نتواصل للعام السابع على التوالي، ونتناول هذه المرة عملاً توثيقياً آخر بالكلمة والصورة، فالذكريات تعني الكثير لكل إنسان، وتبقى عالقة بالأذهان على مر السنين، وصور الذكريات هي التي تجسد أصل وأساس الحكاية، لأنها تذكرنا بالأيام الجميلة التي نتمنى أن تعود إلينا من جديد.
«كانت أيام» جزء مهم في مسيرة الرياضة الإماراتية، يستعيد بعض التفاصيل الثرية التي حدثت خلال الحقبة الماضية التي نحكي فيها عن الأحداث والمناسبات التاريخية، ونلقي الضوء على الأشخاص الذين كانوا فاعلين في بؤرة الأحداث بصور مختلفة ومتنوعة، تنشر غالبيتها للمرة الأولى، وترصد تاريخ رياضتنا طوال الخمسين سنة الماضية.
فكثير من هؤلاء، الذين مروا علينا، كانت بصماتهم واضحة على رياضتنا، ولم يعد يتذكرهم الجيل الحالي، فمنهم من غيبه الموت، ومنهم من تقدم به العمر، لكنهم أسهموا إسهاماً فاعلاً في تقدم الرياضة الإماراتية ورفعة شأنها، وعملوا بإخلاص وتفانٍ، ولم يستغلوا مناصبهم في تحقيق مكاسب شخصية، «كانت أيام»، هي فرصة لرد الجميل لكل هؤلاء، واحتفاء بالرموز لكي تكون قدوة ونبراساً في العطاء للجيل الحالي.
طبقت الأندية الرياضية أيام زمان الديمقراطية وإجراء الانتخابات في معظمها، فقد أقيمت في نادي الوصل الرياضي بدبي قبل أكثر من 40 عاماً مراسم انتخاب تشكيل مجلس إدارة النادي الجديدة.
وحضر الاجتماع الذي عقد بمقر النادي بزعبيل سبعة أعضاء من الإدارة السابقة مع أعضاء النادي وتم على ضوء الاجتماع انتخاب ثلاثة عشر عضوا لمجلس الإدارة في إطار حرصهم على توحيد كلمتهم وتطوير ناديهم، ليصبح بعد ذلك من الأندية التي تنافس على البطولات المختلفة، ويكون دائما في المقدمة ويحتكر البطولات.
ففي تلك المرحلة من منتصف السبعينات كانت نقطة الانطلاقة نحو المنافسة، حيث حقق الفريق الأول لكرة القدم نتائج مشرفة في دوري الدرجة الأولى على مستوى الدولة وجاء ترتيب الفريق الثاني في الدورة الرمضانية التي جرت عام 76، وسعى الفريق بفضل جهود إدارييه ولاعبيه ودعم سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم الرئيس والأب الروحي للنادي للنهوض بمستوى الوصل وتطويره إلى الأفضل.
وفي تلك الفترة منذ عام 76 تمت الموافقة في الاجتماع على تشكيل لجنة إدارية منتخبة وتوزيع الاختصاصات في النادي على ضوء هذه الانتخابات التي جرت وأسفرت النتائج على النحو التالي:
سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم رئيساً للنادي، وأحمد عبدالله الشعفار نائباً للرئيس، وعبدالله سالم عبدالله أمينا للسر، ومحمد ناصر سعيد نائباً لأمين السر، وخميس أحمد سالم مديراً للنادي، وأحمد سعد الشيخ أميناً للصندوق، وعلي صقر السويدي مشرفا لكرة القدم، ومحمد عيسى السمت.
وسعيد راشد علي مسؤولاً العلاقات العامة، وانضم لفترة قصيرة جداً المرحوم النصراوي الشهير جمعة جعفر، حيث سافر مع الفريق في معسكر خارجي أقيم في ألمانيا وسليم خليفة مسؤولاً رياضيا ومسعود عبدالعزيز السويدي.
وهذه الخطوة جعلت الوصل من اكثر الأندية استقراراً وكانت هذه الأجواء وراء نجاح الهيئات الرياضية خاصة الأندية التي تعتبر القاعدة الحقيقية للرياضة عامة، يأتي النجاح الذي وجدناه في الوصل بعد تشكيل مجموعة متجانسة تعمل بهدوء بعيدا عن الأضواء والبهرجة الإعلامية من أجل حب هذه القلعة التي تحمل اسم دبي القديم فالوصل (داري ومرباي).
وعندما تم اتخاذ تسمية النادي بعد دمجه بين الزمالك والعروبة وقع الاختيار على اسم الوصل ليقوده الأب الروحي سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم.
والذي له أفضال على الرياضة الإماراتية ولا يقتصر فقط على نادي الوصل، فسموه وراء التفوق في الرياضات البحرية واستمرارها كنهج تراثي، واستطعنا من خلال توجهاته الوصول إلى العالمية، فهو مؤسس الرياضة البحرية في بداية مهدها التي وصلت شهرتها عالميا.
أول فريق
الأعضاء المؤسسون والذين لعبوا في أول فريق كرة قدم في نادي الوصل هم: بخيت سالم رئيس الفريق والمدرب، محمد عبد الكريم، إبراهيم مبارك، عبد الكريم مبارك، عزيز حسن، غانم فارس، سيف فارس، سعيد سالم، عبد الله سيف، سالم أحمد وانضم لهم بعدها بفترة قصيرة الشيخ بطي المكتوم والشيخ محمد بن عبيد المكتوم، خميس سالم، سلطان الحبتور، سهيل جامع، مبارك الماس، بخيت وليد، محمد بن بيات، وقاد الفريق أول مدرب في تاريخ الزمالك أو الوصل القديم وهو المدرب المواطن إسماعيل جيرمن لاعب النصر السابق ثم دربه بعد ذلك المصري محمد المنزلاوي.
أول بطولة
كانت بداية البطولات في تاريخ النادي بطولة شركة كندا دراي عام 1966 وفاز فيها الزمالك في المباراة النهائية على فريق الشباب وأحرز كأس البطولة بعد وقت إضافي.
أول رحلة
في عام 76 أصبحت فرقنا الكروية تسافر وتقيم معسكرات التدريب في أوروبا، حيث اهتمت الحكومة بالأندية وقدمت لها التسهيلات من أجل أن تتبوأ هذه الأندية المراكز المتقدمة، حيث سافر فريق النصر إلى السودان وسوريا والأردن، والأهلي إلى بريطانيا.
بينما نادي الوصل الرياضي شد الرحال إلى ألمانيا الغربية في رحلة تدريبية تستغرق شهراً واحداً، لرفع مستوى المهارات الفردية والجماعية لدى لاعبيه. وقبل السفر تحدث عبدالله سالم الرميثي أمين سر النادي للزميل يوسف الصايغ من مجلة أخبار دبي قائلاً:
هذه الزيارة تأتي استعدادا للموسم، والزيارة تستغرق 26 يوماً تبدأ من 30 يوليو 1976 وحتى 26 أغسطس 1976. وسيلعب الفريق خمس مباريات ودية، أربع منها في فرانكفورت مع بعض أندية الدرجة الأولى والثانية.
وترأس الوفد الشيخ محمد بن حمدان آل نهيان، وضم أيضا كل الإداريين وتكون من 7 أشخاص هم: عبد الله سالم مشرفا والمرحوم جمعة جعفر، وعلي صقر مدير الفريق، والمرحوم إبراهيم عبدالله سعيد راشد إداري إلى جانب المدرب الفريق هدركس الالماني
أما لاعبو الفريق فكانوا 20 لاعباً هم: حسن حمد الأمير، عبيد محمد، عبدالله مبارك، محمد خليل، أحمد شريف، محمد سالم، سعيد عبدالله، محمد وليد، عبدالله ربيع سالم، داوود حسن، عبيد عبدالله سالم، سالم جمعة، سعيد حارب، يعقوب عبد الخالق، واللاعب المصري إبراهيم عبد الصمد، حمد عبدالله التويه، محمد بن دخان وعلي شاه، عبد القادر عثمان.
علاقة حب
رئيس نادي الوصل تربطه علاقة حب غير عادية بالقلعة الصفراء، فهو يتابع كل صغيرة وكبيرة بملاعبنا لتنتعش زعبيل بالكؤوس، الشيء الملفت ولانجده إلا عند الوصلاوية أن الكل يحب هذا النادي، سواء من يعمل من داخله أم من هم خارج أسوار النادي، وهذا هو سر ارتباط الأسرة الوصلاوية ومن العلامات البارزة في مسيرة النادي.
1993
لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الذي لعبه سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، وكان وراء القفزة الكبيرة في تفوق رياضة الفروسية محليا وعالميا، فأسس مضمار جبل علي عام 1993 للخيول الذي تحول إلى مضمار عائلي يستقطب أبرز سباقات الخيول التي يشهدها عشرات الآلاف من محبي الفروسية.