علي أبو الريش
المملكة العربية السعودية، نقطة الارتكاز والانطلاق، إلى باحة الأمن، وساحة الاستقرار في المنطقة، ففي هذا البلد العربي تقع مشارق اللهفة السماوية، ومناطق الشغف الإلهي، وهي المكان الذي يصبو إليه كل إنسان، وهي في الزمان رمانة الميزان، وصاحبة القسطاس القويم، والبوح السليم، والسرد الرحيم.. وعندما هبت عاصفة الحزم بقيادة السعودية، وبدعم قوي من الإمارات، سكنت قلوبنا السكينة، واطمأنت نفوسنا، لأن ما كان يحدث في اليمن الشقيق هو اغتصاب للحقيقة واستلاب لحقوق وانقلاب على الشرعية، وهو أيضاً انحياز ظالم ضد إنسان اليمن، وضد إنسانيته ودينه وتاريخه لمصلحة أجندة شوفينية بغيضة ورخيصة، الأمر الذي يجعل أن الأمور لم تكن لتعود إلى نصابها الصحيح لولا هذه الهبة المباركة والنخوة العربية من أجل يمن سعيد بأهله، وبعيد عن نواصي الغدر والعدوان.
السعودية فعلت ذلك، ومعها الإمارات بوعي عروبي، وسعي إلى تكريس الصحيح ونبذ الخطأ وإلى تجذر العلاقة بين أبناء المنطقة الواحدة، وتحرير عنق اليمن من أغلال الذين يريدون له سوريا جديدة أو ليبيا أو غيرهما من البلاد العربية التي أصابها وباء الانقضاض على الجسد المريض.. السعودية فعلت ذلك ومعها الإمارات، لأن القوة لا تكسر شوكتها إلا القوة، ولأن الذين احتلوا اليمن، إنما تخيلوا أن العرب فات زمانهم وأن الاستيلاء على الأرض العربية شبراً شبراً أمر بالغ الأهمية لأصحاب الخيالات المريضة والهواجس العصبية، والأخلاق المتدنية، والقيم البالية، والمبادئ المتهاوية، وما يحدث اليوم في اليمن يؤكد صدق التفكير السعودي الإماراتي، ونباهة سياسية ووعي تجاوز أطماع المتسللين ليلاً، والمستندين إلى أهواء قديمة قدم التاريخ.
اليوم تبدو الحقيقة جلية أمام الناس أجمعين، وما الدعم الدولي لعاصفة الحزم، إلا وهو بيان واضح وصريح، وفيه تحذير لكل من تسول له نفسه بالاعتداء على حياض العرب، أو التفكير في الولوج في بعض خلاياه، منتهزاً الظروف التاريخية الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية.
ولكن هذا ليس جديداً على تاريخنا العربي، فالأزمنة العربية معبأة منذ القدم بأحداث جسيمة هشمت العظم العربي وأكلت من لحمه، ولكن يبقى دوماً الشرفاء في المرصاد يصدون ويذودون، يعيدون الحق لأصحابه مهما بلغت التضحيات ومهما حمي وطيس الوغى.