وتستعد فرنسا في عام 2016 الى بطولة كبرى أخرى هي يورو 2016 التي تشابه في أهميتها كأس العالم 1998 والتي ستقام على أرضها، ومن الناحية الكروية، كان السؤال الكبير خلال هذه الفترة ما إذا كان الفريق سيتعامل مع فقدان كريم بنزيمة، مهاجم نجم ريال مدريد الذي سجل بالفعل 27 هدفا من 81 مباراة دولية مع منتخب فرنسا، وعلق لعب بنزيمة في تشكيلة الفريق في تشرين الثاني/ نوفمبر عندما بدا انه كان يحاول ابتزاز زميل له وهو اللاعب ماتيو فالبوينا على شريط جنسي يضم فالبوينا، وسجلت الشرطة لبنزيمة حديثا له عن الفيديو ثم وضعته قيد التحقيق الرسمي، وعندما تم الإعلان عن التشكيلة النهائية ليورو 2016 في أبريل، دون بنزيمة، تدخلت رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قائلا علنا بأن بنزيمة لم يعد يصلح ل "فريق من فرنسا"، وكانت آراء المشجعين العاديين هي أشد من ذلك، فمعظم المشجعين يصفونه بصبي سيئ من الضواحي المتعفنة التي يسكنها المهاجرين والتي تطوق معظم البلدات والمدن الفرنسية، ويرى هؤلاء أن بنزيمة لاعب جيد ولكنه لا يتمتع بالروح الفرنسية، وتبدو مثل هذه التعليقات والآراء وكأنها صادرة عن أنصار الجبهة الوطنية، ولكنها في الواقع صادرة عن مجموعة من الفتيان الليبراليين واليساريين الذين يرون أن بنزيمة يحاول الانتقام من زملائه لصعوبة العيش في الضواحي وهذا هو السبب الذي يدفعه لعدم غناء "البؤساء".
آلمت الأيام والأسابيع التي تلت الهجمات باريس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي الكثيرون، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المدينة، معظمهم الناس أرادوا فقط أن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية مرة أخرى بأسرع ما يمكن، ولكن ذلك كان مستحيلا، ففي كل مكان ذهب الباريسي اليه كان شيئا يذكره بما حدث، مثل جنود المسلحون على مترو، والأسلاك الشائكة على المعالم السياحية والأماكن العامة الأخرى، وكان الجميع متوترا، غاضبا أو مكتئب.
وبدا أن جميع الذين يعيشون في المدينة على حافة الانهيار العصبي الجماعي، ولكن الغريب، أن واحدة من اللحظات السعيدة خلال تلك الفترة كانت مباراة كرة القدم الودية بين فرنسا وانكلترا ملعب ويمبلي في 17 تشرين الثاني/نوفمبر بعد أربعة أيام من الحدث، واعتبرت المباراة في ذلك الوقت لفتة شجاعة ومطمئنة والأهم من ذلك انها تضامن رمزي مع فرنسا، فيما شعار الثورة حرية ومساواة وايخاء نفش على الملب الذي زين بالأحمر والأبيض والأرزق وهي ألوان العلم الفرنسي، وقبل المباراة وقف اللاعبون من كلا الفريقين دقيقة صمت تحية لأرواح ضحايا الهجمات، في مشهد مؤثر، ضم كل الجمهور بما في ذلك المشجعين الانجليز الذين لم يفهموا أبا الأفعال الفرنسية الشاذة في لغتهم.
وشاهد الكثيرون كل هذا على التلفزيون الوطني الفرنسي، فيما المعلق كريستيان دينبيري وهو من قدامي المحاربيين في المشهد الفرنسي لكرة القدم يعلق على المباراة وهو نفسه الذي كان يعلق على المباراة في استاد فرنسا حيث بدأت الهجمات في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، وفيما لاعبي الفريقين يقفون عاقدين أياديهم في ايدي بعض شكر المعلق الحشد وأخذ يتحدث بصوت مرتعش، وشاركه في مشاعره مشجعي الكرة الفرنسيين، وفي تلك المباراة خسرت فرنسا بهدفين، وكان هذا أكبر تدفق للحب ولدعم الكرة الفرنسية منذ أن فازت بكأس العالم لأول مرة في عام 1998.
وفازت فرنسا في تلك الليلة على عكس كل التوقعات على البرازيل بثلاثة أهداف، في عرض مبهر وناري، وسجل هدفين في الشوط الأول بقدم زين الدين زيدان الذي أصبح بطل على الفور ولساعات بعد المباراة عرضت صورته مع أعضاء الفريق على شاشات ضخمة في شارع الشانزليزيه ورددت الحشود المسرورة اسمه، لم يكن هذا قابل للتصور قبل بضع سنوات، فزيدان ينتمي الى أصول جزائرية قاتلت فرنسا في الخمسينات والستينات وتخلصت من الاستعمار في حرب وحشية، وهو من بين المهاجرين الجزائريين الذين عاشوا في فرنسا في ظل صراع طويل، وبدى بعد المباراة أن الحرب الجزائرية الفرنسية انتهت فيما الاعلام الفرنسية والجزائرية يلوح بها في الشوارع احتفالا، ووصلت نشرات الاخبار أن الحشود المحتفلة كانت تشبه احتفالات تحرير باريس في نهاية الحرب العالمية الثانية.
ولم يكن مجرد فوز زيدان، بل كان هذا أيضا انتصار لما يسمى "فريق قوس قزح"، والذي يتكون من مجموعة من اللاعبين من أصول من خارج فرنسا أو من مناطقها الغير الحضرية، مثل يوري دجوركاييف ذوو الأصل أرمني جزئيا، وليليان تورام المدافع صلب الذي ولد في بلدة صغيرة من بوانت-آه-بيتر في جزيرة في البحر الكاريبي، والظهير الأيسر بيسنتي ليزارازو من إقليم الباسك، ولاعب خط الوسط باتريك المولود في فييرا في داكار، السنغال، وسرعان ما أصبح الفوز بكأس العالم ليس فقط قضية حول كرة القدم، فالفريق كان من نتاج مباشر لفرنسا متعددة الثقافات، وفي ذلك الوقت دعا الكاتب فيليب سولار زيدان مازحا أن يصبح رئيس وزراء، فيما وصف الفيلسوف باسكال بونيفاس هذه اللحظة بولادة التنوير الجديد في فرنسا وإعادة اختراع هذه الامة لنفسها كدولة متسامحة حديثة ومتنوعة عرقيا.
وتستعد فرنسا في عام 2016 الى بطولة كبرى أخرى هي يورو 2016 التي تشابه في أهميتها كأس العالم 1998 والتي ستقام على أرضها، ومن الناحية الكروية، كان السؤال الكبير خلال هذه الفترة ما إذا كان الفريق سيتعامل مع فقدان كريم بنزيمة، مهاجم نجم ريال مدريد الذي سجل بالفعل 27 هدفا من 81 مباراة دولية مع منتخب فرنسا، وعلق لعب بنزيمة في تشكيلة الفريق في تشرين الثاني/ نوفمبر عندما بدا انه كان يحاول ابتزاز زميل له وهو اللاعب ماتيو فالبوينا على شريط جنسي يضم فالبوينا، وسجلت الشرطة لبنزيمة حديثا له عن الفيديو ثم وضعته قيد التحقيق الرسمي، وعندما تم الإعلان عن التشكيلة النهائية ليورو 2016 في أبريل، دون بنزيمة، تدخلت رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قائلا علنا بأن بنزيمة لم يعد يصلح ل "فريق من فرنسا"، وكانت آراء المشجعين العاديين هي أشد من ذلك، فمعظم المشجعين يصفونه بصبي سيئ من الضواحي المتعفنة التي يسكنها المهاجرين والتي تطوق معظم البلدات والمدن الفرنسية، ويرى هؤلاء أن بنزيمة لاعب جيد ولكنه لا يتمتع بالروح الفرنسية، وتبدو مثل هذه التعليقات والآراء وكأنها صادرة عن أنصار الجبهة الوطنية، ولكنها في الواقع صادرة عن مجموعة من الفتيان الليبراليين واليساريين الذين يرون أن بنزيمة يحاول الانتقام من زملائه لصعوبة العيش في الضواحي وهذا هو السبب الذي يدفعه لعدم غناء "البؤساء".
وشمل الحديث حول بنزيمة في الايام الاخيرة ايرك كانتونا الذي علق على المدرب الفرنسي الحالي ديديه ديشان بتعلقيات عنصرية، وكان ديدييه هو من قاد فرنسا في تلك الليلة السحرية في عام 1998 وصرح بانه سيتخذ اجراءات قانونية ضد كانتونيا، ويمتلك ديشان سمعة بأنه دقيق وصارم ولا يحب الفوضى، وعانى المنتخب الفرنسي لحظات كثيرة قاتمة في العقدين الأخيرين، ففي بطولة اوروبا 2000 التي عقدت في عام 2001، بقيادة روجيه لومير، لعبت فرنسا ضد الجزائر بعد بضعة أسابيع من الهجمات على برجي التجارة العالمي في نيويورك، وفي الساعة الأولى من المباراة زيدان ولاعبين آخرين للاتهام بأنهم خونة من قبل المشجعين الجزائريين، بالرغم من أن بعضهم قد ولدت وترعرعت في فرنسا، وكانت هناك هتافات مؤيدة لاسامة بن لادن طوال المباراة، وأوقفت تم المباراة في الدقيقة ال75 عندما نزل الجمهور الى أرض الملعب، وغادر زيدان الملعب باكيا ووصف المباراة في مقابلة لاحقة له في مدريد في عام 2003، "أسوأ يوم في حياتي المهنية".
ووصلت أدنى لدى أنصار الفريق خلال نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا عام 2012، وبدأت المتاعب خلال المباراة بعد افتتاح فاتر ضد المسيك، طرد فيها نيكولا انيلكا من الفريق بعد خلاف في غرفة تغيير الملابس مع المدرب ريمون ديومينيك، وخلال نفس المباراة اتهم فرانك ريبيري بعدم تمرير الكرة لايوان جوركوف الذي اعتبر وريث زيدان، وأثار طرد أنيلكا تمرد اللاعبين من بينهم القائد باتريس ايفرا، وخرجت فرنسا من الدور الاول بعد أن خسرت بهدفين لهدف واحد امام جنوب أفريقيا في اداء شيء للغاية دفع بأنصار فرنسا للهتاف للفريق الأخر.
ووصفت وزيرة الرياضة روزلين باشلو اللاعبين بأنهم يتصرفون مثل العصابات الصغيرة وهي كلمة تحمل تطور استعماري لانها كانت تطلق على سكان شمال أفريقيا العرب، وأطلق على الفريق في عام 2010 اسم الحثالة، والتي استخدمها الرئيس ساركوزي بين عامي 2005 و 2007 لوصف مثيري الشغب في الضواحي، فأصبح الكثير من سكانها يميلون الى تشجيع ريال مدريد أو برشلونة بدل تشجيع الفرق الفرنسية بما في ذلك منتخبهم الوطني، وزادت المشاعر السلبية بين الجمهور الفرنسي منذ ذلك العام كثيرا تجاه فريقهم وصفت هذه المشاعر بمصطلح سقوط الحب، وخلال المباراة على ملعب ويمبلي في تشرين الثاني/نوفمبر استعيد هذا الحب لفترة وجيزة وهناك تحدي اذا ما كان سيستمر لفترة أطول.
ويمتلك اليوم مشجعي ونقاد كرة القدم الفرنسيين ثقة حذرة في الفريق للقيام بأمر جيد، ويعقدون الامل على خبرة الفريق وعلى المهاجم أنطوان غزيزمان بديل بنزيمة ولاعب الوصل بول بوغبا الذي ينحدر من الضواحي الباريسية، ويبدو أن الفريق يمر بنهضة وهو يعلب على ارضه وبين مشجعيه في البطولة المقبلة ومن المرجح أن تقوده الى التتويج كبطل، ويأمل ايضا الكثير من السياسيين أن تعاد لحظة كأس العالم 98، للمساعدة في الشفاء من صدمات الماضي وأعمال الشغب والارهاب والغضب بين كل الأطراف، وتركز عادة مجلة سوفوت على كرة القدم، ولكنها قدمت في الفترة الاخيرة غزوة نادرة في السياسية، مطالبة الفريق بالفوز في بطورة اليورو لمكافحة الأزمة التي تعصف بالبلاد.
ولا تعتبر هذه مهمة سهلة سواء على الصعيد الكوري أو الناحية السياسية، على الرغم من أن أعمال الشغب في عامي 2005 و 2007 والموجة الحالية من الإرهاب قد لا تكون مرتبطة مباشرة، الا انها خلقت أجواء مسمومة.، ولا تزال الآن فرنسا في "حالة الطوارئ" في أعقاب الهجمات الإرهابية في العام الماضي، هذا لا يعني فقط أن الأمن أصبح مشددا أكثر وفي كل مكان ، ولكن هذا هناك التوتر مرتفعة جدا، فمعظم الناس لا يزالون خائفين ومنفعل بعد هجمات في بروكسل واختفاء الرحلة مصر للطيران من باريس إلى القاهرة والتي جعلت الأمور أسوأ، وفي الوقت نفسه، اضافة الى استمرار مداهمات الشرطة في ما يسمى مناطق "التطرف" في الضواحي، وفي عام 2016، يبدو أن فرنسا متعددة الثقافات التي كانت في عام 1998 بعيدة جدا، وكثير من الناس يسأل عما اذا كانت هذه الفكرة مجرد وهم، فحتى لو كان المنتخب الفرنسي بشكل جيد أو حتى يفوز في المباراة النهائية، فمن المؤكد أنه لن يشفي كل الجروح الفرنسية، ووصف ليليان تورام لحظة الفوز في كأس العالم 98 كتجربة صوفية ولا تصفها الكلمات، ويعرف أيضا بنشاطه السياسي في بلاده، وكان قد وصل الى فرنسا مع عائلته في عام 1981، وواجه العنصرية عندما كان فتى صغير وهو يذكر الكلمات التي وصف بها في المدرسة بسبب عرقه، ويقول عنها " لم أعرف ماذا افعل، ولكن منذ ذلك الحين أردت أن أغير العالم."
واتهم ساركوزي في عام 2006 بأنه يتجاهل حياه المهاجرين ومنذ ذلك الحين كرس حياته لمكافحة العنصرية من خلال مؤسسة تحمل اسمه، سواء ضد الأقليات الافريقية أو الاسبانية أو المثليين، وأشار تورام الى خريطة العالم قائلا " من المفترض أن ينظر الجميع مرة أخرى الى العالم ويرى المكان الذي جاء منه، أفريقيا أو أي مكان أخر يمكن ان يكون المركز وليست اوروبا فقط أو أمريكا." ونشر اللاعب مؤخرا كتبا بعنوان " نجومي السوداء" الذي يدس تاريخ السود على مر القرون، وأضاف " العنصريون يصفون السود صفات سلبية دوما ولكني أحاول أن أسلط الضوء على القوة والنضال." ويشمل كتاب توارم أبطال مثل الطبيب النفسي فرانتز فانون وايمي سيزير الذي أسسوا حركة فخر السود، ويتابع " كل شيء يتعلق بالاحترام، على الانسان أن يحترم ذاته، ومن أي اتى، ويحترم تاريخه بما في ذلك تاريخ العبودية، فلا يمكن المضى قدما دون فهم الماضي، يتعلق الامر في ايجاد واستعادة الهوية الخاصة بكل انسان، في فرنسا أو في أوروبا هذا هو المهم الان."
وأجاب عند سؤاله عن شعوره لو كان جزء من الفريق الفرنسي اليوم " الأم بسيط، اود أن تكون الفرحة كاملة، فهذه فرصة نادرة لأي لاعب للعب مع فريقه وفي بلده وبين جمهوره، وبالنسبة للمشجعين فكرة القدم كلها مشاعر، لهذا فانا لم ألعب في ايطاليا لصالح أي فريق عنصري، أتذكر عندما لعب على ملعب انفيلد مع برشلونة وعندما خسرنا كيف حمل مشجعي فريق ليفربول فريقهم"، وعلق على سؤال تراجع العلاقة العاطفية بين الجهور الفرنسي والمنتخب وانخفاض شعبية المنتخب منذ عام 2010 قائلا " لم أكن هناك ولكني أعتقد أن الامر أكثر تعقيدا مما يبدو." وكان يبدو حذرا من انتقاد زملائه اللاعبين، وأعتقد انهم كانوا مجرد مجموعة صغيرة من اللاعبين الذين امتلكوا المال والشهرة ودمروا روح الجماعة، ولا يمكن لأي فريق أن يلعب بدون هذه الروح"، ويضع هو أيضا اماله على الفريق الجديد للفوز بيورو 2016 ويسترسل " في البداية وقبل كل شيء، عندما يكون الاعب في الملعب فهو لا يفكر بأي شيء سوى بالركض ويكون في حالة تأهب كاملة وهذا هو جمال اللعبة، وتعطي الرياضة دروس عظيمة، وعلى اللاعب أن يقدم الافضل في ادائه."
وبدى أنه متفائل في هذا الشأن وقال " انا متفائل، كان من الواضح انه امر كبير أن يغير لاعبو كرة القدم العالم ولكن في عام 98 حصل التغيير، فلم تكن فرنسا قبله مثل فرنسا بعده، انا اعلم ذلك لاني عشت الحدث، وهذا صحيح ففرنسا تمر بوقت عصيب في الوقت الراهن ولكن اعتقد أن واقع عام 98 ما يزال يعيش في خيال الناس"، وتوافقه الرأي مستشارة الرياضة في مكتب فرانسوا هولاند ناتالي لانيتا التي قضت معطم حياتها تعمل في الصحافة ولديها خبرات في مجال الرياضة، ولم تعرف في السابق وجهاتها السياسية واتي تعيين مكتب هولاند لها كمفاجأة للكثيرين، ونظر اليه كمناورة لتحقيق مكاسب سياسية للخروج من يورو 2016، ولكنها دعمت لانتاج فليم يجمع الناس من مختلف الاجناس في جميع انحاء فرنسا يدعمون فريقهم ويطلبون من الفوز تحت شعار " اتركونا نحلم، فنحن نحتاج الى ذلك."
وتضمنت الشعارات الاخرى للحملة " كرة القدم التي نحبها" " وفرنسا التي نحبها" وتحمل هذه الشعارات مضامين سياسية، وتقول زميلتها في الحملة نجاة بلقاسم " أولوياتنا مع يورو 2016 خلق شيء جديد، وجمع الفرنسيين مع بعض، وتجاوز العقبات كفريق كامل، فألمانيا تغيرت بعد نهائيات 2006 ويمكننا نحن ايضا أن نتغير."
وتعتبر هذه الافكار طموحة جدا وتتجاهل تعقيدات سياسية حقيقية للثقافة، الأهم من ذلك انها تتجاهل الصدع الرئيسي ي كرة القدم الفرنسية، حيث ترى هذه الرياضة الى حد كبير كأنها حكر على الطبقة البيضاء في فرنسا، فيما الاخرون غرباء عنها، وبالرغم من أن الجميع أصبح من مشجعي لكرة القدم بعد 98 الا أنه لا ينظر اليها بعين الجدية لاحداث تغيير حقيقي، ويقلق الصحفي رافائيل جافترين من السياسيين على كرة القدم ويشير " الجميع يعرف أن النحب السياسية في فرنسا تنظر بدونية الى مشجعي كرة القدم، والمثال على ذلك شيراك الذي كان يعرق القليل عن اللعبة ولكنه كان يظهر مع زيدان وغيره."
وعلق هذا الصحفي مؤخرا حول مدى ارتفاع التعويل على يورو 2016 في حكومة فرنسوا هولاند، وكتب " أتوقع أن هولاند ربط نفسه مع نجاح الفرنسيين، ولكن المشجعون ليسو أغبياء فهم يعرفون الحقيقي من الكذب، حتى لو ادعى هولاند انه مشجع كبير فيمكن أن يأتي هذا بنتائج عكسية عليه"، ويبدو أن هناك العديد من المخاوف التي ترافق البطولة المقبلة وخصوصا تأمين الملاعب في هذه التجمعات الكبيرة، فزيادة المخاوف من أعمال الشغب أو الارهاب توتر الفرنسيين ففي مبارتي سان جيرمان واولمبيك مرسيليا التي وقع فيها الهجوم كانت الاجراءات الامينة عالية ومع ذلك استطاع الارهابيون تهريب القنابل الى دخل الملعب.
ووعد وزير الداخلية برنار كازينوفو الجميع بالأمان ولكن لا يبدو أن الكل قد اقتنع، وهناك أبضا احتمال قوي أن تخرب المنافسة بسبب الاضراب ضد الاصلاحات العمالية التي اجريت مؤخرا دون موافقة البرلمان الفرنسي، وقد وعدت النقابات بالمزيد من الاضرابات خلال الشهر المقبل ، بما في ذلك سائقي الشاحنات والمعلمين والطيارين، وسيكون من الصعب أن يحل فريق لكرة القدم كل هذه المشكلات، وسيشعر الفريق الفرنسي انه لا يواجه فقط الفريق الخصم انما تاريخ بلاده الطويل، ولا يزال يعقد توارم اماله على الرياضة لتشفي الجروح ويقول " كرة القدم مثل لفافة من الزهر ، اعتقد أن روح كأس العالم 98 ما تزال موجودة، بالرغم من انها أصبحت أسطورة، ولكنها كانت فس السابق حقيقة واقعية، وهناك اليوم سبب وجيه لوجوب حدوث أمر جيد مثل الفوز بيورو 2016، والأشياء الجيدة يمكن أن تحدث لفرنسا."
أرسل تعليقك