دبي – صوت الإمارات
نظمت مؤسسة "العويس الثقافية" حدثاً فنياً فريداً جمع خمسة فنانين في حفل واحد، جاء بعنوان "ليلة العود"، حيث 100 دقيقة في حضرة أنغام العود الدافئة نسجت تواصلاً نادراً بين العازفين وبين جمهور استعان بالتصفيق المتتبع لإيقاعات النغم، تعبيراً عن أنسه وانتشائه.
وواءمت "الليلة" بين موسيقيين ينتمون الى تيارات فنية متباينة، حيث قدم الموسيقيان العراقيان خالد محمد علي، وصادق جعفر، والإماراتي علي عبيد تنويعات على مقطوعات شهيرة لموسيقيين كبار أمثال جميل بشير وغيره من أساطين العود.
وقدم الثلاثي بمصاحبة المصري أسامة إسماعيل على آلة الكونترباص، وضابط الإيقاع صفاء غريب، مقطوعات موسيقية، بعضها جاء بعزف منفرد لكل منهم، قبل أن تُصهرهم الموسيقى في عزف جماعي متميز.
وتناوب العازفون في مستهل الأمسية تقديم مقطوعات منفردة، بدأت بصادق جعفر، ثم علي عبيد، وختمت بخالد محمد علي، قبل أن يجمعهم العزف الجماعي، في تجربة وجدت صداها مباشرة من قبل الحضور، الذين استبدلوا حالة الانصات باستغراق، الى تفاعل، ومجاراة لإيقاعات الموسيقى، عبر تصفيق موزون.
وفاجأ الموسيقيون الجمهور بإدخال تنويعات ثرية على القالب الشرقي، مستعيدين تفاصيل من الموسيقى الإسبانية خصوصاً، وبعض خصوصيات الموسيقى الكردية والتركية، وكأننا أمام بانوراما موسيقية تنصهر في بوتقة العود الشرقي، الذي فرض رغم ذلك حضوره العذب، دون تنافر أو تضاد، وكأن منصة المسرح مساحة أخرى لتجسير فنون الشعوب، عبر سحر "آلة" العود، هذه المرة.
وأعرب الموسيقار علي عبيد عن تقديره لاستضافة "العويس" هذا الحفل، الذي وصفه بـ"المُجدد"، لافتاً الى أنه سعى الى الاحتفاظ بخصوصية اللون الاماراتي، الذي ظل مهيمناً على تنويعاته، رغم استلهام تيارات عراقية وعالمية.
وأثنى عبيد على حالة التفاهم والانسجام التي سادت بينه وبين رفقائه في إحياء الحفل، مؤكداً ان تجربة العزف الجماعي تقدم جديداً وتفاجئ العازفين أنفسهم قبل أن تفاجئ الجمهور، كاشفاً عن أن بعض مقطوعات "ليلة العود" جاءت ارتجالية.
وفي ختام الحفل قدم الدكتور محمد عبدالله المطوع الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، دروعاً تكريمية لجميع العازفين، بعد أن أثنى على إبداعاتهم التي تصب في بوتقة الفن الجاد الملتزم، والتي لم يضنّوا بها على الحضور.
أرسل تعليقك