يبدو أن شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات تعتزم الانضمام إلى الجهود العالمية الرامية إلى محاكمة "أبل" بتهمة الاحتكار، وهي تهمة خطيرة وتوقيتها محرج للغاية بالنسبة لأبل التي تعتزم استضافة مؤتمر عالمي لجذب المطورين من أجل بناء تطبيقات لمنصاتها.
وتعتقد شركة مايكروسوفت أن الوقت قد حان لمنظمي مكافحة الاحتكار للتحقيق الكامل مع متجر تطبيقات أبل، وأوضح براد سميث المدير القانوني لعملاقة البرمجيات، خلال مقابلة مع (Politico) نقلها موقع aitnews ، نهج أبل فيما يتعلق بمتجر تطبيقاتها (App Store) وكيف يؤثر على المنافسة.
وقال سميث: أعتقد أن متاجر التطبيقات في الوقت الحالي بنت حواجز تجعل من الصعب الوصول إلى التطبيقات الأخرى بالمقارنة مع أي شيء مماثل كان موجودًا في صناعة التكنولوجيا قبل 20 عامًا.
وأضاف “إنهم يفرضون متطلبات تشير بشكل واضح إلى أن هناك طريقة واحدة فقط للوصول إلى منصتنا، وهي الدخول عبر البوابة التي أسسناها بأنفسنا، ويفرضون في بعض الحالات سعرًا مرتفعًا جدًا للرسوم، ويجب أن يذهب 30% من جميع الأرباح في بعض الحالات بسبب الرسوم”.
وقبل أيام أعلنت المزيد من شركات التكنولوجيا العملاقة عن دعمها لقضية مكافحة الاحتكار ضد شركة أبل التي تم رفعها في الاتحاد الأوروبي.
وأصدرت كل من (Match Group)، مالكة تطبيقات (Tinder) و (Hinge)، بالإضافة إلى (Epic Games)، المطورة للعبة (فورتنيت) Fortnite، بيانات لدعم قضية مكافحة الاحتكار ضد أبل.
وقال متحدث باسم (Match Group): أبل شريك، لكنها أيضًا منصة مهيمنة تجبر إجراءاتها الغالبية العظمى من المستهلكين على دفع المزيد مقابل التطبيقات الخارجية التي تحددها أبل بشكل تعسفي على أنها خدمات رقمية.
وقد يسجل هذا الأسبوع في التاريخ كنقطة تحول لمتجر تطبيقات أبل، حيث تعرضت الشركة المصنعة لهواتف آيفون لانتقادات بسبب قرارها المثير للجدل برفض تطبيق البريد الإلكتروني الجديد (Hey).
ووافقت أبل في البداية على التطبيق، لكنها قررت لاحقًا أنه خالف قواعد متجر التطبيقات، واُتهمت شركة أبل بالتصرف كمحتكر من رئيس اللجنة الفرعية لمكافحة الاحتكار بمجلس النواب.
وسلط قرار أبل الضوء على السياسات المربكة لمتجر تطبيقاتها، كما أعلنت المفوضية الأوروبية عن تحقيق رسمي في مكافحة الاحتكار ضد (App Store) و (Apple Pay).
ويأتي ذلك كله قبل أيام فقط من تاريخ انعقاد مؤتمر مطوري الشركة السنوي (WWDC)، مما يضع الشركة في وضع محرج من حيث استضافة حدث لجذب المطورين لبناء تطبيقات لمنصاتها.
وقال سميث: أعتقد أن الوقت قد حان، سواء كنا نتحدث عن واشنطن أو بروكسل، لإجراء محادثة أكثر تركيزًا حول طبيعة متاجر التطبيقات، والقواعد التي يتم وضعها، والأسعار والأدوات، وهل هناك مبرر في قانون مكافحة الاحتكار لكل شيء تم بناؤه.
ومن الواضح أن مايكروسوفت لديها خبرة وسجل تاريخي فيما يتعلق بقضايا مكافحة الاحتكار، وذلك بعد أن ثبتت إدانتها بارتكاب انتهاكات احتكارية تتعلق بتجميعها لمتصفح إنترنت إكسبلورر مع نظام ويندوز منذ ما يقرب من 20 عامًا.
واضطرت عملاقة البرمجيات إلى فتح ويندوز بشكل أكبر لمطوري الجهات الخارجية، وواجهت تدقيقًا أوثق في ممارساتها لسنوات.
وذهبت المفوضية الأوروبية إلى أبعد من ذلك، حيث طلبت من مايكروسوفت بناء نسخة منفصلة من ويندوز بدون (Windows Media Player) المرفق، والسماح للمستخدمين باختيار متصفح الويب الذي يريدونه.
ولا يزال تحقيق الاتحاد الأوروبي ضد متجر تطبيقات أبل في مرحلة مبكرة، لذا، فإنه من غير الواضح نوع الإجراءات التي سيتم اتخاذها، لكن مايكروسوفت تشجع على اتخاذ الإجراءات.
وواجهت مايكروسوفت مشاكلها الخاصة مع متجر تطبيقات أبل، إذ حاولت شركة البرمجيات إطلاق تطبيق (SkyDrive) المسمى الآن (OneDrive) لأجهزة آيفون في عام 2012، لكنها دخلت في معركة حول الرسوم البالغة 30% من إيرادات مشتريات التخزين السحابي داخل التطبيق.
وتكافح مايكروسوفت حاليًا لإطلاق خدمة بث الألعاب (xCloud) على (iOS)، وأطلقت الشركة إصدارًا للمعاينة، لكنه لا يتضمن سوى لعبة واحدة، وذلك امتثالًا لسياسات متجر التطبيقات، مما يجعله محدودًا بالمقارنة مع إصدار أندرويد، ولم تكشف مايكروسوفت عن سبب تقييد (xCloud) وفقًا لسياسات متجر تطبيقات أبل.
قد يهمك أيضًا:
غضب مستخدمي "آيفون" بعد قرار "أبل" المزعج لهم
مايكروسوفت تطرح «إكس بوكس إكس» الجديد في موسم عطلات 2020
أرسل تعليقك