات من هذا النوع، كما لم ترد شكاوى من آباء بهذا الشأن.
إلى ذلك، قال مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية، العقيد أحمد مطر المهيري، إن المختبر الجنائي لشرطة دبي قطع شوطاً طويلاً في طريق فحص المواد التي يشتبه في احتوائها على مخدرات، لافتاً إلى عدم تلقي أي حالات متعلقة بما يعرف بـ«الفراولة السريعة»، لكن مع ذلك تم الحصول على عينات من هذه المواد، والتأكد من أنها مجرد حلوى معطرة للفم ذات نكهات مختلفة.
وذكر خبير أول سموم في الأدلة الجنائية بشرطة دبي، الدكتور فؤاد تربح، أن حبوب «الفراولة السريعة» خلاصة نبتة اكتشفت في القرن السابع عشر بسواحل إفريقيا، ثم نقلت لاحقاً إلى الولايات المتحدة، وهي تحفز مركز التذوق الحلو في الفم، وكان بالإمكان تحويلها إلى مادة تحلية مثل السكر، لكن يقتصر استخدامها الآن في نطاق معين منها علاج أعراض ثانوية لمرضى السرطان.
وأضاف أن الفحوص قطعت بأنها خالية كلياً من أي مؤثرات عقلية، لكن يجب على الأسر الانتباه إلى إفراط الأبناء في تناولها، لأنها عقاقير كيميائية في النهاية، واستخدامها بشكل غير مقنن ضار صحياً، وربما يؤثر في وظائف الكلى والكبد.
أرسل تعليقك