بيروت - ميشال حداد
أوقفت السلطات اللبنانية احتفالات "بيروت برايد"، التي أراد مثليون تنظيمها في بيروت، بهدف توعية العموم على واقع هذا المجتمع الذي يضم المثليين والمثليات ومزدوجي الهوية الجنسية والمتحوّلين جنسيًا، بحسب المنظمين. واحتجزت الأجهزة الأمنية منظّم هذه الاحتفالات، هادي دميان، لبضع ساعات ليل الاثنين-الثلاثاء الماضي وخضع للاستجواب على خلفية الترجمة التي وصلت إلى الشرطة عن الشرح المفصّل عمّا ستشتمل عليه الاحتفالات، المنشور على الموقع الإلكتروني وصفحات الإنترنت المروّجة للحدث.
وكتبت مجموعة "بيروت برايد"، على صفحة "فيسبوك"، التابعة لها أنه تم تعليق الأحداث المقررة لكل الأسبوع، وكان مقرراً تنظيمها أساساً من الـ 12 إلى الـ 20 من أيار/ مايو الجاري. وهادي دميان شرح ظروف احتجازه قائلاً إنه تم اعتقاله بسبب مضمون فعاليات "بيروت برايد"، التي شملت قراءة نص مسرحي يتناول عددًا من الجرائم بحق المثليين في مسرح "زقاق".
وأكّد دميان أنّه سأل السلطات إن كان يتوجب الحصول على إذن خاص لعرض المسرحية، وأجيب بالنفي، ويوم الاثنين الماضي، وقبل وقت قصير من بدء العرض، تم إعلام المنظمين بتغيير القوانين وبأنه من الضروري الحصول على إذن لعرض المسرحية. وعندما اتصل دميان بالأمن العام للاستفهام عن الموضوع ولمحاولة إيجاد حل لعرض المسرحية، استدعته الشرطة للمثول في المخفر صباح اليوم التالي لتوضيح ماهية وأسباب عرض المسرحية”.
والشرطة أكدت أن التوقيف تم لأن مضمون العروض يمس بالحياء العام، وأن المخفر تلقّى عددًا من الشكاوى من الجمعيات المختلفة، التي طالبت بإلغاء العروض”. وأكدت أنه تم الإفراج عن دميان بعد توقيعه تعهدًا بإلغاء باقي أنشطة "بيروت برايد". وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن قوى الأمن الداخلي اللبنانية أوقفت ناشطا حقوقيا بارزا في مجتمع الميم، وضغطت عليه لإلغاء فعاليات "بيروت برايد". ينتهك هذا القمع الحق في التجمع، ويشكل خطوة إلى الوراء في بلد أحرز تقدما نحو احترام حقوق أفراد مجتمع الميم.
وبيروت برايد هي 9 أيام من النشاطات احتفالا بهويات المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي ومتحولي النوع الاجتماعي. انطلقت في 12 مايو/أيار 2018 خلال حفلة غداء لتكريم الأسر التي تدعم أولادها من مجتمع الميم، في 17 مايو/أيار، اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية. ومن النشاطات المقررة قراءات شعرية، غناء كارايوكي، ونقاش حول الصحة الجنسية والإيدز، بالإضافة إلى ورشة عمل للتعريف بالمبادئ القانونية. غير أن قوات الأمن الداخلي اقتحمت في 14 مايو/أيار أمسية شعرية واستدعت منسق بيروت برايد، هادي داميان، إلى مخفر حبيش حيث أمضى ليلته.
وقالت لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "التدخل الرسمي لمنع بيروت برايد هو خطوة مشينة إلى الوراء، في بلد يتجه فيه القضاء، ومواقف بعض السياسيين، نحو حقوق أفضل لمجتمع الميم. لا يوجد أي مبرر لتوقف نشاطات ثقافية وورش عمل صحية وقانونية باسم ′الآداب′".
أرسل تعليقك