كشف العميد عمر الشامسي نائب مدير الإدارة العامة للعمليات في شرطة دبي، عن أن عدم إفساح الطريق لسيارات الشرطة والإسعاف تسبب في وفاة منقذ في حادث مروري بسبب رعونة وقلة وعي بعض قائدي المركبات، كما أنه عرض حياة الكثيرين من المرضى والمصابين في حوادث مرورية للخطر، مطالباً بتشديد العقوبات في هذه المخالفة التي تنم عن قلة ثقافة مرورية وإنسانية، مؤكداً أن تعليمات مشددة من القائد العام لشرطة دبي الفريق خميس مطر المزينة بتشديد المخالفات ضد قائد المركبات وزيادة الحملات التوعوية وتنوعها في هذا الشأن.
وقال العميد الشامسي لـ «البيان» إن التشدد في منح رخص القيادة يجب أن يتضمن هذا النوع من الاختبارات، لافتاً إلى أن الازدحام يشكل عائقاً كبيراً أمام سيارات الطوارئ في ظل عدم توفر مسارات خاصة لها في بعض الشوارع وتكدس المركبات وهو الأمر الذي يعرض حياة آخرين للخطر، وإنه من ضمن الحالات وردت شكوى من شخص مواطن تفيد بعدم وصول والدته إلى المستشفى بالسرعة المطلوبة غير مدرك المعاناة التي تمر بها سيارات الطوارئ في الشوارع.
وأفاد العميد الشامسي بأنه تم تسجيل 128 مخالفة منذ بداية العام وأن حملة «إفساح الطريق لمركبات الطوارئ» تحت شعار «افسح... تُنقذ» مستمرة طوال العام وأن الأمر يحتاج إلى مزيد من التوعية لأن المخالفة لا تسجل إلا في حالة عدم وجود فرصة للمرور، لافتاً إلى ضرورة إحضار هؤلاء المخالفين إلى المرور وإعطائهم دورة تثقيفية حول أهمية إفساح الطريق حتى لا يتكرر الأمر وحتى يختفي نهائياً، مشيراً إلى أن قيمة مخالفة عدم إفساح الطريق لمركبات الطوارئ 500 درهم، و4 نقاط مرورية، وذلك وفقاً لقانون السير والمرور الاتحادي الحالي، حيث لا تعتبر رادعاً كافياً إذ ما قسنا نتائجها على أرواح البشر.
وأشار العميد الشامسي إلى أن إفساح الطريق في أغلب الدول المتقدمة وذات الأنظمة المرورية الصارمة تمنح أولوية قصوى لدرجة أن قائدي المركبات يقومون بإتاحة حارة خاصة في ثوانٍ معدودة لسيارات الشرطة أو الإسعاف أو الإنقاذ والدفاع المدني مدركين طبيعة عملهم خاصة عند استخدام الأضواء التي تدل على وجود خطر وهما اللونان الأزرق والأحمر، مفيداً بأن أغلب قائدي المركبات في الإمارات لديهم ثقافة مرورية متدنية في العديد من الأمور نتيجة خلفياتهم السابقة، مؤكداً أن بعض السائقين خاصة من النساء يشعرون بالارتباك ولا يعرفون التصرف السليم ويظل في مساره دون إعطاء سيارات الطوارئ مساحة كافية للمرور.
ولفت الشامسي إلى أن الشرطة لا يمكن رصدها جميع السائقين المخالفين في تلك اللحظات التي تأتي فيها الضرورة في إيصال المريض أو الوصول إلى مواقع الحوادث بسرعة كبيرة إلا أنه يتم رصد السيارات التي ينم قائدها عن رعونة أو لامبالاة أو الانشغال بالهاتف دون الاكتراث بسيارات الإسعاف أو الشرطة وتسجل ضدهم مخالفات، منوهاً بأن هناك من يقوم بالالتصاق أو السير خلف سيارات الطوارئ لاستغلال الموقف إلا أن هذا الأمر يعرض السائقين للخطر كما أن هذا التصرف ينم عن انطباع سيئ عن قائد المركبة المستغل.
وأضاف العميد الشامسي أن الإعلام يتحمل مسؤولية كبيرة في الترويج لحملة إفساح الطريق والتي يجب أن تستمر على مدار العام لحين القضاء على مخالفاتها وتصحيح بعض الثقافات، منوهاً بأن الهدف المرجو من سيارات الطوارئ الوصول في غضون 4 دقائق لا يمكن أن يتحقق في ظل هذه الثقافة واستمرار الوضع على ما هو عليه خاصة وأن الإمارات تشهد ازدهاراً كبيراً وزيادة في أعداد السائقين والسيارات على الطرقات وهو الأمر الذي يحتاج إلى جهود توعوية مضاعفة إلى جانب تشديد العقوبات.
ومن جانبه قال العقيد جاسم خليل ميرزا مدير إدارة التوعية الأمنية بالإدارة العامة لإسعاد المجتمع في شرطة دبي، إن هناك واجباً على كل مواطن ومقيم لإعطاء الأولوية لسيارات الإسعاف والإنقاذ والدفاع المدني، حتى تتم المساهمة في إنقاذ مصاب أو مريض أو إخماد حريق أو غيرها، وطالب الإعلام بأن يكون له دور حقيقي في توعية أفراد الجمهور بأهمية إفساح الطريق أمام مركبات الطوارئ على الشوارع، وغرس تلك الثقافة وهذا الوعي لدى الجمهور كافة بأهمية هذا العمل.
ولفت العقيد ميرزا إلى أن شرطة دبي تعمل على زيادة الحملات التوعوية وأن الحملة تتضمن إرسال الرسائل التوعوية عبر «اس ام اس» لكافة قائدي المركبات المسجلين في دبي، كذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر أجهزة الصراف الآلي وأجهزة شرطة دبي المنتشرة في كافة مراكز الشرطة والمراكز التجارية، داعياً الجميع إلى تقدير حجم الخطر الذي ينم عن عدم إفساح الطريق أمام مركبات الطوارئ.
وأشار عماد صلاح إلى أهمية وعي السائقين بضرورة إفساح الطريق، وأنه شاهد الكثير من قائدي المركبات لا يبالون بمرور سيارات الطوارئ ولا يفسحون المجال أمامها خاصة في أوقات الازدحام وفي الشوارع ذات المسارات الضيقة.
ولفت عماد إلى أن ثقافة إفساح الطريق أمام سيارات الطوارئ يجب أن تغرس في نفوس الأبناء وأنه في حالة وجود أطفال في السيارة يجب أن يتم تلقينهم هذه المبادئ التي تنم عن وعي إنساني ومجتمعي وثقافي، لافتاً إلى ضرورة إدراج هذه التعليمات ضمن اختبارات الحصول على رخصة القيادة لضمان ثقافة كافية لدى الجميع، مع تشديد العقوبات على هذا النوع من المخالفات.
ومن جانبها قالت فاطمة أحمد موظفة حاصلة على رخصة قيادة حديثاً، إنها تشعر بالارتباك لمجرد وجود سيارة شرطة أو إنقاذ أو طوارئ بالقرب منها وأنها تحاول أن تفسح الطريق إلا أن بعض قائدي المركبات التي أمامها لا يمنحوها المجال الكافي، لافتة إلى ضرورة تثقيف السائقين حول هذا النوع من المخالفات، وأنه من المحتمل أن يكون الشخص نفسه أو أحد أقاربه داخل سيارة الإسعاف وقد يفقد حياته المعدودة بسرعة الانتقال.
كشف العميد عمر الشامسي نائب مدير الإدارة العامة للعمليات بشرطة دبي، عن 49 حالة ولادة تمت العام الماضي داخل سيارات الإسعاف بسبب عدم وجود ثقافة لدى أفراد الجمهور لإفساح الطريق لسيارات الإسعاف أو الدفاع المدني أو الشرطة، وهو الأمر الذي يصنف بالخطير لأن هذه الحالات قد تعاني مضاعفات لا يمكن إسعافها داخل السيارة.
وقال العميد الشامسي إن كثيراً من سائقي المركبات الخاصة لا يبالون بطلب سيارات الإسعاف بإفساح الطريق، على الرغم من إطلاقها بوق التنبيه.
أرسل تعليقك