استعرضت البعثة التجارية الرسمية التي نظمتها غرفة تجارة وصناعة الشارقة إلى العاصمة البرتغالية لشبونة مزايا الاستثمار بالإمارة والفرص الواعدة والمتاحة في مختلف قطاعاتها الاقتصادية ومجالاتها الحيوية بوصفها مركزاً اقتصادياً وتجارياً رائداً على صعيد المنطقة.
تهدف البعثة التجارية برئاسة عبدالله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة التي بدأت زيارتها أمس إلى لشبونة - إلى تعزيز مستوى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وبناء الشراكات الاستثمارية بين الشارقة والبرتغال في إطار العلاقات المتنامية بين الإمارات والبرتغال على مختلف الصعد.
وبحث الوفد الذي ضم عدداً من المسؤولين من دائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة ومركز اكسبو الشارقة ونخبة من رجال الأعمال والمستثمرين من الشارقة .. تنسيق الجهود مع الغرف التجارية والصناعية والجهات المعنية بشؤون الاستثمار في البرتغال بهدف جذب مزيد من رجال الأعمال البرتغاليين للاستثمار في الإمارة وفتح أسواق جديدة وواعدة أمام الأعضاء المنتسبين لغرفة الشارقة بما يُتيح لهم تطوير أعمالهم وتوسيع استثماراتهم الخارجية وزيادة صادراتهم من المنتجات الوطنية.
و نظّمت الغرفة خلال الزيارة "الملتقى الثاني لرجال الأعمال الإماراتيين - البرتغاليين" بالتنسيق مع سفارة دولة الإمارات لدى البرتغال وبالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية العربية - البرتغالية ووكالة الاستثمار والتجارة الخارجية البرتغالية بعد أن استضافت غرفة الشارقة نسخته الأولى عام 2013 .
و ركّز وفد الشارقة خلال الملتقى على التعريف بأهمية الإمارة للشركات البرتغالية التي تتطلع إلى التوسع في أسواق منطقة الشرق الأوسط وتشجيعها على تأسيس أعمال في الإمارة نظراً لما توفره من حوافز وتسهيلات وبيئة وحياة اقتصادية ملهمة ورائدة إقليمياً تُعتبر الأسرع تطوراً ونمواً وانفتاحاً على مختلف أسواق العالم.
حضر الملتقى سعادة موسى الخاجة سفير الدولة في البرتغال وممثل معالي البروفيسور الدكتور اكوشتو سانتوس سيلفا وزير الخارجية البرتغالي وسعادة يوريكو برلينت دياش سكرتير الدولة للتدويل وسعادة المهندس انجيلو كورايا رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية العربية البرتغالية وسعادة الدكتور لويس فيليب دي كاسترو هنريجيس رئيس وكالة الاستثمار والتجارة الخارجية البرتغالية إلى جانب مشاركة مسؤولي أكثر من 150 مؤسسة حكومية وشركة برتغالية كبرى ورائدة من مختلف قطاعات الأعمال في البرتغال.
و أكد ممثل وزير الخارجية البرتغالي في كلمته متانة العلاقات وعمق الروابط السياسية والثقافية والاقتصادية بين الإمارات والبرتغال ورغبة بلاده في مواصلة توطيد علاقتها مع الإمارات وحرصها على تشجيع مجتمع الأعمال البرتغالي على تبادل الاستثمارات مع نظيره الإماراتي وتعزيز التبادل الثقافي والتجاري والسياحي والتعاون في مختلف المجالات مع إمارة الشارقة بالاستفادة من العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين الصديقين .. مشيداً بجهود غرفة الشارقة في تنمية وتقوية هذه العلاقات.
من جانبه أشاد عبدالله سلطان العويس بالعلاقات الثنائية التاريخية العريقة القائمة بين دولة الإمارات وجمهورية البرتغال والروابط الثقافية والإنسانية والحضارية الوطيدة والمصالح الاقتصادية المتنامية بين مجتمعي الأعمال في كلا البلدين الصديقين .. مشيراً إلى إسهام إمارة الشارقة بدور رائد في دفع العلاقات بين الإمارات والبرتغال من خلال التواصل والشراكة والتعاون على مختلف الأصعدة التي تصب في خدمة مصالح الدولتين.
وأوضح أن زيارة البعثة ما هي إلا حلقة جديدة تضاف إلى سلسلة الزيارات المتبادلة للوفود الرسمية والتجارية بين إمارة الشارقة والبرتغال التي تكلّلت عام 2013 بزيارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إلى البرتغال لافتتاح فعاليات أيام الشارقة الثقافية والتي تجدّدت قبل أيام قليلة عندما قام سموه زيارة خاصة إلى البرتغال استهدف خلالها جهات ثقافية وأكاديمية وعلمية عريقة وتاريخية لتعكس دور الشارقة الراسخ بأهمية التواصل الثقافي وبناء الجسور المعرفية والفكرية وكذلك تبادل المنافع المشتركة بين الشعوب.
و نوه إلى أن هذه الزيارة تأتي ترجمة لرؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات في تنمية وتقوية علاقاتها الدولية وفق سياسة الاحترام والتفاهم المتبادل وتبادل الخبرات في مجالات التكنولوجيا والثقافة والابتكار واستثمار الفرص في المجالات المتقدّمة مثل الذكاء الصناعي وتكنولوجيا الفضاء والطاقة المتجددة والثورة الصناعية الرابعة .
و قال العويس إن غرفة الشارقة حرصت على القيام بدور فاعل في الملتقيات الاقتصادية العربية - البرتغالية وغيرها الكثير من الأحداث المشابهة وأسهمت بشكل أو بآخر في رفع حجم التبادل التجاري بين الإمارات والبرتغال إلى أكثر من 1.23 مليار درهم في عام 2016 ونموها بنسبة 8 في المائة عام 2017 ووصول عدد الشركات البرتغالية العاملة في الإمارات إلى أكثر من 600 شركة فضلا عن احتضان الشارقة مقرات للعديد من الشركات البرتغالية التي تعمل في مجالات التجارة العامة واستشارات الأعمال والطيران والمعدات الهندسية والعقارات توفر لها الإمارة جميع التسهيلات المهمة والدعم اللازم لنموها وتوسعها .
و أعرب سعادته عن أمله في أن تُشكّل هذه الزيارة محطة انطلاق جديدة نحو تعاون أعمق يُسهم في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري وبناء شراكات واعدة بين البلدين الصديقين انطلاقاً من القناعة بأهمية البرتغال الاقتصادية كبوابة إلى القارة الأوروبية والإيمان بأهمية الشارقة كبوابة إلى مختلف أسواق منطقة الشرق الأوسط.
بدوره أكد سعادة موسى الخاجة أن ملتقى الأعمال الإماراتي البرتغالي الثاني الذي تنظمه غرفة الشارقة يُشكّل حافزاً إضافياً لتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الصعد .. مثنياً على دور غرفة الشارقة في دعم وتعزيز هذه التوجه على المستوى الاقتصادي والتجاري والاستثماري.
و أعرب سعادة المهندس انجيلو كورايا عن شكره وتقديره لغرفة الشارقة على تعاونها وجهودها في تنظيم هذه البعثة .. مثنياً على زيارة الوفد الإماراتي والنتائج الإيجابية التي ستتمخض عنها وما ستعود به من نفع وفائدة على مصالح البلدين الصديقين ومجتمعي الأعمال بين الجانبين .
وقال سعادة الدكتور لويس فيليب دي كاسترو هنريجيس إن الملتقى يُمثل خطوة مهمة نحو تنمية علاقات البرتغال مع دولة الإمارات التي تتمتع باقتصاد قوي ومتين وتعتبر وجهة عالمية للمشاريع الاقتصادية الرائدة، مؤكداً ثقته بأن أعضاء غرفة الشارقة يشكلون دوراً حيوياً في تعزيز ودعم العلاقات القائمة بين البرتغال والإمارات.
و أثمرت الزيارة التي بدأت في 8 أكتوبر الجاري وتستمر ثلاثة أيام توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين غرفة الشارقة والغرفة التجارية الصناعية العربية البرتغالية بالإضافة إلى تحديث مذكرة التفاهم الموقعة سابقاً بين غرفة الشارقة ووكالة الاستثمار والتجارة الخارجية البرتغالية حيث وقّع سعادة عبدالله سلطان العويس وسعادة أنجلو كوراي والدكتورة عايدة بوعبدالله الأمينة العامة رئيسة الجهاز التنفيذي للغرفة التجارية الصناعية العربية البرتغالية اتفاقية تعاون مشترك.
كما وقّع رئيس غرفة الشارقة وسعادة الدكتور لويس فيليب دي كاسترو هنريجيس رئيس وكالة الاستثمار والتجارة الخارجية البرتغالية نسخة مجددة من مذكرة التفاهم الموقعة مسبقاً بين الجانبين.
وجاء توقيع كل من الاتفاقية والمذكرة في إطار السعي المشترك للمساهمة بتطوير وتنويع التعاون التجاري والاقتصادي والتقني بين رجال الأعمال والشركات التجارية والاقتصادية بين الشارقة والبرتغال والرغبة المتبادلة في تسهيل كافة السبل بغرض توسيع نطاق التعاون في القطاعات الصناعية والتكنولوجية بهدف تقوية العلاقة بين مجتمعات الأعمال في كلا البلدين.
تضم بعثة غرفة تجارة الشارقة كلا من محمد راشد ديماس عضو مجلس إدارة غرفة الشارقة وسعادة سيف المدفع الرئيس التنفيذي لمركز اكسبو الشارقة ومحمد أحمد أمين مدير عام غرفة الشارقة بالوكالة وجمال سعيد بوزنجال مدير إدارة الإعلام بالغرفة وسلطان شطاف مدير التسويق وتطوير الأعمال بمركز اكسبو وفاطمة خليفة المقرب رئيس قسم التعاون الدولي في غرفة الشارقة وممثلي دائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة بالإضافة إلى رؤساء عدد من كبرى شركات القطاع الخاص العاملة في الإمارة.
أرسل تعليقك