علي ابو الريش
الخط الساخن عنوان العلاقة ما بين «التربية» وطلابها، وهذا هو الفيصل في محو آثار التأزم والتشويه.. خطوة تدعو إلى التقدير لمن يقدرون العملية التربوية ويجعلون التعليم شجرة العطاء التي من خلالها يتم إرواء العطش، وكبح جماح اللاوعي والمباشرة في العلاقة يزيح عن الكاهل علامات الاستفهام الغامضة، ويدفع عن العقول غشاوة الأمواج الطائشة.. نقول بكل فخر شكراً لوزارة التربية والتعليم لأنها وضعت يدها على مكامن الألم وسلطت الضوء باتجاه بقع السواد واستطاعت بجهد المخلصين أن تتبوأ مكانها الصحيح في محيط الأسرة الطلابية، وتمكنت من وضع حد لمشاكل كثيرة كانت تعترض العلاقة بينها والطلاب، وكذلك أولياء الأمور، اليوم نستطيع أن نقول إننا أمام واقع تعليمي تلمس طريقه إلى النور، وغداً سنشهد نتائج الحصاد العذب، الذي سنجنيه من هذه القفزة الحضارية والالتفاتة الرائعة باتجاه منهج تربوي وتعليمي يستحقه أبناء الوطن وجديرون به، لأنهم العماد والسند ولأنهم حزمة الضوء التي ستفتح للوطن آفاق التقدم والازدهار والفرادة.. فما كان يعتري الطلاب من خوف وتردد هو الطريق الشائك باتجاه من بيدهم الخيط والإبرة، اليوم انجلى ذلك، وتجلت قريحة الأوفياء عن لمحة حضارية تغير مجرى التاريخ التعليمي وتقفز بالتوجه التربوي إلى مناطق جداً بيضاء وناصعة، وسوف يصبح الطالب شريكاً في العملية التعليمية، سوف يصير مسؤولاً عن السلوك العام، وسوف يتمكن من العثور على ذاته وتلمس دروبها بقلب بصير وعين مبصرة وعقل يثقب الجدار السميك ليعبر إلى المحيط ويرى كيف تحلق الطيور في الفضاء وكيف تحدق في السماء وكيف تلتقط حبات الوعي من بريق النجوم.
وبهذا القرار التربوي الصائب نحن الآن أمام مرحلة مفصلية وأمام دخول إلى مساحة واسعة من الأرض المزروعة بالأخضر وعلى الأغصان سنجد كيف تبعث الأزهار رائحتها العطرة، وكيف تلون الوجود بأحلام الغد ومجد المستقبل ونجاح المتعلمين في مختلف الميادين لأنهم أمسكوا بزمام الأمور عندما سنحت لهم الظروف وأتيحت لهم فرص التعاطي مع العملية التربوية كأفراد راشدين عليهم التزامات أخلاقية ووطنية لابد وأن يضعوها نصب الأعين وما بين الرمش والرمش.. هذه المواكبة درس في العطاء الإماراتي مستقي من تاريخ وثقافة عاشها الإنسان على هذه الأرض وهو يرتع في حقول التقاسم للهموم والاهتمام. شكراً لوزارة التربية ونحن على أمل بمزيد من الإنجازات الحضارية التي ترفع الرأس.