- خلال حلقة افتراضية بمشاركة 200 من شباب الإمارات. استضاف مجلس شباب دائرة الطاقة في أبوظبي حلقة شبابية افتراضية بعنوان "التغير السلوكي لكفاءة استخدام الطاقة والمياه'' بهدف إشراك الشباب في جهود الدائرة الرامية إلى حث المجتمع على ترشيد استهلاك الطاقة والمياه وتعزيز الاستدامة.شارك في الحلقة الشبابية الافتراضية 200 من الشباب من جميع أنحاء الإمارات، بما في ذلك طلاب المدارس والجامعات والموظفين الشباب .. وكان الهدف الرئيسي للحلقة الشبابية هو إبراز دور الشباب وأفكارهم المبتكرة في تغيير السلوك نحو الاستخدام الفعال للطاقة والمياه، حيث أكدت النقاشات على جهود دائرة الطاقة لتعزيز هذا التغير السلوكي وترسيخ ثقافة الترشيد، بجانب تسليط الضوء على العلوم السلوكية ومدى قدرتها على دفع أجندة الاستدامة في دولة الإمارات.
افتتحت الحلقة الافتراضية بكلمة رئيسية ألقاها المهندس رامز حمدان راغب العيلة، مدير إدارة الاستدامة وكفاءة الطاقة في دائرة الطاقة بأبوظبي، حيث أكد أن دولة الإمارات أرست نموذجاً عالمياً لتمكين الشباب وإشراكهم في منظومة اتخاذ القرار، قائلاً: تعتبر الحلقة الشبابية اليوم خطوة مهمة لتفعيل منصات شبابية يمكن للشباب من خلالها مشاركة آرائهم حول كفاءة الطاقة والمياه ومناقشة كيف يمكن أن تكون سلوكياتنا هي الحل الأمثل لمواجهة تحديات زيادة الطلب وتعديل أنماط الاستهلاك.
وأضاف : أصبح شباب الإمارات أكثر التزاماً ووعياً بالاستدامة وقضايا المناخ العالمية .. وتولي دائرة الطاقة أهمية كبرى لإشراك الشباب ضمن منظومتها لترشيد الاستهلاك وتحسين كفاءة استخدام المياه والطاقة، من أجل تأهيلهم لقيادة المجتمع من خلال العديد من المبادرات التي تهدف إلى تغيير السلوكيات على المديين القصير والبعيد.وأضاف العيلة : اليوم نريد أن نشجع الشباب على قيادة مبادرات التغير السلوكي داخل المنزل والمجتمع، لأن أفكار الشباب والحلول التي يقدمونها لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة والمياه في أبوظبي مهمة لدائرة الطاقة وسيتم الاستعانة بها في تطوير المزيد من مبادرات التغير السلوكي في المستقبل.
وتضمنت الحلقة الشبابية نقاشاً أدارته عبير المنصوري، أخصائية الاستدامة وكفاءة الطاقة وعضو في مجلس شباب دائرة الطاقة، وحضره محمد الحضرمي أخصائي أول في إدارة الاستدامة وكفاءة الطاقة في الدائرة، ومريم الحمادي أخصائية إدارة المخاطر المؤسسية وعضو في مجلس شباب دائرة الطاقة، وشيخة الحوسني مسؤول أول في العلاقات الخارجية وإدارة برنامج "شباب من أجل الاستدامة" في شركة "مصدر"، وعبدالله الجنيبي مهندس في التأهب لحالات الطوارئ في شركة نواة للطاقة ورئيس مجلس براكة للشباب، وشانون جراهام مديرة شؤون الطاقة بشركة Guidehouse العالمية وخبيرة في توظيف العلوم السلوكية لتعزيز الاستدامة في قطاع خدمات الطاقة والمياه.
وفي مستهل فقرات الحلقة النقاشية، استعرض محمد الحضرمي أبعاد تعديل سلوك المجتمع ومختلف القطاعات تجاه الطاقة والمياه من خلال عرض تقديمي، حيث عرض أنماط استهلاك المياه والكهرباء داخل القطاع السكني في أبوظبي، مبيناً أن هناك العديد من العناصر التي تؤثر على الاستهلاك، أهمها طبيعة الأجهزة المنزلية واستخدام التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى العادات والثقافة المجتمعية والوعي تجاه أهمية الحفاظ على المياه والطاقة.
وأشار الحضرمي إلى أن مشاركة وتعاون المجتمع في ترشيد الاستهلاك يعد مساهمة كبيرة في دعم التنمية المستدامة، مؤكداً أن تغيير سلوكيات الاستهلاك يخضع إلى شقين، الأول مدى تأثير المجتمع والأفراد، والثاني هو كيفية تحويل ترشيد الاستهلاك إلى عادات شخصية وسلوكية يتم تنفيذها دون تخطيط مسبق لتترسخ في ذهن وعقل الإنسان لإحداث الأثر المنشود .. كما أكد الحضرمي أهمية اتباع تلك السلوكيات أمام الأطفال لمساعدتهم على تبنيها دون بذل جهد كبير وتحويلها إلى ممارسات نمطية وثقافة مجتمعية.
واستعرض الحضرمي العديد من المبادرات والجهود التي قامت بها دائرة الطاقة في توجيه المجتمع.وعن تغير أنماط الاستهلاك عقب أزمة "كوفيد 19"، أكد المشاركون أن بداية الجائحة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في استهلاك المياه والطاقة في القطاعات السكنية مع انخفاضها في القطاعين الحكومي والخاص بسبب تطبيق العمل عن بعد والإجراءات الاحترازية والإغلاق، وأنه كان هناك فرصة أكبر للوصول إلى شرائح السكان والتعرف على أنماط استهلاكهم من خلال العديد من الدراسات التي تم إجراؤها مع مختلف دول العالم، من أجل التعرف على أفضل الحلول لزيادة التواصل مع المجتمع، وبالتالي مضاعفة مشاركتهم في جهود الاستدامة ورفع وعيهم تجاه أخطار التغير المناخي وتوجيههم للحفاظ على البيئة.
واستعرضت النقاشات دور برامج التغير السلوكي والتوعية في استراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وترشيد استخدام الطاقة 2030 والتي تهدف لخفض استهلاك الكهرباء بنسبة 22% وخفض استهلاك المياه بنسبة 32% بحلول عام 2030.وأشار المتحدثون إلى أن ترشيد الاستهلاك له أيضاً العديد من المنافع الاقتصادية على مستوى قطاع الطاقة وعلى مستوى الأفراد من خلال تقليل قيمة فاتورة الطاقة، وهو ما يمكن أن يخلق معايير اجتماعية بين السكان لخفض استهلاكهم من المياه والطاقة.
وعن أهم التحديات التي تواجه أبوظبي في تغيير أنماط الاستهلاك، أجمع المشاركون أن الوعي بأهمية الطاقة والمياه من أهم تلك التحديات، وهو ما يدفع القائمين على القطاع بزيادة الاعتماد على الشباب وأفراد المجتمع وانتقاء بعضهم لتأهيلهم وتعليمهم ليكونوا قادة للتغيير ورواداً في مجال الاستدامة على غرار العديد من البرامج في "مدينة مصدر" التي تنظم العديد من المبادرات وورش العمل لخلق جيل جديد من قادة الاستدامة ومحركي وعي المجتمع تجاه قضايا المناخ والحفاظ على البيئة في أبوظبي والإمارات، بجانب دفع منظومة الابتكار في هذا المجال. ذلك بالإضافة إلى أهمية الاستعانة بعلوم التغير السلوكي وتطبيقها على السكان بمختلف شرائحهم وخلفياتهم الثقافية والتعليمية من أجل الوصول لأفضل النتائج في ترشيد الاستهلاك بشكل علمي وفعال.
وأجمع المشاركون على أن مكيفات الهواء تعد أبرز العناصر المؤثرة على أنماط الاستهلاك بسبب الحاجة الكبيرة لاستخدامه طوال العام تقريباً، حيث يمثل التكييف وحده نحو 70% من ذروة الطلب على الكهرباء في المنازل خلال الصيف، ويعد تعديل سلوكيات استخدامه بمثابة أحد أهم الحلول لتحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة في أبوظبي.وشمل الجزء الأخير من الحدث جلسة تفاعلية لاستكشاف الحلول المحتملة لتغيير سلوك استهلاك الطاقة والمياه في أبوظبي والمحافظة على تلك الموارد، وسعى النقاش لجمع الأفكار والرؤى من خلال طرح عدد من الأسئلة على الجمهور المشارك من خلال استفتاء واستطلاع للرأي.
ورأى أكثر من 50% من المشاركين أن الوعي والمعرفة، والعادات الاجتماعية، والطقس الحار، هي أبرز تحديات ترشيد الطاقة والمياه في الإمارات وأن الشباب يبذلون أقصى جهدهم للموازنة بين متطلباتهم وترشيد استهلاك الطاقة والمياه .. كما رأى المشاركون أن ترك مكيف الهواء يعمل دون الحاجة إليه، وضبطه على أقل درجة حرارة بدون داع من أسوأ العادات في استهلاك الطاقة بأبوظبي.
كما أجمع المشاركون على أن الهدف الأكبر من ترشيد الاستهلاك هو تحقيق الاستدامة، والحفاظ على البيئة، وتأمين مستقبل أفضل. كما استعرض الشباب أهمية عمل الجهات المختصة على الترشيد في بعض السلوكيات العامة مثل غسيل السيارات والحدائق المائية كثيفة الاستخدام للمياه وغيرها من الممارسات.وأشار المشاركون إلى أهمية وجود أنظمة ذكية لتعريف المستهلكين على أنماط استهلاكهم بشكل أكثر دقة من النظم الحالية لبدء التركيز عليها وتطويرها بما يلبي أهداف الاستدامة، ومن ثم استخدام نتائج تلك الأنظمة في تصميم مبادرات وبرامج توعوية للمجتمع.
وأكد أغلب المشاركين أن منصات التواصل الاجتماعي والمدارس والجامعات هي أفضل القنوات للتواصل مع الشباب وزيادة وعيهم تجاه قضايا ترشيد الاستهلاك والاستدامة والحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى استمرار تواصل القادة وصناع القرار لإضفاء المزيد من الأهمية على تلك القضايا الحيوية.
قـــــــــــد يهمـــــــــــــك ايضــــــــــــــــــا
أرسل تعليقك