شهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، صباح الأربعاء، حفل تخريج دفعتي الطلبة المرشحين والجامعيين الـ25، ودورة الجامعيات التاسعة، في مقر كلية الشرطة في أبو ظبي.
وأكد الشيخ سيف بن زايد، أنَّ أمن الوطن واستقراره ورفاه مجتمعه في قمة أولويات رئيس الدولة؛ لتبقى دولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة أكثر بلدان العالم أمنًا واستقرارًا وسلامةً، من أجل مواصلة مسيرتها التطويرية نحو مزيد من التقدم والازدهار والرقي.
وأوضح في تصريح له لمناسبة حفل تخريج دفعات جديدة في كلية الشرطة، أنَّ "المرحلة المقبلة من المسيرة الميمونة، التي يقودها رئيس الدولة ، تتطلب المزيد من الجهد والعمل للارتقاء بالأداء الأمني وكفاءة الخدمات الشرطية؛ مع أهمية مواصلة الأخذ بأحدث أساليب التكنولوجيا والمفاهيم العصرية المستخدمة في هذا المجال، وتكريس مبدأ المشاركة المجتمعية وتعميق الوعي والثقافة الأمنية بين أفراد المجتمع؛ باعتبار الأمن مسؤولية مشتركة خدمة لمتطلبات التنمية المستدامة، ومواكبة للمتغيرات الدولية والتحديات المختلفة".
وأضاف بن زايد "إننا، ونحن نشهد تخريج كوكبة جديدة من أبناء الوطن الذين أنيط بهم السهر على أمن واستقرار المجتمع، نجدّد العزم والعهد على أن تبقى إماراتنا آمنة للناس الطيبين؛ خطرة على المجرمين، بما تتسلح به الأجيال الشرطية الشابة من علم وكفاءة وتدريب، وقبل هذا كُلُّه تسلّحهم بالإيمان الراسخ والولاء الصادق للوطن وقيادته العليا".
وثمّن دور كلية الشرطة والقائمين عليها وجهودهم المتواصلة وتكريسهم كل الطاقات الممكنة لإعداد وتأهيل القوة البشرية، التي تلبي احتياجات أجهزة الشرطة والأمن في الدولة؛ للقيام بدورها في إقرار الأمن وإنفاذ القانون، وتعزيز الاستقرار وبسط الطمأنينة في كامل ربوع الوطن.
وفي ختام تصريحه، هنأ ؛ الخريجين وحثّهم على أن يكونوا مثالاً يُحتذى لأبناء الوطن الغيورين على سمعته ورفعته في شتى ميادين العمل التي سينتسبون إليها، وحثهم على مواصلة التعليم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم ومتابعة المستجدات لتقديم أفضل الخدمات الشرطية للمجتمع؛ بمختلف شرائحه وأفراده بوجوه باشّه، تُجسِّد مطلق النزاهة والأمانة والإخلاص وروح المسؤولية.
وفي نهاية الحفل، هنّأ الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان الخريجين بما أنجزوه من تفوق ونجاح، ودعاهم إلى بذل مزيد من الجهد والمثابرة لاكتساب الخبرات اللازمة التي تمكّنهم من رد الجميل والعرفان للوطن وقيادته العليا، لتبقى الإمارات واحة أمن ورخاء.
وكان حفل التخريج بدأ بدخول طابور العرض إلى الميدان؛ ووصول الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، ثم عزفت موسيقى الشرطة السلام الوطني، و تقدم قائد الاستعراض بالاستئذان من سموه لبدء مراسم التخريج.
وألقى مدير عام كلية الشرطة العقيد سيف علي الكتبي، كلمة خلال الحفل قائلًا فيها، "إنَّه لشرف كبير لنا في كلية الشرطة، ولحظات غالية تحمل معها كل معاني السمو والإجلال بتشريفكم ورعايتكم احتفالنا هذا ونحن نقدم كوكبة جديدة من أبناء هذا الوطن، وأخوة لهم من أبناء الدول الخليجية والعربية الشقيقة، والذين يمثلون الدفعة الخامسة والعشرين من المرشحين والدورة الخامسة والعشرين من الجامعيين والتاسعة من الجامعيات".
واسترسل الكتبي "ركزت القيادة العليا على بناء الوطن والمواطن، وأولت اهتمامها بالإنسان ووفرت له سبل ومتطلبات النجاح كافة، وفجرت الطاقات، وهيئت الظروف وبينت لنا أن بناء الإنسان ليس عملية بناء عادية، لأنه الركيزة الأساسية لعملية التنمية الشاملة في مختلف مناحي الحياة في الدولة"، مؤكدًا "إنَّ كلية الشرطة تستمدّ من هذه التوجيهات رؤيتها في رسم مستقبل مشرق، يضاف الى الواقع المزدهر الذي نعيشه".
وأبرز أنَّ منتسبي الكلية توفرت لهم فرص التعليم والتدريب الشرطي والأمني وفق منظومة حديثة ومتطورة؛ اجتهد القائمون عليها في المتابعة والتطوير والتحديث، ووفرت القيادة العليا في وزارة الداخلية الدعم والمتابعة الدائمة وصولًا الى أعلى معايير الريادة والتميز لخدمة مجتمع دولة الإمارات.
وأشار العقيد الكتبي إلى أنَّ الاحتفال يأتي اليوم كأحد ثمار هذه الرعاية والاهتمام، وتأكيدًا على جاهزية الخريجين بعدما نهلوا من معين العلم الشرطي وعلومه القانونية والشرطية والمساعدة، وأصبحوا مزوَدين بالتدريب والمهارات ومعلنين جاهزيتهم للانضمام الى زملائهم في ميدان العمل، ومستعدين كل الاستعداد لتنفيذ القانون متسلحين بالإرادة والعزيمة، لمواجهة التحديات ، وأنجزوا متطلبات التخرج بنجاح، إذ نال منتسبو الدفعة الخامسة والعشرين من المرشحين شهادة البكالوريوس في العلوم الشرطية والعدالة الجنائية، ونال منتسبو دورات الجامعيين والجامعيات شهادة الدبلوم في علوم الشرطة.
وأشاد مدير عام كلية الشرطة باهتمام ودعم القيادة العليا اللامحدود لكلية الشرطة، والذي كان له بالغ الأثر للعاملين في كلية الشرطة لمواصلة التطوير والتحديث والبحث العلمي الشرطي، والإسهام بفعالية لتزويد وزارة الداخلية بالطاقات المتجددة من أبناء الوطن، معبرًا عن صادق التقدير والامتنان لمتابعة القيادة العليا المباشرة وحرصها الدائم لتكون كلية الشرطة منارة علمية شرطية حديثة.
ووجه كلمته للخريجين قائلًا "ها أنتم اليوم تقفون على أعتاب مرحلة جديدة من حياتكم المهنية، وستلتحقون بزملائكم في ميدان العمل الحقيقي فاتقوا الله في عملكم، وأطيعوا أولي الأمر منكم، واجعلوا مدادكم حب الوطن؛ والولاء لقيادته العليا واجعلوا من أنفسكم ملاذ كل قاصد، مستمدين قوتكم من قوة الحق، بارين بقسمكم".
بعد ذلك، سلّم الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، الطالب المرشح محمد عبيد الراشدي سيف الشرف لحصوله على الأول في المجموع العام، والأول في الرياضة والأول في المشاة والأول في الأسلحة والرماية.
وأدى الخريجون القسم القانوني، وأعقب ذلك مراسم تسليم علم الكلية من الدفعة الـ25 الخريجة إلى الدفعة الـ26 ليبقى علم كلية الشرطة عاليًا خفاقاً، ثم عزفت الموسيقى سلام العلم والسلام الوطني، وهتف الخريجون بعدها ثلاثًا بحياة رئيس الدولة، وتلا ذلك شلّة شعرية بعنوان "كلنا خليفة" ثم استأذن قائد الاستعراض من سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بانصراف طابور العرض وانتهاء حفل التخريج والتقاط الصور التذكارية.
وبعد مراسم التخريج سلم وكيل وزارة الداخلية الفريق سيف عبد الله الشعفار الشهادات للخريجين من دفعتي المرشحين والجامعيين الـ25، والجامعيات التاسعة، في قاعة الاتحاد في الكلية، بحضور مدير عام كلية الشرطة العقيد سيف علي الكتبي، وعدد من كبار قيادات وضباط وزارة الداخلية وأعضاء وفود الطلبة الخريجين من الدول الشقيقة، وأولياء أمور الخريجين.
يُذكر أنَّ عدد الخريجين بلغ 387 خريجًا وخريجة، بينهم 162 طالبًا مرشحًا و205 من الطلبة الجامعيين، و20 من الطالبات الجامعيات، ومن بين الخريجين من الطلبة المرشحين 14 طالبًا من 7 دول عربية شقيقة، هم طالبان من دولة الكويت و3 طلاب من دولة قطر، وطالبان من المملكة الأردنية الهاشمية، وطالبان من الجمهورية اليمنية وطالبان من مملكة البحرين، وطالبان من جزر القمر، وطالب من دولة فلسطين.
أرسل تعليقك